جرائم الاستعمار في الجزائر كثيرة ومتنوعة لا يمكن نسيانها لأنها تتعلق بذاكرة شعب تعرض للإبادة والتطهير العرقي والتمييز العنصري ومحاولة شعب آخر مكانه من المعمرين الأوربيين الذين استولوا على كل خيرات الوطن ومجازر الثامن ماي 1945في سطيف وقالمة وخراطة(بجاية)تعتبر شاهدا على وحشية الاستعمار الفرنسي وتعطشه للقتل وسفك دم الجزائريين العزل ونكثه للعهود والمواثيق ابتداء من معاهدة تسليم العاصمة في 5جويلية 1830التي تعهد فيها باحترام أملاك الجزائيين وعقيدتهم ولغتهم فاستولى على الأراضي والأوقاف وحول المساجد إلى كنائس وحظائر للخيول ولم تسلم من شره حتى المقابر وعظام الموتى التي استعملها في صناعة الصابون ؟ لقد كانت مجازر الثامن ماي 45 مروعة فقد استمر القتل والتدمير مدة 15يوما أو يزيد وبمختلف الأسلحة الحربية باستعمال الطائرات (الطيارة الصفراء)والسفن الحربية التي كانت تقصف القرى من ميناء جيجل وربما بجاية أيضا لأن خراطة تابعة حاليا لولاية بجاية وتوجد في المرتفعات الجبلية في اتجاه سطيف فمسرح الجريمة كان واسعا جدا وخلفت المجازر 45ألف شهيد حسب المصادر الجزائرية والمصادر الأمريكية تقف عند 17ألف شهيد مما يؤكد الرواية الجزائرية لأن الأمريكيين لم يتمكنوا من الاطلاع الكامل على عدد القتلى في الجبال والغابات والوديان فقد شنت فرنسا حربا دامية على الجزائريين في تلك المناطق لمجرد قيامهم بمظاهرة مرخصة في مدينة سطيف احتفالا بالانتصار على النازية ولمطالبة فرنسا بالحقوق التي وعدتهم بها مقابل وقوفهم إلى جانبها في الحرب العالمية الثانية ودفاعهم عنها بكل قوة فلم يكن أي سبب لارتكاب أعمال إبادة بوحشية وقسوة حيث جمعت فيها فرنسا كل خصال الشر والحقد والغدر والكراهية فتنكرت لوعودها وقتلت من وقفوا معها وقت الشدة وفيهم عائلات وأقارب رجال ضحوا بأنفسهم دفاعا عنها فأقل شيء تقدمه اليوم هو الاعتراف بتلك الجرائم المقترفة في حق الشعب الجزائري والاعتذار عنها رسميا من أجل أقامة علاقة صداقة وتعاون بين البلدين.