سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كسر جدار الصمت وفضح مؤامرات الاحتلال الفرنسي مختصون يبرزون في الذكرى ال 60 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية مساهمتها الفعالة في إسماع صوت الثورة التحريرية
فرضت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية التي تأسست خلال حرب التحرير الوطنية نفسها, في وقت قصير, ليس فقط كناطق باسم الجزائر المكافحة بل ايضا كعامل للتدويل والتجنيد حول القضية الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي. و جاء تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية, منذ 60 سنة, تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية خلال اجتماعه بالقاهرة يوم 27 أغسطس 1957 حيث تقرر الاعلان الرسمي يوم 19 سبتمبر 1958. لهذا فرضت الحكومة المؤقتة نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري خلال مفاوضات ايفيان التي توجت بالتوقيع على وقف اطلاق النار يوم 19 مارس 1962 الذي أفضى الى استقلال الجزائر يوم 5 يوليو من نفس السنة. وقبل التوصل الى تحقيق السيادة الوطنية, كان للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تأثير معتبر على مسار الثورة لاسيما من الجانب الديبلوماسي اذ لقيت بمجرد الاعلان عنها, اعتراف العديد من الحكومات عبر العالم. وأكسب اعتراف وانضمام العديد من الدول الى القضية الجزائرية دورا حاسما بالنسبة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في تعزيز الدبلوماسية الجزائرية من خلال الدفع ب *الديبلوماسية الثورية* التي رافقت النضال التحرري الى غاية استعادة الحرية و الاستقلال. وأدى هذا الصدى الدولي الذي استفادت منه الثورة الجزائرية الى دحض الخطاب الفرنسي الذي كان يشير الى اختناق ثورة التحرير الوطنية. وعلى ضوء اعترافات ودعم العديد من العواصم عقب الاعلان عن تشكيلها يوم 19 سبتمبر 1958, كثفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من نشاطاتها في المحافل الدولية و السفارات المعتمدة لفرض نفسها كطرف في النزاع وكممثل رسمي. وكان على الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تسيير مراحل حاسمة في مسار الثورة منذ تشكيلها الى غاية التوقيع على وقف اطلاق النار مرورا بمختلف مراحل مفاوضات ايفيان. كما شكل تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية لحظة حاسمة في مسار الثورة التحريرية من أجل افشال أهداف النظام الاستعماري ونقل تطلعات شعب مناضل في المنتديات الدولية. ويتعلق الامر حسب المؤرخين بإعطاء ثورة التحرير من خلال هذه الهيئة طابعا شرعيا من خلال هيئة سياسية ممثلة للشعب الجزائري. وأكد الفقيد رضا مالكي رئيس حكومة أسبق وعضو من الوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان في شهادة أدلى بها أن دور الدبلوماسية والإعلام للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إبان الحرب تمثل *في شرح ما كان يحدث في الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي وكسر مؤامرة الصمت الذي كان مضروبا على الثورة الجزائرية*. وأكد أن *الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية جاءت تتويجا لتطور كفاح الشعب الجزائري ووحدته وإصراره على الانعتاق من الاستعمار. وأكد الفقيد رضا مالك أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية *كانت تدافع بشدة على المبادئ التي وردت في إعلان أول نوفمبر 1954* وأنها كانت *مصرّة على أن تكون لعملياتها العسكرية داخل الجزائر تبعات سياسية* وأن تشرح أهداف وتطلعات الشعب الجزائري وكذا مغزى الثورة الجزائرية في المحافل الدولية*. وإحياء للذكرى ال 60 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية من المقرر تنظيم نشاطات من ندوات وشهادات عبر التراب الوطني.