إن امتلاك التكنولوجيات الجديدة والتحكم فيها يعتبر مقياس ومعيار لمدى تطور الشعوب والبلدان التي نجحت في تسخير هذه التكنولوجيات لتحقيق رفاهية الإنسان عبر بوابة الرقمنة و إن كلفها ذلك الاستثمار بسخاء من أجل إدماج التكنولوجيا في الحياة اليومية للمواطن وهو ما نراه ونسمع عنه في بلدان عديدة متطورة وبلدان عربية أمسكت بزمام الرقمنة وعبرت بسلام إلى فضاء آخر إبداعات وابتكارات التكنولوجيا ، فيما تبقى الجزائر مع الأسف الشديد بعيدة عن هذه المرحلة من مراحل الثورة الصناعية بل أكثر من ذلك لا تزال بلادنا على سبيل المثال لا الحصر حائرة في رحلة البحث عن حلول لمشكل النفايات في كل المدن والقرى بما فيها المدن الكبرى فهذا المشكل المستعصي يفرض نفسه بقوة في يوميات الناس رغم الجهود المبذولة باتجاه ردم النفايات ومعالجتها لكن دون جدوى والفضلات والأوساخ التي حطمت الرقم القياسي في الصمود والالتصاق بديكور مدننا مثلها مثل الأحياء الفوضوية التي تنتشر في كل مكان وتحيط بالتجمعات السكانية وأحياء المدن، ويمكننا والحال هذه ووفق هذا الواقع المر أن نعتبر أن بلادنا لا تزال من البلدان المتخلفة مقارنة مع بلدان قد تجاوزت بكثير مشكل النفايات في عصر الرقمنة والتطور التكنولوجي. محزن جدا وهو أمر يندى له الجبين خجلا أن نرى يوميا مدننا ترفل في أثواب الفضلات والنفايات المتراكمة في كل مكان مشوهة المنظر الجميل لتلك المدن ومتسببة في تلوث وبيئة غير صحية للسكان، لكنه واقع الحال يصادفنا أينما حللنا.