الذكرى الثامنة والخمسون لعيد الاستقلال والحرية كانت لها نكهة خاصة وميزة فريدة لأنها شهدت حدثا تاريخيا غير مسبوق باسترجاع 24 من جماجم أبطال المقاومة الشعبية كانت تحتفظ بها فرنسا في متاحفها لمدة 170سنة بعد مطالبات رسمية وشعبية منذ أن تمكن الباحث الجزائري علي فريد بن القاضي من اكتشافها فعيد 5جويلية هذه السنة كان عيدا للمقاومة الشعبية التي تصدت بشجاعة للغزو الفرنسي طيلة القرن التاسع عشر وفي جهات مختلفة من الوطن من أهمها ثورة الأمير عبد القادر و احمد باي و بوعمامة وأولاد سيد الشيخ و بومعزة و بوبغلة مع فاطمة نسومر و المقراني والشيخ الحداد والناصر بن شهرة و بوزيان وبني شقران و الأوراس والقائمة طويلة وقد عانى المشاركون فيها من القتل والسجن و التعذيب والنفي فشوهت أجسادهم وقطعت رؤوسهم وأخذت أموالهم لكنهم لم يهينوا ولم يستسلموا فكل شيء يهون من اجل الوطن حيث تركوا فكرة الجهاد حية في قلوب الجزائريين ووجدانهم الذين ظلوا يحلمون بالتخلص من الاستعمار الفرنسي البغيض حتى جاءت ثورة أول نوفمبر 1954التي وحدت الصفوف وحققت حلم أولئك الذين جاهدوا وضحوا بكل ما يملكون من اجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الجزائرية الحديثة والقوية ذات السيادة لقد بينت عملية استرجاع جماجم أبطالنا وشهدائنا الأبرار مدى وعي الشعب الجزائري واحترامه لرموز وطنه والغيرة عليهم ونظم لهم استقبال رسمي وشيعوا تحت ألوان العلم الوطني في جو من الرهبة والخشوع والحزن والدموع في لحظات لا تنسى وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الصور فكان يوما مشهودا جمع بين أجيال المقاومة والثورة والاستقلال في موقف مهيب إنها رسالة الأجداد إلى الأحفاد من أجل الجزائر .