رافقت ليلة البارحة الجمهورية مصالح الأمن بتيارت حيث قادت قافلة تضامنية متكونة من الهلال الأحمر الجزائري والحماية المدنية ومديرية الشؤون الاجتماعية ومصالح الصحة والتي جابت شوارع المدينة تحت برودة شديدة بحثا عن الأشخاص بدون مأوى لتقديم يد العون و مواساتهم بوجبة ساخنة ، فقبل الانطلاقة التي كانت مقررة في حدود الساعة السابعة مساءا تلقينا خبر سيدة في العقد الثالث تقدمت إلى مقر الأمن الولائي وهي من ولاية أخرى تبحث عن مكان للمبيت تم التكفل بها من الأكل وحتى طبيبة نفسانية تقدمت إليها وتحدثت معها مطولا للاستفسار عن حالها وتبين أنها سيدة بدون مأوى وهذا ما يبين أن عمل الشرطة لم يتوقف عند الردع وإنما اعتنى بالجانب الإنساني لتنطلق القافلة من مقر مديرية الشؤون الاجتماعية بعد أن اجتمع كل الفاعلين في العملية التضامنية والتي أشرفت عليها مصالح الأمن وفي تنظيم محكم. * مريم قصة معاناة لا تنتهي وكان أول لقاء مع "مريم" التي لم يتجاوز سنها العقد الثالث نائمة بالقرب من إحدى المديريات فتفاجأت بعد أن شاهدت مصالح الأمن يتقدمون نحوها فحاولنا أن نعرف حقيقة هذه السيدة فتحدثت مطولا عن حالتها الاجتماعية فهي تقطن بدائرة مغيلة وشاءت الأقدار أن تجد نفسها وحيدة ولم تتوقف عن قول "أنا بنت الشوارع" فهي قضت سنوات في خدمة عمتها وأبنائها وتنال جزاء ما قدمته و استغنوا عنها بعد خدمة سنوات لهم وهي الآن تجوب شوارع المدينة و تقضي لياليها بحثا عن مكان يقيها من البرد وتقتات مما يقدمه لها المحسنون من نقود أو غذاء و تعيش في هذا الحال منذ عدة أعوام . *الكشف عن 5 نساء اعتدن المبيت بالشارع و خلال هذه الخرجة الميدانية كشفنا عن وجود 5 نساء يعشن بشوارع المدينة فمريم والزهرة وخيرة وشقيقتين كل واحدة منهن اختارت مكانا لقضاء الليلة وهذا ما يدل على غياب تكفل اجتماعي لهذه الحالات الصعبة وإن تحجج مسؤولون من الشؤون الاجتماعية برفضهن للالتحاق بدار العجزة بتيارت فهن حسب ذات المسؤولين قد اعتدن على حياة الشارع. *طاقة استيعاب لا تتعدى 13 شخصا بدار العجزة ومن جهة ثانية تبقى دار العجزة المكان الوحيد الذي يستقبل فيه الأشخاص بدون مأوى فطاقة استيعابه للرجال لا تتجاوز 13 حيث لم يجد البارحة شخص بدون مأوى مكانا له بعد أن حول من قبل القافلة حيث أكد لنا مسؤول من مديرية الشؤون الاجتماعية أن طاقة الاستيعاب 200 شخص بدون مأوى لكن الواقع بدار العجزة أنها مكان ضيق لا يفي بالغرض لاستقبال أعداد أخرى للأشخاص بدون مأوى فيما جهز مكتب الهلال الأحمر الجزائري مكانا لاستقبال أشخاص بدون مأوى وفي ظروف جيدة مع توفير يوميا أكثر من 30 وجبة ساخنة للعائلات المعوزة منها 10 وجبات للأشخاص بدون مأوى تسلم لهم كل ليلة في حين تم تعليق العمل للمطعم والذي استبدل بإيواء يستقبل هذه الشريحة من المجتمع . صاحب فندق يوفّر غرفا بالمجان للأشخاص بدون مأوى فيما قام أحد المواطنين بتوفيرغرف بفندقه بمدينة تيارت كمساعدة للأشخاص بدون مأوى خلال فصل الشتاء . و في اجتماع ضم الهلال الأحمر الجزائري ومديرية الشؤون الاجتماعية ومصالح البلدية تم إطلاق وعود بتوفير قسم بإحدى المدارس ليستقبل الأشخاص بدون مأوى بعد إعادة تأهيلها من جديد لكن هذا القسم هو تابع لمدرسة خاصة تم استئجارها من مديرية الشؤون الدينية ليجد القائمون على العمل الخيري أنفسهم في موقف محرج جدا بعد إصرار مصالح البلدية بالتكفل بهذه الشريحة من المجتمع وما قابله من مساعدات مباشرة من صاحب فندق الذي فتح الأبواب أمام الأشخاص بدون مأوى لقضاء فترة الشتاء مما يستدعي النظر والتمعن أكثر في التجاوب مع المحسنين الذين يحاولون دائما أن يقدموا الكثير للمحتاجين والفقراء. *خرجات ميدانية تفتقر للجمعيات الاجتماعية و واصلت القافلة التضامنية عملها لأكثر من 3 ساعات بتقديم وجبة ساخنة وبطانية أو نقل الشخص بدون مأوى إلى دار العجزة أو مقر الهلال الأحمر الجزائري في حين غابت الجمعيات ذات الطابع الاجتماعي عن هذه المبادرة الهامة والتي لا تتوقف عن عملها التضامني طيلة هذا الشتاء فيما لم يحضر أي ممثل عن مصالح بلدية تيارت أو حتى من المنتخبين الجدد ولو لأخذ فكرة واستطلاع الوضع الخاص بهذه الفئة الهشة فالحاجة ملحة لتوفير مكان لائق لاستقبال هؤلاء الأشخاص. ع.مصطفى