اشترطت السلطات الفرنسية على المترشحين الأجانب الراغبين في الحصول على الجنسية الفرنسية التخلي عن جنسيتهم الأصلية، حيث يفرض ”ميثاق حقوق وواجبات المواطن الفرنسي” الذي سيدخل حيز التنفيذ إبتداء من جانفي القادم، على جميع المتقدمين للحصول على الجنسية الفرنسية التخلي عن جنسيتهم الأصلية كون هذا الميثاق لا يعترف بازدواجية الجنسية· ويلزم تطبيق هذا الإجراء، المقترح من طرف المجلس الأعلى للاندماج، المواطنين من أصول جزائرية التخلي عن جنسيتهم الأصلية من منطلق أن 50 بالمائة من المترشحين للحصول على الجنسية الفرنسية من أصول مغاربية وجزائرية بالمقام الأول تليهم جنسيات أخرى على غرار الروس والأتراك· وعلى هذا الأساس، أكد وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون أن نص ”ميثاق حقوق وواجبات المواطن الفرنسي”، بموجب قانون الهجرة والاندماج، سيُحول إلى مرسوم وسيتم تمريره إلى مجلس الدولة بغية ترسيمه لينطلق تطبيقه ابتداء من الفاتح جانفي القادم، من خلال تضمينه العديد من الشروط، حيث جاء في مقدمة الميثاق ”تريدون أن تكونوا فرنسيين، هو قرار مهم جدا ومدروس، أن تصبح فرنسيا ليست عملية إدارية سهلة، والحصول على الجنسية الفرنسية قرار يلزمك ويلزم أبناءك وأحفادك”· وشدد الميثاق في شروطه للحصول على الجنسية الفرنسية ”بمجرد ما تصبح فرنسيا لا يمكنك الانتساب إلى جنسية أخرى والتحدث بها”، وفق مبادئ وشعارات الجمهورية الفرنسية مثل المساواة بين الرجال والنساء، كما يؤكد ميثاق المواطنة على ”جعل هذه المبادئ ثقافة، والتوعية بها بشكل أوضح، وتقنينها مهم جدا”· ويوضح وزير الداخلية الفرنسي أن المترشحين للحصول على الجنسية عن طريق الزواج أو عن طريق حق الأرض حسب قانون الجنسية الفرنسي غير معنيين بهذا الإجراء، الذي يمس أساسا المندمجين إذ يشكل التوقيع على ميثاق المواطنة خلال لقاء يسمى لقاء الاندماج حسبه مرحلة جديدة في شروط الحصول على الجنسية والتأقلم مع المجتمع الفرنسي، موازاة مع اشتراط مستوى أفضل في اللغة الفرنسية ومعرفة كبيرة بتاريخ وثقافة فرنسا· وفي هذا الشأن، نددت الأمينة الوطنية المكلفة بالمسائل الاجتماعية في الحزب الاشتراكي نجاة بلقاسم بما عبرت عنه ب”الانحراف الخطير لليمين الجمهوري” في إشارة إلى مشروع ساركوزي حول الجنسية والشؤون الاجتماعية للمهاجرين من أصول أجنبية، وحذرت بالمقابل من نوايا اليمين بخصوص هذه النقطة لتذهب إلى حد القول إن رغبة اليمين تهدد الجمهورية بالحديث عن ”عدو من الداخل”· وتجدر الإشارة إلى أن 108 آلاف أجنبي حصلوا على الجنسية الفرنسية في ,2009 حوالي 45 بالمائة من بينهم من المغرب والجزائر، متبوعين بالأتراك والروس، في حين رفضت الداخلية الفرنسية في نفس السنة عشرين ألف ملف بسبب ”خلل في الاندماج” لدى المترشحين·