- كسب 1000 و 1500 دج في اليوم الواحد يقضي الكثير من الأطفال عطلتهم الصيفية في الشواطئ أو الغابات و الحدائق العمومية و فضاءات اللعب و التسلية ، فيما تجد فئة أخرى نفسها مجبرة على قضائها في بيع التين الشوكي، هذه الأخيرة التي تنتشر تجارتها بشكل كبير خلال موسم الإصطياف ، نظرا للإقبال الكبير عليها من قبل المواطنين ، خاصة ذوي الدخل الضعيف باعتبار أن سعر الفاكهة لا يزيد عن 10 دنانير للحبة الواحدة . والملفت للإنتباه هو امتهان الأطفال لهذه التجارة وانتشارهم في الأسواق الشعبية وعلى حافة الطرقات لعرض أجود الأنواع بأرخص الأثمان ، وهو ما اكتشفناه خلال الجولة الميدانية التي قادتنا إلى سوق المدينة الجديدة ، حيث كانت طاولات التين الشوكي في كل مكان و عند كل طاولة يقف طفل صغير لا تتجاوز أعمارهم ال12 سنة، يجرون عرباتهم بصعوبة كبيرة تحت أشعة الشمس اللافحة و يهتفون بأعلى صوتهم « أيا الهندي قرب و شوف .. !!، وهو ما جعلنا نقترب من ياسين صاحب ال11 سنة، و الذي يقطن بحي المدينة الجديدة ، فسألناه عن سبب بيعه للتين الشوكي خلال عطلته الصيفية ،فرد متأسفا أنه لا يملك خيارا آخر، فهو بحاجة ماسة إلى المال من أجل مساعدة عائلته الفقيرة ، و تأمين مصروفهم اليومي،خاصة و أن هذه التجارة تؤمن له مصروفا يوميا يتراوح بين 1000 و 1500 دج، موضحا أنه يغتنم فصل الصيف للعمل من أجل جمع المال لشراء الأدوات المدرسية له و لإخوته، بحكم أن والده بطالا و لا يستطيع توفير المال لهم . ومن جهته كشف الطفل حسام صاحب ال 10 ربيعا والذي صادفناه بمعية أخيه أمام إحدى عربات بيع التين الشوكي بسوق المدينة الجديدة أن العطلة المدرسية تعتبر فترة طويلة لقضائها في اللعب واللهو ، لذلك قررا مساعدة العائلة و توفير المصروف لتخصيص جزء منهم بغية التوجه للشواطئ على الأقل كل نهاية أسبوع و عدم الإعتماد على العائلة في ذلك، إلى جانب تأمين مصاريف الدخول المدرسي ،حيث قال حسام إن عائلته غير قادرة على تحمل الأعباء المالية، خاصة مع تزامن الدخول المدرسي مع عيد الأضحى المبارك ، حيث تكثر المصاريف على العائلة ، وفيما يخص طريقة تأمين فاكهة التين الشوكي كشف حسام أنه يقوم كل صباح باقتناء صندوق من الحجم الكبير من قبل أحد مموني السوق بالفاكهة والخضر بسعر يتراوح بين 700 و 800 دج ، و من ثم يقومون ببيعها ،في الوقت الذي كشف بشأن الأخطار المحدقة بهم كأطفال يقتحمون عالم الشغل مبكرا ،خاصة إذا تعلق الأمر بالتجارة، فهم يعانون من تحرشات لفظية و محاولات اعتداء من قبل بعض باعة التين الشوكي الذين يكبرونهم سنا بسبب المنافسة .