في غمرة الاحتفال بعيدي الاستقلال والشباب وحتى لا ننسى التضحيات الجسام التي قدمها الآباء والأجداد لأن الاستقلال الذي ننعم به اليوم بعد ثمن غال تضمن قوافل من الشهداء قدمها الجزائريون عبر قرن ونصف القرن من الزمن توج بثورة عظيمة ثورة أول نوفمبر التي دامت 7 سنوات ونصف الثورة التي حررت الأرض والإنسان وكانت فاتورتها غالية مليون ونصف المليون من الشهداء الابرار وحتى لا ننسى فضلنا اليوم أن نعود الى بعض الجرائم التي ارتكبها الاستعمار بولاية الشلف الولاية التاريخية التي ضرب أبناؤها أروع الأمثلة في التضحية والفداء جرائم مدونة وموثقة ضمن شهادات حية لبعض المجاهدين والناجين وشهود عيان وعددها فاق ال35 جريمة . وكانت الولاية الرابعة التاريخية التي يترأسها العقيد الخطيب قد عقدت مؤخرا ملتقى تاريخي حول جرائم الاستعمار الفرنسي بولاية الشلف ملتقى حضره عدد من المجاهدين من الولايتين الرابعة والخامسة لأن ولاية الشلف كانت خلال الثورة مجزأة الى جزئين جزء تابع للولاية الرابعة و آخر تابع للولاية الخامسة الملتقى التاريخي حضره أساتذة جامعيون وطلبة ورجال القانون إضافة إلى ممثلين لجمعيات ومنظمات جزائرية ودولية مدافعة عن حقوق الإنسان وكان الهدف واحد وهو اماطة اللثام عن الجرائم النكراء التي ارتكبها الاستعمار عبر هذه الولاية جرائم كاد النسيان أن يطويها جرائم يعجز اللسان عن وصفها ويجعلك تتساءل هل حقا من ارتكبها بشر و يحمل جوارح إنسانية أعمال دنيئة حقا لا تسقط بالتقادم تلك التي ارتكبها الاستعمار الغاشم ضد أهلنا سواء عبر سلسلة جبال الظهرة التاريخية أو عبر سلسلة جبال الونشريس نعود لبعضها بشيء من التفصيل على لسان من عايشوها من مجاهدين ومسبلين أو البعض ممن سمعوا عنها و يروونها بمرارة للأجيال كل هذا حتى لا ننسى الشهداء ولا ننسى الاستعمار. مجزرة المناصرية 11 اكتوبر 1956 المجاهد عباد امحمد يروي تفاصيل هذه المجزرة قائلا: في بيت الشهيد برجي احمد المدعو بوطبل حيث كان يتردد عليه المصاليين وما اصطلح على تسميتهم بجيش «البغلة كوبيس» يأتون من الكريمية فأعلم السكان مسؤولي الثورة للقضاء عليهم. ذات ليلة قدم 27 مجاهدا من منطقة مجاجة وبني راشد ووادي الفضة وأولاد فارس بقيادة سي الحسين توزعوا إلى فوجين انتظروهم مدة يومين فلم يأتوا وفي اليوم الثالث أصبحت القرية محاصرة من كل جهة وبدأت المعركة منذ الصباح الباكر إلى غاية المساء سقط كل من كان في البيت وعددهم 18 شهيدا حملتهم قوات العدو على متن شاحنة وحملت معهم جميع سكان القرية وذهبت بهم الى مركز التعذيب ببوفيس وأسماء الشهداء مقيدة مجزرة أولاد بن يوسف جوان 1957 المجاهد نجاري بن شرقي المولود في سنة 1937 يقول . هذه البقعة تسمى أولاد بن يوسف كان يتردد عليها القائد البطل الشهيد جيلالي بونعامة سكان القرية كانت لهم علاقة متينة بالمجاهدين فوصل الخبر إلى جيش المستعمر في احد أيام شهر جوان 1957 حاصرها عساكر فرنسا منذ الساعة الثالثة صباحا بأعداد كبيرة مدعمة بالدبابات والاسلحة الثقيلة وبعد عملية القصف خلال الفترة الصباحية دخل الجيش الفرنسي وجمع جميع السكان بما فيهم النساء والأطفال والشيوخ وعلى الفور قاموا بإبادة عائلة برياحي عن آخرها منهم طفل صغير تم دهسه كما تم المرور على جثث الشهداء بالدبابات أمام مرأى الجميع وعددهم 19 أسماؤهم مدونة في سجل الخالدين مجزرة السوق الأسبوعية بالزبوجة 1956 شاهد عيان بوغالية الجيلالي يقول أتذكر جيدا هذا اليوم كنت عاملا بالمقهى بالسوق هو يوم ثلاثاء كان ينصب خيمته يستقبل فيها شكاوى المواطنين و قضايا أخرى كالازدياد والوفيات كانت المقهى مكتظة بالمتسوقين دخل ضابط فرنسي اسمه «فانقاد» ومعه ضابط المكتب الثاني قال لي: لماذا لا تقدم لهم لعبة الدومينو ثم طلب مني شاي و ما هي الا دقائق حتى سمعنا طلقات رصاص كانت عملية فدائية قام بها فدائي ضد أحد الخونة فهرع المتسوقون وأسرع جيش العدو لغلق منافذ السوق وإطلاق الرصاص عشوائيا وكانت النتيجة استشهاد 75 مواطنا. مجزرة التوابرية بداية سنة 1960 المجاهد بوزياني محمد يتحدث في بداية سنة 1960 نصب المجاهدون كمينا لقوات العدو التي كانت تنقل المؤونة من بلدية الزبوجة إلى مركز حمليل بالمكان المسمى القلتة الزرقاء كانت الكتيبة محصنة و رغم ذلك قضى عليها المجاهدون وكان رد فعل العدو بأن حاصر القرية من كل جهة وبدأ في عملية إبادة جماعية لا يفرق فيها بين الأطفال والنساء وبلغ عدد الضحايا 20 شهيدا رحمهم الله والقائمة ما تزال محفوظة. مجزرة جبل تاقلوعت شبوب علي بن الحاج شاهد عيان يقول .. كنت متواجد ببقعة تاقلوعت بني درجن ببلدية الزبوجة أبناء القرية كانوا جميعا مع الثورة يعملون سرا حيث يقومون بجمع الأخبار والاتصال والمؤونة والحراسة إلى أن تمت وشاية وصلت الى عساكر العدو فحاصرتهم مدة 8 أيام وجيء بهم إلى معتقل الزبوجة وهناك اختارت منهم 64 مواطنا وحولتهم إلى معتقل بوفيس ومن هناك إلى معتقل الهرهور بمجاجة ثم إعادتهم إلى القرية وشرعت في قتلهم عبر أفواج. مجزرة القرازيز 1961 هشام ميلود شاهد عيان في سنة 1961 نصب جيش التحرير كمينا لضابط فرنسي كان قادما من تاجنة إلى بوزغاية فقضوا عليه رفقة سائقه واحرقوا سيارة من نوع «جيب» التي كانا على متنها فقامت قوات العدو بمحاصرة القرية وجمعت سكانها فقتلت منهم تسعة شهداء رحمهم الله تم دفنهم بمقبرة سيدي يحي.
مجزرة المعايزي و حميس في شهر أكتوبر من سنة 1957 قام الجيش الفرنسي بمحاصرة دوار حميس بهدف القضاء على مجاهدين حتى لا تتوسع الثورة بالمنطقة و لما علم السكان بذلك هربوا إلى جهات مختلفة نحو الغابة والوديان فيما اختار 14 منهم نفق القطار ليختبئوا فيه و بعد وشاية من احد الخونة تعرف عليهم العدو فقام بإخراجهم وتصفيتهم واحذا واحذا رحمهم الله مجزرة قرية زالقو المجاهد عوادين من مواليد 1938 يتحدث عن سنة 1958 حيث قدمت قوات العدو الفرنسي إلى القرية و جمعت سكانها فاغتالت منهم 9 أفراد و أمطرت المنطقة بقنابل من الطائرات فقتلت 3 بنات بجانب المدرسة القرآنية الذي كان يتعلم فيه الأولاد القران الكريم مجزرة بقعة بالواعر بني زجة المتحدث المجاهد بالعربي محمد يروي تفاصيل المجزرة فيقول قام المجاهدون بمساعدة المواطنين بحرق مزرعة المعمر سكريب سنة 1959 فقام جيش الاستعمار بتجميع السكان ونقلهم إلى مركز التعذيب بواد سلي فقاموا باستنطاقهم أطلقوا بعضهم وأمسكوا آخرين فجيء بهم إلى القرية و أطلقوا عليهم الرصاص أمام أنظار الجميع وهم 4 شهداء وفي الليل قمنا بدفنهم رحمهم الله مجزرة سيدي أمحمد المسماة «المغدور» تفاصيل المجزرة يرويها المجاهد حدي عبد القادر المدعو الهدي من مواليد 1934 قائلا بعد قيام مجموعة من المواطنين بقطع أعمدة الكهرباء والهاتف بين وادي سلي وماسينا بأولاد عبد القادر حاليا وتخريب الطريق كان هذا يوم الثلاثاء ليلا وفي صباح يوم الأربعاء الموالي كان هو يوم سوق أسبوعي بأولاد بن عبد القادر قامت فرنسا بتجميع المتسوقين ثم اختاروا مجموعة جاؤوا بهم إلى المكان المسمى «المغدور» وجدنا 8 قبور محفورة ثم شرعوا في وضع الشخص داخل القبر ويطلقون عليه الرصاص وعندما جاء دوري قال لهم الضابط هذا صغير وفي الغد أطلقوا سراحي و منذ ذلك التاريخ التحقت بصفوف المجاهدين ضمن جيش التحرير.
مجزرة الزيادنية الأولى و الثانية يروى تفاصيلها المواطن عبد القادر بادني فيقول في ليلة الفاتح جانفي من سنة 1957 قام جيش التحرير بتخريب الطريق الرابط بين ملاكو بوادي سلي وماسينا بأولاد بن عبد القادر حاليا جاء العدو إلى مسكن المواطنين ليلا ثم قيدوهم واقتادوهم إلى المكان المسمى حامول الزبوج بقرية الزيادنية وأطلقوا عليهم الرصاص كان عدد الشهداء 14 ولم نعرف مكان تواجدهم إلا عن طريق كلب احد الشهداء الذي لحقناه فوجدنا الجثث فوق بعضها . وهناك مجزرة ثانية حدثت في سنة 1957 وعدد شهدائها 14 شهيدا حسب رواية بعض المواطنين مجزرة عرش أولاد زياد سبتمبر 1957 يروي تفاصيلها شيخ بن شيخ بن احمد ابن شهيد حدثت هذه المجزرة في 10 سبتمبر 1957 بعدما قام المناضلون بتخريب منشآت المستعمرين ومزارع المعمرين بمنطقة عين مران وفي الصباح قام جيش الاستعمار بمحاصرة القرية قتلت مجموعة من السكان وأخذت مجموعة أخرى إلى السجن والبعض منهم لا يزال إلى حد اليوم في تعداد المفقودين و مجموع عدد الشهداء بلغ 75 . مجزرة الروايشية يروي تفاصيلها بوريش احمد ابن شهيد وعسكري متقاعد فيقول في سنة 1959 قامت قوات العدو بعملية تمشيط جمعت خلالها حوالي 300 امرأة فقاموا باغتصابهم وبالاعتداء عليهم و في شهر أفريل من سنة 1960 جمع عساكر العدو 35 امرأة بمنزل الطيب بوريش المدعو الطيب «الكابران» حيث كانت فرنسا كلما تلقت ضربة موجعة من طرف جيش التحرير إلا وتنتقم من المدنيين وبلغ عدد الضحايا الشهداء بهذه المنطقة 32 شهيدا وشهيدة رحمهم الله .و مجزرة المفاتحية 34 شهيدا ومجزرة المزاجة 33 شهيدا ومجزرة سيدي علي 26 شهيدا . المجاهدة الحاجة خيرة موافقية المدعوة طبانة من منطقة المرسى
..ما فعله الاستعمار بالمنطقة شيء فضيع ولا يمكن نسيانه حيث تعرض السكان هنا إلى إبادة جماعية بأتم معنى الكلمة خاصة عبر جبال الظهرة الجيش الاستعماري لم يكن يفرق بين مدني وعسكري كان كلما تلقى ضربة من جيش التحرير الا ويصب غضبه في المدنيين شاهدت مجازر بجبال الظهرة لا يمكن نسيانها أدعو الشباب إلى قراءة تاريخ وطنهم تركنا لهم تاريخا مشرفا
المجاهد الحاج الزوبير من منطقة المرسى جرائم فرنسا عبر هذه الجبال ستبقى وصمة عار في جبينها إلى أن تقوم الساعة حيث كانت لا تتردد في إبادة قرية بكاملها بمجرد شكها في سكانها بوقوفهم إلى جانب المجاهدين ذاكرتي تحتفظ بقائمة طويلة من الشهداء المدنيين الذين ابدوا بقضهم وقضيضهم جيش الاستعمار قنبلة منطقة المحصر بقنابل الغاز وبجميع أسلحة الدمار وقتها كان يرتكب المجازر من أجل إرهاب المدنيين وتخويفهم حتى لا يحتضن الثورة لكن هيهات تراجيديا ارتكبتها فرنسا هنا عبر الجبال لا يعلمها إلا الله سيبقى التاريخ شاهدا عليها .