دعوة لنشر عرى التسامح والمحبة والتآخي والعيش في سلام بين أبناء الوطن الواحد اختتمت سهرة الأربعاء المنصرم بالساحة العمومية سيدي امحمد بوهران، فعاليات أيام الجنوب الثقافية، في جو بهيج ومتميز، حيث أمتعت مختلف الفرق الفلكلورية، العائلات الوهرانية، التي عاشت سويعات جميلة على إيقاع القناوي وموسيقى الديوان والقرقابو . وقد قدمت المجموعات القادمة من عمق جنوبنا الجزائري الكبير، على غرار فرقة *زين قدح* ، *ناس الواحة* و*الواحات* من ورقلة وتقرت، و*ناس الواحة* و*سيدي بلال* و*جيل الديوان و*جيل الساورة* إقلي من بشار، مجموعة من الأغاني التراثية الأصيلة، التي تعرّف بالمنطقة ومختلف عاداتها وتقاليدها التي تكتزنها، ما جعل الجمهور الحاضر يتفاعل مع هذه العروض التي صنعت ألواحا فنية جميلة، دعت كلها إلى تعزيز الوحدة الوطنية، ونشر عرى التسامح والمحبة والتآخي بين أبناء الشعب الجزائري الواحد، والدعوة إلى التعايش بما يخدم مستقبل البلاد والعباد. كما تخلل الحفل كذلك إلقاء قصيدة شعرية جميلة، لأحد الشعراء من مدينة ورقلة الساحرة، التي حملت بين ثناياها عدة رسائل مفعمة بالروح الوطنية، تؤكد مدى التلاحم والتماسك الذي يربط الجزائريين، من مختلف مدن القطر الوطني. وعلى هامش التظاهرة، تواصلت فعاليات معرض الصناعات والحرف التقليدية، الذي تم فيه عرض مختلف الصناعات المتعلقة بالتحف والفخار، والنحت على الخشب، وصناعة الجلود، والتحف الرملية، دون أن ننسى النحت على الكرناف، والطرز والنسيج التقليدي ومختلف الآلات الموسيقية. حيث قدمت هذه الخيم التقليدية، أروع التحف التقليدية التي جادت بها اليد الصحراوية البارعة، ما يؤكد تنوعنا الثقافي ومورثنا الشعبي الأصيل. تجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة التي نظمها الديوان الوطني للثقافة والإعلام،لأزيد من 10 أيام، تحت شعار *ثراتنا هويتنا*، تمثل فرصة لعرض الموروث الثقافي والفني الذي تزخر به بلادنا، مخزونا يمول الثقافة والهوية الوطنية، من خلال الحفاظ على أصالة العادات والتقاليد والطبوع الموسيقية المتنوعة والحرف التقليدية التي توراثتها الأجيال، ما يسمح بتعزيز التبادل الثقافي بين مختلف ولايات الوطن، وفرصة لزيارة جنوبنا الكبير، الذي يكتنز جماليات ثقافية واقتناء ما تجود به أنامل مبدعيه من خلال معروضات الصناعات التقليدية والحرفية والاستمتاع بسهرات فنية في مختلف الطبوع الصحراوية.