تعتبر ثورة التحرير الوطنية التي اندلعت في الفاتح نوفمبر 1954 ضد الاستعمار الفرنسي, ثورة فريدة من نوعها في العالم, فجرها رجال استثنائيون, حسبما اكده يوم السبت بتيزي وزو الامين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء, الطيب الهواري. و قد اشاد السيد الطيب الهواري في تدخله خلال حفل نظمه المتحف الجهوي للمجاهد بالتعاون مع مكتب المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بمعاتقة ترحما على الشهداء ال600 الذين سقطوا في هذه المنطقة الواقعة غرب ولاية تيزي وزو بالرجال الذين لبوا نداء اول نوفمبر 1954 و ضحوا بحياتهم من اجل تحرير بلدهم و شعبهم من نير الاستعمار الفرنسي من دون اي مقابل. و اضاف ان *هذه الثورة المجيدة هي التي تميزنا عن بقية شعوب العالم و التي تجعلنا مختلفين تماما عنهم لان لدينا تلك المرجعية الثورية الفريدة التي لا يمكن ان نجدها في اي مكان اخر, لأنه لا يمكن القيام بأول نوفمبر اخر و شهداء من قامة و بطولة سي الحواس و عميروش ايت حمودة و عبان رمضان و بن بولعيد و غيرهم *. كما اكد ان *كل شهيد و من خلال التزامه و حبه للوطن و بطولته يعتبر مرجعا في التربية و السياسة و الايديولوجية و كذلك مصدر الهام للكتاب و كتاب السيناريو* مذكرا بان هؤلاء الرجال *المتواضعين في حياتهم كانوا اقوياء بقناعاتهم الوطنية و النضالية الثابتة*. و دعا الطيب الهواري الحضور الى تبليغ الشباب رسالة الشهيد و حبه للوطن الذي دفعه للتضحية بحياته, حتى تكون هذه الرسالة مرجعية اساسية في سلوكهم, كما اشار الى ان اولئك الذين قاموا بالثورة الجزائرية (مجاهدين و شهداء) قد كونوا شخصية وطنية يمكننا اليوم الاعتزاز و الافتخار بها. اما والي تيزي وزو عبد الكريم شاطر الذي كان حاضرا في هذا الحفل فقد ترحم على الشهداء الذين سقطوا في ميدان الشرف من اجل تحرير البلاد من الاستعمار الفرنسي و من اجل استعادة السيادة الوطنية. و ذكر في هذا الخصوص بان *تلك التضحيات التي ننعم بفضلها اليوم بالسلم و الاستقرار و عززتهما المصالحة الوطنية التي ارساها رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة*. و تم اغتنام هذه المناسبة لعرض فيلم وثائقي يتضمن شهادات لمجاهدي معاتقة كما تم في الختام تسليم شهادات شرفية على ذوي حقوق شهداء هذه المنطقة.