أدعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للتعذيب والاضطهاد منذ 70 سنة أكد الكاتب والروائي الجزائري المعروف رشيد بوجدرة، أنه لم يشعر يوما أن الجزائر بلد استبدادي وشمولي، وأضاف رشيد بوجدرة مساء أول أمس، في حفل توقيع كتابيه "جناة التاريخ"، و"السلب"، بمكتبة "كتب فن وثقافة" بوهران، أن ما يقوم به الروائيون كمال داود، بوعلام صنصال، وسليم باشي...، من تهجم على الجزائر وتاريخها، لا يعدو سوى محاولات "لاستنقاذ" المال والشهرة بهدف إرضاء الغرب. ودافع صاحب "الحلزون العنيد" بشدة عن جيش التحرير الوطني، نافيا أن يكون "جيشا نازيا" وتاريخه دموي ومليء بالسواد، مشيرا إلى أن الشعب الجزائري، يحب الآخر وليس عنصريا وأنه ناضل ببسالة ليحصل على استقلاله وحريته التي كافح من أجلها طيلة 132 سنة، وعبر رشيد بوجدرة في مداخلته التي حضرها نخبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين، عن صدمته من استقبال الكاتبة الفرنسية فريال فيرون حفيدة الباشاغا بن قانة، في البرلمان المنقضية عهدته، مؤكدا أن هذا الرجل كان "معذبا كبيرا وقطع آذان العديد من الجزائريين"، كما أنه "...كان يربي النحل ويضع العسل في أجساد الجزائريين حتى تهجم عليهم أسراب النحل لتقتلهم"، ليشير إلى أن كتاب "السلب" هو رواية لتعرية فساد بعض الكتاب الذين سخروا أقلامهم للتهجم على الجزائر وشعبها، على غرار بوعلام صنصال وكمال داود وسليم باشي، حيث تساءل بوجدرة عن سبب وصف هذا الأخير، بلدنا بأنه استبدادي وشمولي؟، مشددا على أنه لا يحق له الحديث عن الجزائر، باعتبار أنه موظف لدى الدولة الفرنسية التي عينته مديرا للمركز الثقافي في كورك بإيرلندا، منتقدا في نفس السياق تصريحات كمال داود التي سب فيها الجزائريين وحتى الفلسطينيين، الذين قال عنهم بوجدرة إنه يحبهم كثيرا، ويتعاطف معهم كشعب مضطهد ويتعرض للتعذيب منذ 70 سنة، معبرا عن استغرابه اعتبار كمال داود استشهاد 600 طفل فلسطيني في قطاع غزة، بأنها قضية لا تهمه وليست مشكلته على الإطلاق. ليعود نفس المتحدث إلى الشكوى التي رفعها كمال داود ضده، مؤكدا بأنه لا يزال يصر بأن صاحب رواية "مورسو : تحقيق مضاد"، انضم فعلا إلى الجماعات المسلحة في سن المراهقة وأن كمال داود اعترف بعظمة لسانه بأنه كان ينشط في المخيمات الدينية أيام العطل، كاشفا للجمهور الحاضر (رشيد بوجدرة) بأن هذه الكتابات الجريئة سببت له العديد من المشاكل، حيث تعرض شخصيا ل8 محاولات اغتيال منها محاولتان من قبل عبد الفتاح حمداش. "هنا يموت قاسي" وشدد صاحب "رواية فندق سان جورج"، على أنه يحب ذاته كثيرا ويحب الجزائر وشعب الجزائر، مبرزا أنه فضل البقاء في بلده على اللجوء في فرنسا، رغم التهديدات التي تعرض خلال العشرية السوداء، كاشفا أنه لديه سكن في باريس وسكن في تونس وآخر في المغرب، إلا أنه رفض جميع الدعوات التي وصلته لمغادرة البلاد، مستدلا بالمثل الشعبي المعروف "هنا يموت قاسي"، ليعبر في الأخير عن أسفه وحزنه لهؤلاء الكتاب والمثقفين الذين يستغلون كتاباتهم المنتقدة لبلادنا بغية تحقيق مكاسب مادية وشهرة على حساب أمة وتاريخ جزائري حافل بالإنجازات... تجدر الإشارة إلى أن رشيد بوجدرة البالغ من العمر 78 عاما، يملك رصيدا ثقافيا وإبداعيا حافلا، حيث ألّف حوالي 50 رواية، و20 سيناريو ومسرحية واحدة والعديد من الأبيات الشعرية..