إنّ حجم التحديات التي تواجهها دول العالم دون استثناء متفاوتة في المجال الاقتصادي ، تبعا للبنية التحتية التي تتوفر عليها كل واحدة ، و مما لا يدع مجالا للشك أنّ لإفريقيا كل مقومات الاقتصاد الوازن الذي يصنع الفارق في السوق العالمي بل و يتحكم في الموازنات الصناعية و المالية ، و رغم ذلك لا يساهم الاقتصاد الإفريقي المنتج ( و لا نتكلم عن الموارد الطبيعية الخام) في الاقتصاد العالمي إلّا بنسبة قليلة و بالتالي أمام القارة عديد التحديات . و يتبع الوضع الحالي لإفريقيا وضعها السابق بعد ذهاب حماس الستينات و تأخر العمل و الموقف السياسيين ما انعكس حاليا على وضعها الاقتصادي و الدبلوماسي و من ثمة يجد أكثرَ من سؤال نفسه جديرا بأن يُطرح : ماذا ينقص افريقيا من أجل اندماج اقتصادي على الأقل يؤمِّن الغذاء لسكانها ؟ توفر البيئة اللوجيستية القارية مصلحة القارة من أجل اندماج اقتصادات دولها و تكامل ما يجمعها من إمكانيات لتحقيق الاكتفاء الذاتي بدل تقديم إمكانياتها المادية و مواردها البشرية على طبق من ذهب و أبخس الأثمان للدول الصناعية و هي الإمكانيات التي تعود إليها معلّبة و بأسعار باهظة ، كما يمكن لإفريقيا عندما تتوفر لديها الإرادة السياسية ولوج السوق الدولي بمنتج ذي جودة و منافس . افريقيا تسعى دوما إلى تقريب وجهات نظر الأفارقة ضمن استراتيجيات الدبلوماسية الاقتصادية تحث دول القارة على ضرورة استغلال شبابها و البنية التحتية و ادماجها مع التكنولوجيا لتوفير الأمن الصناعي و الغذائي و أيضا تنويع بيئة العمل و حركية التجارة البينية و الشراكة المربحة لجميع بلدان القارة و التي يتوفر بعضها على الثروة و لكن يفتقد للتكنولوجيا و أيضا فتح باب التبادل على نطاق واسع. و لا يتوقف البعد الاستراتيجي للمشروع القاري عند هذا الحد بل يتعداه إلى إمكانية مناقشة فرص التعاون الدولي . الاستثمار في افريقيا لا بد أن يلعب دورا محوريا كقوة اقتصادية تصنع الفارق و لا يتوقف عند الشعار لأن أفريقا محكومة اليوم بهاجس الوقت و ما أمضته في تشتيت قوتها الاقتصادية و طاقتها البشرية يعد بعشرات السنين و لابد أن يتوقف * تنزيف * السمراء . القارة عازمة على تنويع اقتصادها اعتمادا على شراكة افريقية وعلى القارة أن تمسك بزمام قوتها و تأكيد التحول الهيكلي و هي مطالبة اليوم قبل الغد بتبني موقف اقتصادي ذي هدف على الصعيد الدولى كقوة ذات صدى و الابتعاد عن التظاهرة السياسية و الحسابات السياسوية الضيِّقة التي تغذيها النيّات المبيّتة و قد جاء منتدى الجزائر لرجا ل الأعمال الأفارقة من أجل إقناع أبناء القارة أنّ قوتهم في اندماجهم و التخلص من كل العقد و رسم أهداف مدروسة لخلق الثروة لفائدة الشعوب و لا يزال نموذج بعض الحكومات لبناء قاعدة من المؤسسات الصغيرة و المتوسطة متنافسة و متينة و تعتزم القارة توسيع الاصلاحات و الانخراط في مقاربة افريقية تماشيا مع الأهداف التي صارت استراتيجيات و تكثيف التعاون مع الجميع افريقيا تمثل قوة اقتصادية بهياكل قاعدية و استثمارية تعزز استراتيجيتها في الانفتاح على القارة و تلعب دورا رياديا في اثراء التبادل و الحركة التنموية في ذات القارة . ف ش