*- فن وتميز تحكي الحياة وترصد مصير الإنسان تشارك الفنانة التشكيلية نجوى سراّع في فعاليات الطبعة الثالثة لصالون الإبداع الذي تجري وقائعه بساحة رياض الفتح تحت شعار "من أجل عالم أفضل، لنبدع لنبتكر". نجوى ابنة عاصمة الهضاب العليا سطيف تبدو لمن يراها شامخة علو مسقط رأسها تصنع التميز بفنها الذي يرنو العالمية وبهندامها الأسطوري وشخصيتها القوية التي يلطف من ترفعها الفن، الألوان الزاهية والأفكار العالمية الشمولية. قدمت الفائزة بميدالية الإبداع والابتكار في المهرجان العربي للفن التشكيلي بدبي في نوفمبر 2015، إلى منافسة الإبداع السنوية بدعوة من محافظة الصالون لتعرض أعمالها، لوحات قاربت العشرين، تجمع بين صخب المواضيع ولطافة الألوان واز دهاء الخطوط وقوة الأفكار المعاصرة. وقد اختيرت أعمالها المشاركة في التظاهرة والمتمثلة في لوحتين فنيتين، الأولى بعنوان "جسر" عبارة عن رسالة سلام من بلدها الجزائر إلى العالم العربي، أما العمل الثاني فيجسد "بصمات أطفال لاجئين" بالإمارات محاطين بعلمي الجزائر والإمارات. هي فنانة تشكيلية ولدت في عائلة تستنشق الفن وتعشقه ولا تستغني عنه، تضم فنانين ثلاث، والدها، مهندس معماري رسام تعاطى الفن وجمع بين العلم والفن، وأخوها الكبير أيضا له أوفر نصيب وكذا أختها الراحلة فنانة. أما جدها دربال سرّاع -فتقول نجوى- أنه كان من مجلس العلماء في سطيف. كان الفن في البدء هواية لديها ليصبح مع الوقت احترافا، خريجة الجامعة الجزائر ليسانس في اللغة الإنكليزية وقد اختارت اسما لابنها "رسيم" تيمنا بالفنان محمد راسم، وهي مع ذاك لم تتأثر بأي فنان كان، وان أحبت الجميع فهي كما تؤكد وتكرر إلكترون حر، مثلما ما يشاع ويذاع، فلديها إبداعها الخاص ولمستها الفريدة، قضت نجوى خمس سنوات مع والدها تخدمه وتأخذ عنه. درست نجوى لأقل من شهر اللغة الانكليزية وانسحبت لعدم موافقتها على المناهج المعتمدة، لتنتقل إلى أعمال أخرى ولتتفرغ لأسرتها لفترة معينة، ومرت بمرحلة بحث مضنية كانت بمثابة البحث عن نفسها. عادت إلى الفن الغالى على قلبها في بداية الألفية لتلتحق بالركب وتشارك بأعمالها في معارض فردية وجماعية. تكونت نجوى لمدة أربع سنوات في التصميم بنابل التونسية، ولدى رجوعها إلى مدينتها سطيف، تخصصت في زخرفة الفنادق مما سمح لها بإطلاق موهبتها وإبداعهاو التعبير عن نفسها في كل ميادين الفن، وهي تتمرن على جميع التقنيات، الرمزية، شبه الرمزية، التجريدية،.. وتجرب كافة وسائل التعبير التصويرية، وقد أنشأت سنة 2009 ورشتها الخاصة للرسم وكرست نفسها كليا للفن. كما تشارك بانتظام في الصالون الدولي للفنون التشكيلية وعدة صالونات وطنية أخرى بوهران، قسنطينة، بشار، تمنراست، الجزائر العاصمة... وكذلك الدولية تونس، فرنسا، مصر، المغرب وأنجزت عدة معارض فردية في الجزائر العاصمة ووهران ويكمن مشروعها الحالي بإنشاء ورشة فن لأطفال منطقتها. آخر معرض لها كان في لبنان مارس الماضي في قصر اليونيسكو، وهي تحضر لأعمال ومعارض أخرى بعد رمضان المبارك. من بين اللوحات المعروضة نجد لوحة "طريق زلقة" 2016، حيث السقوط مضمون لمن لا يفكر في العواقب، خطوط صيغت بأنامل ساحرة، و"المجهول" أنجزت في 2016 الذي لا يزال يبحث عن مخرج ليجده في لوحة، "نجدة" حيث الألوان الوردية، الأمل، النور الهادي المسترسل والخروج من المأزق، "رؤى بعيدة" والألوان داكنة، فكر ومثابرة ، "الصومام" وما يحمله من رمزية، هو الاجتماع ، الآراء والأفكار، شخوص متراصة ومواقف صارمة، "شرود في الذاكرة" سفر في عالم الفكر والأفكار، "ضوء" هو باقة ورد، "سحر لموقف" والربيع العربي ألوان سوداء وحمراء، الحزن والدم، "تدمر" القلعة المتمردة، تدمر الحضارة التي تتعرض للتدمير عبر تاريخها، واللون الأخضر بتدريجاته وتجلياته يحدد ويعلو القلعة والمدينة الأثرية تحيا مرات ومرات رغم كيد الكائدين. تستعمل الفنانة تقنيات متعددة في لوحاتها الزيت على القماش والأكريليك على القماش، وترسم بالريشة والسكين لتخلد تحفا أثيرة حق لها أن تكون في المؤسسات العمومية والتربوية وفي كبريات المتاحف.