حجبت أمس خدمات النقل الحضري للمسافرين و عبر السكك الحديدية و الترام بولاية وهران كغيرها من ولايات الوطن المعنية بالحجر الصحي ، تطبيقا للقرار الحكومي القاضي بتعليق نشاطها أيام العطل الأسبوعية في الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء المنعقد يوم الأحد الماضي . دخل أمس الشق الخاص بتوقف حافلات النقل الحضري والترام القطار حيز التطبيق من جديد بعد قرابة السنة من رفع التجميد عن هذا النوع من الخدمات ، وعودة الأمور إلى طبيعتها الطبيعية على خلفية التصاعد الخطير للإصابات والارتفاع المقلق للوفيات . لم تكن الخسائر المترتبة عن الغلق وتجميد بعض النشاطات التجارية خلال الثلاثي الأول من سنة 2020 كافية لتعلم الدرس بالنسبة لسكان وهران ولم تُدرك العائلات جيدا انعكاسات عدم الالتزام بالبروتكول الصحي إلا بعد فوات الأوان ، ما ألزم الوزارة الأولى العودة مجددا إلى قرار المنع والردع لحماية حياة المواطن ووضع حد للاستهتار عن طريق تدابير أكثر صرامة من سابقتها . وقد لجأت الحكومة لتعليمة تعليق نشاطات وسائل النقل الثلاثة لتفادي تنقل العائلات خلال أيام العطل الأسبوعية المعروفة بكثرة الحركة حيث تفضل الأسر الوهرانية زيارة الأقارب وتبادل تهاني الأعراس والمناسبات العائلية التي تكثر في موسم اصطياف . * محطات فارغة وحركة شبه منعدمة لم تكن شوارع وهران تعج بالحركة في أول جمعة من تشديد الحجر الصحي حيث غابت تماما حافلات النقل الحضري وقاطرات الترام التي تشهد توافدا كبيرا في كل نهاية الأسبوع وبدت محطاتها شبه فارغة باستثناء بعض العائلات التي لجأت إلى سيارات الأجرة للتنقل إلى الوجهات التي اختارتها . على خلاف سائر أيام عطل نهاية الأسبوع شلل غير معهود ميز أحياء وهران منذ الفترة الصباحية وفي أول يوم حيث التزم الناقلون بالتعليمة الجديدة المفروضة عليهم وبقيت وسائل النقل المعنية بالقرار مركونة في الحظائر لتفادي العقوبات المترتبة عن الرفض عدم تنفيذ التعليمة، فالمتجول عبر شوارع المدينة يلمس هذا التغيير الاستثنائي المفروض على قطاع النقل ويقف على الاحترام الكلي للحجر من خلال الصورة التي اشتركت فيها أمس نقاط توقف حافلات النقل الحضري بكل الخطوط ومحطات الترام . نفس الشيء بالنسبة للطرقات والشوارع التي تخلصت أمس ولو بشكل مؤقت من الازدحام المروري واستطاع السائقون التنقل بحرية بعيدا عن المشاكل التي تتسبب فيها حافلات النقل الحضري طيلة أيام الأسبوع وان كان الاحترام التام لإجراء تعليق نشاط هذه الأخيرة قد تجسد على الساحة المحلية في أول يوم جمعة إلا أن الشرط المرتبط بإلزامية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي داخل الحافلة أو الترام لا يزال غائبا في قاموس معاملات بعض الناقلين وهو ما نلاحظه يوميا منذ فرض تدابير استعجالية أكثر شدة من الأولى ومنهم من يحاول مراوغة الأمن بارتداء الكمامة في الحواجز الثابتة فقط وسرعان ما يتخلص منها بمجرد تجاوز نقطة المراقبة بأمتار قليلة في غياب الوعي وحملات التحسيس الذي من المفروض أن تكثفها الجمعيات لتوعية هذه الفئة بالذات بخطورة الوضع الصحي خاصة إذا قلنا ان وسائل النقل لوحدها تشكل بؤرة حقيقية لانتقال العدوى بالمقابل فقد أدى سكان وهران صلاة الجمعة أمس مع الالتزام بالبروتكول الصحي المحدد في ارتداء الكمامة ومسافة الأمان واضطر المصلون للعودة مجددا إلى النظام السابق وسط الإصابات المرتفعة بكوفيد 19 بالولاية وأزمة الأكسجين التي تعيشها مستشفيات الوطن منذ أسابيع تطبيقا لقرار وزارة الشؤون الدينية التي وجهت تعليمات للمديريات على مستوى 35 ولاية معنية بالحجر الصحي بتعليق صلاة الجماعة بالمساجد ورفع الأذان خلال الصلوات المعلقة ومراعاة صيغة «الصلاة في بيوتكم » مع غلق فروع المركز الثقافي الإسلامي وتكثيف الحملات التحسيسية لتوعية المواطنين بضرورة احترام شروط الوقاية والإقبال على التلقيح .