توصل باحثون بريطانيون إلى أن بعض أشد المناطق الصحراوية جفافا في إفريقيا، تضم مخزونات هائلة من المياه الجوفية يمكن أن توفر حماية من آثار التغير المناخي لسنوات قادمة. وأكدوا في بحثهم أن أكبر كميات المياه الجوفية توجد في طبقات رسوبية في شمال إفريقيا بليبيا والجزائر ومصر والسودان. كما قدروا أن مخزونات المياه الجوفية في أنحاء القارة تعادل 100 ضعف ما على سطحها من مياه أو 0.66 مليون كيلومتر مكعب. وأعد مركز المسح الجيولوجي البريطاني وكلية لندن خرائط توضح أماكن طبقات المياه الجوفية في أنحاء القارة وأحجام مخزوناتها. وقال الدكتور ستيفن فوستر، كبير مستشاري جماعة الشراكة العالمية بشأن المياه والخبير في قضايا المياه الجوفية: «يمكن أن يكون استخدام المياه الجوفية مجديا اقتصاديا وفنيا في بعض المناطق لحل مشكلة النقص في المحاصيل، لكني أشك في أن يصح هذا في كل المناطق» ولقد استندت الخرائط إلى رسوم توضيحية أعدتها حكومات، وإلى بحوث أجريت على المئات من طبقات المياه الجوفية تهدف لدعم تقييم أكثر منطقية لأمن المياه والضغوط المائية. وحذر الباحثون في دورية رسائل الأبحاث البيئية من أنه ليس كل تلك المخزونات قابلة للاستخراج، موضحين أنه حيثما أمكن ذلك فإن الاستخراج على نطاق ضيق باستخدام المضخات اليدوية سيكون أفضل من مشروعات الحفر الكبيرة التي يمكن أن تستنزف المخزونات سريعا وتؤدي إلى عواقب غير معلومة. وأفاد الباحثون أن بعض أكبر تلك المخزونات موجود في أشد المناطق جفافا داخل وحول منطقة الصحراء الكبرى، لكنها على عمق يتراوح بين 100 و 250 مترا تحت سطح الأرض. وقالت الدراسة التي قادها الدكتور ألان ماكدونالد من مركز المسح الجيولوجي البريطاني إنه سيكون من غير الممكن الوصول بسهولة إلى مستويات المياه الأعمق من 50 مترا باستخدام مضخة يدوية. ووضحت الدراسة أن عند الأعماق الأكبر من100 مترترتفع تكلفة الحفر بشدة نظرا للحاجة إلى معدات أكثر تطورا. الجدير بالذكر أن المياه الجوفية ليست حلا جذريا لنقص المياه في القارة، لكنها يمكن أن تشكل جزءا مهما من استراتيجية لمواجهة زيادة حادة متوقعة في الطلب على المياه مع نمو عدد السكان. وتشير بعض التقديرات، في الوقت الحالي، إلى أن عدد الأفارقة الذين لا يمكنهم الوصول إلى مياه شرب آمنة يتجاوز 300 مليون شخص.