أكد الأطباء الذين كانوا يشرفون على الجزائريين المنفيين في سجن " سانت مارغريت" في رسائلهم أن العامل الوحيد الذي كان يعاني منه الجزائريون هو العامل السيكولوجي، لأنهم شعروا باجتثاثهم عن جذورهم الجزائرية ، فمباشرة بعد وصولهم إلى السجن ال 17 زجت الإدارة بهم داخل زنزانات تتميز بالرطوبة والبرودة دون أمل الفرار منها نظرا لحصانة وقوة بنايتها ، رغم هذا سجلت محاولة فرار واحدة كان بطلها المنفي " محمد بن غزواو" الذي التحق بالحصن يوم 3 أكتوبر 1849 . وقد كشف الدكتور " بوكوجيمسكي " في إحدى تقاريره سنة 1845 أن المنفيين الجزائريين عانوا كثيرا داخل هذا السجن المغلق عن العالم الخارجي، وهذا جراء إبعادهم عن عاداتهم و تقاليدهم ، وبعد فترة قضوها داخل الزنزانات ال6 سمحت لهم الإدارة بالخروج منها والتحرك في الجزيرة وكذا الاستحمام في شواطئها ، إلا أن الكثير منهم أصيبوا بأمراض قاتلة، بسبب سوء التغذية ونقص العناية الصحية ، ويختم رسالته بالقول إن معاملة الجيش الفرنسي السيئة للسجناء الجزائريين ليست بريئة وإنما مقصودة ، الهدف منها تدهور صحتهم والقضاء عليهم بطريقة تبدو طبيعية "