تقع قرية «الديغم» على مشارف الطريق الوطني رقم 47 على بعد 34 كم عن مقر بلدية اربوات التابعة إداريا لدائرة الأبيض سيدي الشيخ جنوب ولاية البيض و تتربع على مساحة أكثر من 5 هكتارات يقطنها ما يزيد عن 30 ساكنا معظمهم يمتهنون تربية المواشي والفلاحة و شيدت القرية ضمن القرى الاشتراكية خلال السبعينيات من القرن الماضي و لا يزال البعض من مرافقها ومقراتها مغلقة إلى وقتنا هذا حسب ما أكده لنا الكثير من المواطنين خلال زيارتنا الاستطلاعية لهذه القرية النائية التي يعاني قاطنوها من جملة من النقائص أبرزها نقص الحصص السكنية الخاصة بالسكن الريفي والاجتماعي و مياه الشرب و السقي ، الشغل و السكن و المرافق الضرورية و الامتياز الفلاحي و الكهرباء الفلاحية لكون القرية منطقة ريفية بامتياز ويقول هؤلاء السكان بأنهم بحاجة ماسة لالتفاتة السلطات المعنية على جميع الأصعدة لدفع عجلة التنمية بالقرية لتحقيق لهم جزء من انشغالاتهم و ضرورة التحسين من ظروفهم المعيشية التي وصفوها بالمزرية لا سيما المطالبة بالاستفادة من مشاريع التهيئة العمرانية . نقص مياه الشرب و غياب الكهرباء الريفية وأهمها تعبيد الممرات و المسالك و الطرقات الترابية و انجاز الأرصفة و تعميم الإنارة العمومية و دعم الصحة الجوارية بالقرية و ذلك بتجهيز قاعة العلاج بالمعدات والأجهزة الطبية اللازمة و تجديد قنوات الصرف الصحي وبعث نشاط دور الثقافة والشباب المغلقة منذ تأسيس القرية حيث يعيش معظم السكان ظروفا صعبة حسبهم في ظل غياب أدني شروط وضروريات الحياة فالمتجول بهذه المنطقة يقف على حجم المعاناة التي يواجهها هؤلاء السكان الذين أعربوا عن تذمرهم الشديد من النقائص المطروحة لنيل حقهم من التنمية بمنطقتهم حيث أشار العديد منهم بان قريتهم تعتبر من المناطق المحرومة بولاية البيض التي مر على تشيدها حوالي أكثر من 5 عقود ولا تزال تفتقر إلى الكثير من الضروريات مما جعل الكثير من السكان ينزحون إلى المناطق والبلديات المجاورة على غرار قرية «الدغيمة « وبلدية المحرة وغيرها ومن أهم المشاكل التي تحدثوا عنها حيث يشتكون من قلة المنابع المائية مما يعانون من تذبذب في التزود بالمياه بسبب الأعطاب التي تعرفها المضخة الوحيدة على مستوى خزان القرية الذي يغطي احتياجاتهم و كذلك يطالبون بتدعيم هذا الخزان بمضخات جديدة للقضاء على أزمة العطش نهائيا كما يطالبون كذلك بحفر آبار أخرى للشرب وسقي الأراضي الفلاحية لتشجيع الشباب لخدمة الأرض لانتشالهم من مخالب البطالة حيث يقولون بأنهم لا مفر لهم إلا الجلوس على حواف الطرقات نتيجة غياب فرص الشغل أمام انعدام وجود الشركات والوحدات الإنتاجية والمصانع وغياب الاستثمار وكذلك أضافوا بأنهم ينتظرون انضمام قريتهم ضمن مناطق الظل للاستفادة من الامتيازات والمشاريع المطروحة المطالبة بتصنيف القرية ضمن مناطق الظل وعلى سياق آخر طالب البعض من المواطنين التكفل بالمسنين لضرورة تسهيل عليهم الاستفادة من المنح بالقرية دون الذهاب إلى مقر الولاية وفي الأخير أكد السكان في مطالبهم الاستفادة من أراضي في إطار الامتياز الفلاحي لتشجيع الشباب وتثبيته بالقرية لخدمة الأرض نظرا لخصوصيات القرية التي تمتاز بأراضي خصبة وكذا مساعدتهم على تفعيل النشاطات الرعوية الرائدة لاسيما تربية المواشي التي تعرف انتعاشا بالرغم من قلة الاهتمام بها والاهم من ذلك حسب تصريحاتهم بان السكان ظلوا دون سكنات منذ سنوات العشرية السوداء و جل سكان القرية يقطنون بيوتا هشة وبطالون يعانون في صمت ويركزون على توظيف بناتهم وأبنائهم في الملحق الإداري والمرافق والمؤسسات الأخرى بطالة خانقة و مرافق مغلقة و أكدوا على ضرورة إعادة فتح المرافق المغلقة في أوجه الشباب منها فرع النادي الثقافي والمدرسة الابتدائية والمحلات المهنية ومطالبين الجهات الوصية بالتكفل بانشغالاتهم لاسيما تجسيد جزء من المشاريع الضرورية من اجل التحسين من ظروفهم المعيشية بهذه القرية النائية. مير أربوات: «المشكل في قلّة الكثافة السكانية» و ردا على كل هذه الانشغالات أكد السيد بديار الحاج رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية اربوات بأن انشغالات هؤلاء السكان مأخوذة بعين الاعتبار بجدية على المستوى المحلي وعلى مستوى دائرة الأبيض سيدي الشيخ حيث أن القرية استفادت مؤخرا من عمليات تنموية أبرزها عملية تصليح المضخة على مستوى الخزان بالقرية وكذلك سجلت البلدية عدة عمليات أخرى لفائدة السكان منها تسجيل عملية حفر بئر ارتوازي جديدة و المشكل المطروح حسب محدثنا هو قلة الكثافة السكانية بالمنطقة حيث يقطنها حوالي 30 ساكنا منذ سنوات و استفادت القرية من تغطية الإنارة العمومية بنسبة 90 بالمائة بمبلغ 130 مليون سنتيم مست معظم الشوارع و تم تهيئة قاعة العلاج وتجهيزها بمعدات و أجهزة و مستلزمات الطبية وتوفير الأدوية الضرورية ويوجد بها ممرضان و برمجت زيارة الطبيب أسبوعيا و للتذكير بان القرية استفادت خلال السنوات الأخيرة من التغطية بغاز المدينة ولقد تنفس السكان الصعداء من هذا المشروع الحيوي ومتوفر 100 بالمائة وكذلك تم انجاز ملعب معشوشب بمبلغ 800 مليون دشن للشباب لتنظيم المنافسات الرياضية و تسجيل عملية تعبيد و تزفيت كل شوارع و طرقات القرية على مسافة 1.6 كم بالإضافة إلى انجاز الأرصفة بالبلاط العصري .أما فيما يخص الملحق الإداري و عُين له مندوب يشرف على إمضاء و استخراج وثائق المواطنين و مجهز بإمكانيات وفي إطار السكن قد استفادت القرية من برامج سكنية خلال سنة 2015 الخاص بالمجمعات السكنية الريفية التي تضم حوالي 10 وحدات ولم يكتمل المستفيدون أشغال انجاز سكناتهم الريفية إلا ثلاثة فقط منهم. مشاريع الماء و الغاز و العلاج قريبا .وكذلك استفادت القرية من 4 سكنات ريفية و6 سكنات «اوبيجي» ولقد تدعمت حظيرة البلدية من حافلة جديدة من نوع سوناكوم تاريخ السير 2019 لنقل التلاميذ في وقت الدراسة حيث تقوم بنقل حوالي 36 تلميذا من جميع الاطوار الى المؤسسات التربوية بالقرية المجاورة المسماة «الدغيمة « وكذا الى بلدية المحرة على بعد حوالي 40 كم وعلى هذا السياق أكد «المير» بان القرية توجد بها مدرسة ابتدائية وعدد التلاميذ يفوق حوالي 6 تلاميذ فقط .اما ملف الامتياز الفلاحي يضيف محدثنا بان رخص حفر الابار متوقفة منذ سنوات على مستوى ولاية البيض واضاف في سياق المحلات المهنية المغلقة والتي عددها حوالي 4 محلات كانت في السابق تابعة لمصالح الدائرة والان هي تحت وصايا البلدية فقد تم فتح محلين وستفتح المحلات الاخرى وكذلك تحدث على تفعيل النشاط الجمعوي بالقرية لاسيما تقديم تسهيلات لتاسيس جمعية محلية للمساهمة في التنمية وتوصيل انشغالاتهم .وكذلك أكد «المير» بأنه قام مؤخرا برفقة رئيس دائرة الأبيض سيدي الشيخ بزيارة ميدانية للقرية واستمعا لانشغالات السكان وتم تسجيل معظم مطالبهم والنقائص المطروحة لاسيما السكن والشغل وفتح مناصب شغل بالملحق الإداري وتوفير مياه الشرب وغيرها من القضايا التي تهم قاطني قرية «الديغم» ووعد بتنظيم زيارة أخرى بالتنسيق مع السلطات على مستوى بلدية اربوات ودائرة الأبيض سيدي الشيخ للتكفل بانشغالات شباب ومواطني القرية .