ولدت فضيلة مداني المعروفة بفضيلة الدزيرية عام 1917 بجنان بيت المال بالقرب من حي السيدة الإفريقية في الجزائر العاصمة. والدها مهدي بن عبد الرحمان، ووالدتها فطومة خلفاوي، وكان لها أخ شقيق اسمه قوسم، وآخر غير شقيق اسمه عمار. كانت منذ صغرها مهتمة بالغناء، وكان قربها من الشيخة يامنة بنت الحاج مهدي سببا أكبر في ذلك. كانت بدايتها الفنية بإحياء الحفلات العائلية، ما جعلها تتدرب على غناء الحوزي وتتقنه فيما بعد. تم اكتشافها لأول مرة من خلال برنامج إذاعي كانت تبثه آنذاك إذاعة الجزائر العاصمة بعنوان (من كل فن شوية) للأستاذ جيلالي حداد والذي لحن لها بعد ذلك العديد من الأغاني. في عام 1930 تزوجت فضيلة من شخص بطال كان يبلغ من العمر 30 سنة بينما هي كانت في 13 سنة وأنجبت منه طفلة لم تعش طويلا. و كانت هي التي تعيل وتصرف على العائلة. بعد وفاة زوجها سافرت عام 1935 إلى باريس لتنظم العديد من الحفلات وخصوصا للمهاجرين الجزائريين، وبعد عودتها من فرنسا بطلب من والدتها تحولت إلى الغناء على المسرح الذي كان يديره عازف البيانو الشهير مصطفى اسكندراني و مصطفى كشكول، و موازاة مع ذلك انضمت إلى فرقة مريم فكاي. كان أول تسجيل لها هو أسطوانة بعنوان: رشيق القلب على نوبة عراق – انقلاب، ذات قالب عربي –أندلسي. في عام 1949 انضمت إلى فرقة محيى الدين بشطارزي بناءً على طلبه وأحييت حفلات كما قامت بأدوار مسرحية من خلال مسرحيات منها « ما ينفع غير الصح « ، دولة النساء ، عثمان في الصين ، موني راجل عام 1954 ، وفي فرنسا قدمت بالأوبرا الباريسية مجموعة من أغانيها إضافة إلى تسجيلها أغاني لصالح التلفزيون الجزائري. توفيت فضيلة الدزيرية في بيتها المتواجد بالقرب البريد الكبير بالعاصمة الجزائرية في 6 أكتوبر عام 1970، ودفنت في مقبرة القطار