الطبقة السياسية عندنا بأحزابها الموالية والمعارضة ومجتمعها المدني بمنظماته وجمعياته والحراك السلمي بكل مكوناتها. كل هذه الكائنات التي تدعي ممارسة السياسة والعمل من اجل الاصلاح والتغيير واقامة الجمهورية الثانية أو الجزائر الجديدة المبنية على الحرية و الديمقراطية والمساواة في الحقوق والواجبات وتحقيق النهضة والتنمية الشاملة فهي في الحقيقة لا تعمل شيئا ولا تنتج الا الكلام غير المفيد وزرع الشك والتخويف والتسبب في بقاء الازمة السياسية قائمة وضياع اكثر من نصف سنة في جدال ونقاش فارغ والتهرب من الاستحقاقات الوطنية ولا تمل من الانتظار واطالة الوقت وكأنها تنتظر المخلص والمنقذ من الضلال أو المهدي المنتظر الذي سيملأ الارض عدلا وسلاما بعد أن ملئت ظلما وجورا أو نزول المسيح ليقضي على «المسيح الدجال» وقيام الساعة خاصة وان القرن 14قد فات وقد يظن المتابع لتحركات وتصريحات هؤلاء السياسيين والناشطين أنهم قد وجدوا الزعيم الفذ والمخلص وصاحب خاتم سليمان ويريدون ترشيحه ليكون رئيسا للجزائر الجديدة لكنهم يخشون عليه من التزوير الذي سيحرمنا من خيره وبركاته وقد عشنا نؤمن بالقدرات الخارقة لأصحاب القباب والاضرحة وعندنا اكثر من مكان لولي الصالح (...). وبالمناسبة هذا موسم الزردات والهردات . يا جماعة الخير خلصونا من هذا المخاض العسير وقد حدد وقت الولادة بيوم 12 ديسمبر المقبل والجزائر حبلى فهل تنجب بطلا وقد علمتنا أنها ولادة أبطال ام تلاحقنا لعنة الفاسدين المفسدين لاشك أن الموعد مهم والمناسبة عظيمة هيا يا رجال وحيا الله كل الابطال الذين يظهرون وقت الشدة (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ). لقد ولى وقت الزعيم الفذ الذي يقود الدولة لوحده ويقرر ما يشاء وانتهى زمن المعجزات والابطال الخارقين وجاء دور أهل الحزم والعزم والكفاءة والبرنامج المدروس والاعوان المخلصين والمناضلين العاملين والمستشارين الناصحين ولا مجال للصدفة أو الارتجال فكل شيء مسطر ومحدد في المكان والزمان وينفذ بذكاء وحنكة ويخطط له بعلم ودراية. لقد حان الوقت لكي نغادر العتمة لنرى النور مع مطلع السنة القادمة واذا كنا عاجزين على تحمل المسؤولية التاريخية واتخاذ القرار بالتوجه نحو المستقبل فعلينا أن نفسح المجال لغيرنا.