تواصل مجموعة "أبوليوس الرواية الجزائرية" بموقعها في "فيسبوك" والتي يديرها شوقي بن حاج، فعاليات مسابقة "تخيّل" التي تقوم حول كتابة مقطع روائي متعلق بصورة معينة تُنشر بالمجموعة. زينة.ب وفي عدد المسابقة السابع، أوضحت الشاعرة حنين عمر التي تشرف على المسابقة، أن هذا العدد ستكون جائزته من دار "يوتوبيا" للنشر حيث سيتم اختيار ثلاثة فائزين (مركز أول- مركز ثان- مركز ثالث)، إضافة لجائزة الجمهور للنص الذي سيحصل على أكبر عدد من الإعجابات ويلبي شروط اللجنة. وعرضت الشاعرة صورة امرأة ورجل، موضحة التقنية التي يجب استخدامها في وصف الشخصية الروائية مطالبة بتخيل بقية الصورة وكتابة وصف شخصية واحدة منهما (الرجل أو المرأة) أو الاثنتين معا حسب خيار المشارك وكأنهما بطلا روايته بحيث يقدمهما لأول مرة للقارئ ويحاول أن يجعله يراهما بخياله ويتعرف عليهما. وفي حصرها للشروط، أكدت حنين على عدم استخدام الحوار، عدم المبالغة في السرد العاطفي الخالي من الأحداث فهي -تشير- رواية وليست خاطرة والرواية أحداث وحبكة ووصف وأسلوب، بالإضافة إلى استخدام خاصية وصف الشخصيات الروائية، وأن لا يتجاوز طول النص 200 كلمة. وترسل المشاركات في التعليقات تحت المنشور المقصود، مؤكدة أن آخر أجل لاستلام المشاركات سيكون هذا الخميس 2 جويلية الداخل على الساعة الثامنة مساء. كما قدمت الشاعرة حنين عمر بعض النصائح بشأن الكتابة قائلة أن الناقد رولان بارت يعتبر الشخصيات الروائية كائنات من ورق ويرى أنها عمل تأليفي، ويعني بذلك -تضيف- أن الكاتب يخلقها في ذهنه ويمنحها حياة وأحداثا ويحركها كيفما شاء، والشخصيات هي ركيزة أساسية في أي عمل روائي، ولهذا كانت القدرة على وصفها مهمة جدا وتستطيع أن تحدث نقلة نوعية في النصوص، وتتابع بقولها "وكلما تمكنتم من أن تصفوها بدقة وبتفاصيل مبتكرة للقارئ كلما خلقتم علاقة نفسية وطيدة بينه وبينها وهذا سر من أسرار نجاح الروايات"، موضحة أن وصف الشخصية الخارجي يعني ما نراه من الشخصية وما يراه من حولها، أما الداخل فيتعلق بالصفات النفسية التي تتمتع بها وعادة ما يستخدمها الراوي كلي العلم، في حين قد يقل استخدامها مع غيره، مذكرة بكتابة الصفات الخارجية قبل الصفات الداخلية عند تقديم الشخصية لأول مرة للقارئ. وأكدت الشاعرة على ضرورة المسافة بين الكاتب وبين الشخصية الروائية، حيث لابد من أن يكون حياديا في تقديمها للقارئ وأن يترك جزءّ غامضا فيها لشد القراء حولها أكثر، منبهة لتفاصيل الشخصية ولوصف مظهرها الذي يجب أن يتماشى مع حقيقتها ودورها داخل الأحداث، وأن لا يبالغ الكاتب في وصف مشاعر الشخصيات وإهمال تفاصيلها العامة، لأن الرواية -تقول- تحتاج توازنا في مكوناتها وهي حدث وليست مجرد كلام إنشائي حتى إن بدا جميلا لغويا، ولأن القارئ يريد قراءة قصة يتفاعل نفسيا مع أحداثها ويرى بخياله فيها شخصيات تتحرك في فضاء سردي، كما يجب التعامل مع القارئ وكأنك تعرّف شخصا بشخص آخر، وجعل هذا القارئ يرى أبطال الكاتب بخياله، مشيرة إلى ضرورة جعل بطل الرواية حيا ومتحركا ومتطورا داخل الأحداث، وأن يصنع الكاتب توازنا بينه وبين بقية الشخصيات لكي لا يمل القارئ من متابعة خط درامي واحد. من جانب آخر، ذكرت الشاعرة حنين عمر، أنه قبل المشاركة في أي مسابقة يجب قراءة الشروط جيدا وأكثر من مرة لتكوين فكرة واضحة عن المطلوب فيها، ويجب الالتزام بالشروط بشكل كامل لأنه في أي مسابقة كانت ومهما كان النص جميلا فإنه قد يُقصى لعدم احترامه أي شرط من الشروط وأبسطها كعدد الكلمات الذي يجب الالتزام به بشكل قطعي، ولمن لا يملك وورد -توضح-ويكتب من الهاتف هناك مواقع لحساب عدد الكلمات. وفي نصيحة تعتبرها ذهبية، تقول حنين عمر "اقرأ كثيرا قبل أن تكتب قليلا، القراءة هي التدريب الحقيقي الذي يقوي عضلاتك في الكتابة، والرواية كالبحر من أراد الخوض فيها والوصول إلى مينائها عليه أن يتقن التجديف بالقراءة والعمل، لأن الرواية ليست فكرة فقط بل هي فكرة وأسلوب ولغة وثقافة، ولأن النجاح لا يعتمد فقط على الموهبة بل على قدرة صاحب هذه الموهبة على تنميتها وتحويلها إلى تجربة أدبية حقيقية تبقى في التاريخ. آمل أن تكون نصائحي ذات فائدة لأي منكم وأن توفقوا جميعا في الوصول إلى موانئ أحلامكم. ننتظر مشاركات كثيرة منكم وبالتوفيق للجميع". وأضافت "إذا شاركت في أي مسابقة ولم تفز فلا تعتبر ذلك أمرا محبطا ولا تقلل من ثقتك في قدراتك، بالعكس اجعل عدم فوزك دوما حافزا للمحاولة من جديد وتطوير أدواتك، والنص الجيد يبقى حتى بعد ذهاب المسابقات".