- إشادة بالرعاية الصحية والأمنية التي لقيها المواطنون كانت الساعة تشير إلى التاسعة والنصف صباحا من أول أمس، عندما وصلنا إلى مركب الأندلسيات، الطريق من مدينة وهران إلى المركب كانت شبه فارغة، على خلاف العادة، بسبب التزام سكان الكورنيش بالحجر المنزلي، كان الطقس مغيما والجو باردا، وجدنا أمام مدخل هذا المرفق السياحي العديد من رجال الدرك الساهرين على راحة وأمن المحجورين قدمنا أنفسنا على أننا من أسرة الإعلام، وتوجهنا مباشرة إلى «البنجالوهات» التي كان يقيم فيها المواطنون، الذين تم إجلاؤهم من مدينة «مارسيليا» الفرنسية، وجدناهم صراحة في صحة جيدة، ومعنويات مرتفعة، خصوصا بعد اتمامهم بنجاح أيام الحجر الصحي التي دامت 14 يوما، الجميع كان مجهزا حقائبه ينتظرون فقط أوامر ركوب الحافلات، سألنا إحدى السيدات عن ظروف الإقامة في هذا المركب السياحي، فأكدت لنا أنها كانت جيدة وملائمة، حيث تلقوا طيلة أيام الحجر، فحصا دقيقا من قبل الأطباء والممرضين، كما خصصت لهم وجبات غذائية صحية، تساعدهم على تقوية مناعتهم، في حالة ما إذا تم تأكيد إصابتهم بهذا الفيروس الخطير، واصلنا جولتنا الاستطلاعية بداخل «البانجالوهات»، التقينا بشاب مغترب من عين تموشنت، وجدناه ماسكا سيجارته ويدخنها بشكل عصبي، شعرنا ونحن نحاوره بالقلق والتوتر الذي أصابه، بسبب بقائه في الحجر الصحي، حيث أكد لنا اشتياقه لعائلته وبالخصوص والدته، التي لم يلتق بها منذ سنوات، غير أنه صارحنا بأن الاستقبال كان لائقا، ووفرت لهم جميع المستلزمات التي يحتاجونها من مواد تنظيف، ووجبات وحتى المصاحف لقراءة القرآن، وهو الأمر الذي رفع من معنوياته وخفف من الضغط والتوتر الذي أصابه، مشيدا بالقرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية، بإجلائها لكل الرعايا الموجودين في الخارج، بما فيهم أولئك الموجودين في تركيا، تركنا هذا الشاب وتوجهنا بعدها إلى مصلحة تسليم جوازات السفر، كانت الحركة والنشاط، بادية على وجوه المواطنين المحجورين، لاسيما وأنهم نجوا من الإصابة بهذا الفيروس القاتل، كان البعض مرفوقين بأبنائهم، ورغم سلامتهم من العدوى، إلا أنهم وضعوا الكمامات والقفازات، ما يؤكد حالة الخوف و«البسيكوز» التي أصابتهم جراء هذا الوباء المعدي، كان رجال الشرطة والحماية المدنية والصحة مجندين، لعملية تسليم جوازات السفر، لفائدة الأشخاص الذين جاؤوا رفقة عائلاتهم، حيث أكد بعض المواطنين، الذين تحدثنا معهم، أن العملية تمت في ظروف جيدة، وأنهم ممتنون للرعاية الصحية والمرافقة الأمنية، التي قدمت لهم خلال عملية حصولهم على جوازات السفر، دون أن ننسى تخصيص حافلات لنقلهم إلى الميناء، خصوصا أولئك الذين قدموا بسياراتهم وتركوها مركونة بالميناء، بل وحتى الذين قدموا من ولايات الشرق الجزائري، خصصت لهم حافلات تقلهم إلى ولاياتهم، وهو الأمر الذي ثمنه الكثير من المواطنين القاطنين بسطيف وعنابة وسوق أهراس. مع العلم أن 214 من بين النزلاء، يقطنون بولاية وهران، فيما ينحدر 432 الباقون من 37 ولاية من مختلف ربوع الوطن. وكان 646 مسافرا قدموا من مدينة مارسيليا الفرنسية على متن الباخرة «الجزائر2»، حولوا في 18 مارس الماضي إلى مركب الأندلسيات بمجرد رسو الباخرة بميناء وهران، حيث غادروا المكان، على ضوء نهاية فترة الحجر الصحي التي تم إقرارها في إطار تدابير الوقاية من انتشار فيروس كورونا المتفشي في الجزائر وباقي دول العالم وعلى هامش جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى المركب، علمنا من مصادر صحية مطلعة ، أنه تم تسجيل 6 إصابات مؤكدة لفيروس «كورونا» من بين المواطنين الذين استضافهم المركب من مجموع 10 أشخاص، وهم موجودين حاليا على مستوى مصلحة الأمراض المعدية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران، في انتظار وصول تحاليل الأربعة المتبقين.