توفي مساء الخميس المنصرم المجاهد بن ودان بن يحي عن عمر يناهز 86 سنة، وقد ووري الثري أمس الجمعة بمقبرة العين البيضاء بوهران. وقد عاش المرحوم حياة نضالية تشبع خلالها بمبادئ الثورة التحريرية منذ كان شابا عندما إلتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بالجهة الغربية للوطن، وهذا بعد تلقيه تدريبات عسكرية بإحدى المناطق الحدودية ليشارك بعدها في عدة معارك ضد المستعمر لسنوات وهو ينتقل من منطقة إلى أخرى لغاية إصابته بعدة رصاصات أغلبها على مستوى الكتف، وبما أنه كان من المجاهدين البارزين تم نقله رفقة مجموعة أخرى من جرحى جيش التحرير للعلاج إلى كوبا أين كان حينها الراحل الرئيس فيدال كاسترو يستقبل الجزائريين ويقدم لهم المساعدات، ومنها أنه عندما تعافت مجموعة المجاهدين، وجههم كاسترو لتكوينات مهنية من إختيارهم حيث إختار المجاهد بن ودان بن يحي التدرب على التصوير بالكاميرا ليوثق أحداث الثورة ونضالات المجاهدين بعدسة جزائرية وليست عدسات المستعمر، وفعلا هذا ما قام به رفقة 4 من رفاقه عند عودتهم إلى أرض الوطن، أين واصلوا الكفاح بالتصوير لنقل الوقائع الحية، وهي المهنة التي واصلها المجاهد بن يحيى بعد الإستقلال ضمن فريق التلفزيون الجزائري لغاية تقاعده منذ سنوات، حيث رافق خلالها الرئيسين أحمد بن بلة وهواري بومدين بعده، في عدة خرجات داخل وخارج الوطن.