أبدى العديد من أولياء التلاميذ استياءهم الكبير من غياب الكتب المدرسية بالمؤسسات التربوية، الأمر الذي جعلهم يدخلون في رحلة البحث عنها بين المكتبات الخاصة لاقتنائها بأثمان متفاوتة حتى يتمكنوا من توفيرها لأبنائهم المتمدرسين هذا الأسبوع نظرا للإلحاح المستمر للأساتذة عليهم، والذين طالبوهم بجلبها معهم حتى وإن اضطرهم الأمر الى شرائها من السوق السوداء، مثلما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات، التي توجد بالقطب العمراني الجديد ببلقايد بما فيها الابتدائيات والمتوسطات، وأشاروا الى أن هناك عدة مكتبات خاصة توفرها ولكن بزيادات في الأسعار تجاوزت ال 20 بالمائة، وأشاروا الى أن المكان الوحيد الذي تتوفر به حاليا هو الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ولكنهم اصطدموا به أيضا بطوابير لامتناهية، اضطرتهم إلى الوقوف بها لساعات طويلة لشرائها، رغم أن الوضع الذي تمر به ولاية وهران، على غرار باقي ولايات الوطن، يستدعي التقيد بالتباعد الجسدي بين المواطنين لمنع تفشي فيروس «كورونا». وهو ما صرحت به لنا إحدى السيدات التي تقطن بمنطقة بلقايد والتي أكدت الغياب التام لكتب الأنشطة بالمدارس الابتدائية الخاصة، بمادة الرياضيات والعلوم والفرنسية وكذا تلك التي تتعلق بالسنة الثالثة من التعليم المتوسط، وأشارت إلى أن الأساتذة فرضوا على التلاميذ شراءها، حتى وإن كانت قديمة ليتمكنوا من استئناف الدروس، وهو ما أوضحه أولياء تلاميذ آخرين بحي ايسطو، والذين أبرزوا أن الكتب غير متوفرة بالمتوسطات، لاسيما المتعلقة بالمواد الأساسية، حيث دفع بهم هذا الى التوجه نحو سوق حي المدينة الجديدة، لشرائها نظرا لتوفر كافة العناوين بها وبكميات كبيرة في الوقت الذي تختفي فيه بالمؤسسات التعليمية، وطالبوا في هذا الإطار مدير التربية لولاية وهران، بضرورة فتح تحقيق في هذه الظاهرة التي أضحت تتكرر سنويا، لاسيما وأنه سبق له وأن صرح عبر أمواج إذاعة وهران وبعدة صحف وطنية، بأن مصالحه شرعت في توزيع الكتاب المدرسي منذ شهر مارس الماضي، وأن نسبة التغطية بلغت 100 بالمائة وبأنهم فتحوا 12 نقطة بيع اضافية لتمكين الاولياء من شرائها براحة وبدون أي معاناة .