النقابات تؤكد أن الأمر راجع إلى نقص وعي لدى بعض المواطنين إهمال تام للتدابير الصحية بوسائل النقل الجماعي بين حافلات النقل الحضري والترام، رغم استمرار تسجيل حالات الإصابة بوباء "كورونا" وهو ما قد يتسبب في تسجيل موجة وباء جديدة بالنظر لحالة التراخي التام التي تعرفها عملية فرض الإجراءات الصحية، التي لم تعد تذكر ولا تطبق بالحافلات، من خلال عدم تحديد عدد الركاب إذ أصبح الناقلون يسمحون بصعود جميع المواطنين بالمواقف، وهو ما وقفنا عليه بأغلب الأحياء، ولاسيما عبر الخطوط الكبرى التي يتنقل عبرها عدد كبير من المواطنين، ومنها حافلات خط U وخط 11 و54 و4G و37 وغيرها، إذ أن عدد الركاب مفتوح حسب الزبائن الموجودين بالمواقف، ولم يعد القابضون يؤشرون للسائق بالإقلاع، إلا بعد اركاب عدد كبير من المواطنين، والانتظار مطولا بالمواقف رغم احتجاجات الزبائن، وكأن الوباء غير موجود وتطبيق الإجراءات الوقائية، والتباعد لم يعد يتقيد به أحد، بما في ذلك المواطنون ممن يغامرون بالصعود على متن هذه الحافلات، رغم امتلائها وكثرة الركاب بها، فنقص الوعي يسبب اليوم وضع مشجع على انتشار الوباء، رغم ما توصلت إليه الوضعية الصحية اليوم، من تحسن كما أن تعهدات الناقلين سابقا قبل الترخيص بنشاطهم، لم تعد محترمة إما لرغبتهم في تحقيق الربح من خلال نقل أكبر عدد ممكن من الركاب، أو أن نقص وعي المواطنين ساهم في الوصول إلى هذه النتيجة، لاسيما وأن أغلب الحافلات حسبما وقفنا عليه من خلال جولة قمنا بها لا تكتفي بنقل الركاب الجالسين فقط، مثلما تنص عليه التدابير الصحية المفروضة، إنما يتم حمل الركاب الواقفبن وبأعداد غير محددة زيادة على عدم الالتزام بارتداء الكمامات بما في ذلك السائق والقابض الذي يضع الكمامة أسفل ذقنه، دون الاستفادة منها وبالتالي يطرح التساؤل فيما إذا كانت عملية تعقيم الحافلات، تتم أصلا ما دامت إجراءات وقائية أكثر أهمية لم تحترم من قبل الناقلين. وفي هذا الإطار اتصلنا برئيس المكتب الجهوي للاتحاد الوطني للناقلين السيد نور الدين الشيخ اعمر، الذي رد بخصوص عدم الالتزام بالتدابير الصحية بالحافلات، بأن الأمر يعود أولا لعدم تعاون المواطنين والتزامهم بهذه الإجراءات والناقل لا يمكن له تنظيم عدد كبير من المواطنين، ممن يقبلون على الصعود على متن الحافلة، ويرفضون تحديد عدد الركاب كما يتهاونون في وضع الكمامة ويفضلون الصعود في الحافلة مملوءة بالركاب، على الانتظار بالمواقف، كما صرح ممثل الناقلين بأن التنظيم كان جيدا في البداية، لكن مع عودة العمال وترخيص الأنشطة التجارية زاد عدد المواطنين، وأصبح من المستحيل التحكم في الوضع، وهو نفس الرد الذي قدمه لنا ممثل فرع الناقلين التابع للاتحاد العام للتجار والحرفيين، مؤكدا بأن التراخي وقع مع تقليص الحجر وتضاعف حركية المواطنين، ما جعل المشرفين على النقل بالحافلات، غير قادرين على التحكم في تصرفاتهم، من خلال رفضهم وضع الكمامة والصعود رغم منع القابضين بما يؤكد بأن الأمر يرتبط بنقص الوعي . ملصقات لا تحترم نفس المشكل تعرفه عملية نقل المواطنين، عبر عربات الترام، إذ لم تعد هذه الوسيلة من النقل التي عرفت في البداية التزاما تاما بالتدابير الوقائية، تشهد نفس التنظيم السابق، فالملصقات التوجيهية أصبحت موجودة دون فائدة، لا يلتزم بها الركاب سواء من خلال جلوسهم بالكراسي الملغاة، ومن خلال وقوفهم دون تباعد فيما بينهم حتى أن عربات الترام وخلال ساعات محددة من النهار تعرف اكتظاظا، لاسيما صباحا وبعد الساعة الرابعة، فلم تعد التدابير الوقائية مطبقة بالترام، كما كانت وهو ما لاحظه الجميع خلال الأسابيع الأخيرة، ورغم ذلك يكثر الإقبال عليه في ظل تسجيل نفس الوضع بالحافلات، وصعوبة التنقل بسيارات الأجرة، التي تبقى الوحيدة المحترمة للإجراءات الصحية، مقارنة مع وسائل النقل الأخرى، غير أن فرض نقل زبون واحد يجعل من أغلبها مشغولة، ومن الصعب العثور على سيارة أجرة شاغرة. في هذا الإطار صرح لنا المكلف بالاتصال على مستوى مؤسسة "سيترام" بأن المشكل مرتبط أولا بنقص عدد العمال، وعدم كفايته ففي فترة الحجر الصحي، التي كانت محددة بالساعة السابعة كان عدد العمال كافيا لتخصيص ثلاث أعوان بكل موقف، ومن ثمة كان يسهل تنظيم ركوب الزبائن وفرض الإجراءات الوقائية عليهم، ومنع صعود أكثر من العدد المطلوب، غير أنه وبعد تقليص مدة الحجر والسماح بالحركة حتى الحادية عشر ليلا، لم يعد عدد العمال كافيا سوى لتخصيص عون واحد، بكل موقف وهو لم يعد قادرا أمام نقص وعي المواطنين، على تنظيم العملية فالركاب يصعدون بأعداد كبيرة غير مكثرتين بتوجيهات عون التنظيم، بما في ذلك توجيهاته المتعلقة بفرض الكمامة و بالتباعد بينهم.