احتفلت الجزائر أمس الأربعاء بالذكرى ال58 لاسترجاع السيادة الوطنية على مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري وهي الذكرى التي تعد محطة للتقييم والوقوف على ما حققه التلفزيون والإذاعة الجزائريين من تقدم و مواكبة تطورات حقل الإعلام السمعي البصري في العالم و نقصد هنا رفع تحديات الرقمنة ،و كذا مواصلة الجهد لتقديم خدمة إعلامية عمومية جيدة للمواطنين لمنافسة وسائل الإعلام الخاصة ، وضمان حقهم في الإعلام حيث أنه تقع اليوم على عاتق الإعلام السمعي البصري العمومي مهمة كبرى وأساسية هي التحكم في تقنيات الإعلام الرقمي العالمي للالتحاق بركب باقي بلدان العالم التي قطعت أشواطا كبيرة في المجال كيف لا وبلادنا تسخر كل الإمكانيات المادية والبشرية لتحسين الخدمة الإعلامية وتطوير وسائل الإعلام وولوجها السهل إلى مرحلة الرقمنة خاصة ما تعلق منها بالصحافة المكتوبة المطالبة اليوم بمواكبة جديد تكنولوجيا الإعلام الرقمي للمحافظة على دورها المميز وأداء دورها ،فإن كانت وسائل الإعلام الثقيلة من إذاعة وتلفزيون عموميين ووكالة الأنباء الجزائرية قد سجلت خطوة كبيرة على مسار التحول القوي باتجاه التكنولوجيا الرقمية و استطاعت تقديم خدمة إعلامية راقية بلغة العصر تستجيب لطلبات وانشغالات الجيل ،فإن الصحافة المكتوبة تواجه تحدي الرقمنة و هي مدعوة إلى التأقلم والتكيف مع متطلبات الإعلام الرقمي سواء كان ذلك في الصحافة المكتوبة أو الإعلام السمعي البصري ليتماشى ذلك مع التطور المسجل في المجالات الأخرى من اقتصاد و ثقافة وتعليم عالي و غيرها من القطاعات ، والجزائر التي تستعد لتنظيم استفتاء شعبي على مشروع تعديل الدستور الذي يعد الأساس لإرساء ركائز و مؤسسات جزائر جدية تحتاج حتما إلى إعلام قوي متطور يحمل صوتها إلى العالم ويبرز إنجازاتها ومن خلاله تطل على العالم و إذا كانت بلادنا قد رفعت تحدي التكفل بتسيير التلفزيون و الإذاعة الجزائريين ذات 28 أكتوبر 1962 هي اليوم بعد أكثر من نصف قرن من الزمن ترفع التحدي الجديد و تطرق باب الإعلام الرقمي وتودع الإعلام التقليدي عبر تقنيات الرقمنة المتطورة حيث مرت من رهان التحرير واسترجاع السيادة إلى تحدي التطور التكنولوجي .