سيظل المرحوم أيقونة الفن الوهراني والأغنية العاطفية. لازال اسم المرحوم الشاب حسني شقرون حاضرا في ذاكرة معجبيه الأوفياء، كيف لا ؟ و هو ملك الأغنية الرايوية، الوهرانية بامتياز، و صاحب الحنجرة الذهبية، و بالرغم من أن أيادي الغدر قد اغتالته قبل 27 سنة، إلا أن معجبيه لا ينفكون عن الحديث عنه ، ومنهم من يقلده لشدة حبهم له، من بينهم السيد نواري عبد القادر، الشهير باسم حسني، صاحب ال 47 ربيعا، وابن حي الحاسي بوهران، الذي حاورته الجمهورية، ولمست من نبرة صوته حبه الكبير للشاب حسني رحمه الله، حتى أنه يشبهه، ويقلده في طريقة أداءه لأغانيه.. حيث أكد لنا خلال حديثه، أن المرحوم حسني شقرون يمثل الإنسانية في أبهى صورها ، فقد كان شابا متواضعا، وخلوقا، وكريما، يعرفه الصغير قبل الكبير في حي قمبيطة الشعبي بوهران، ينتمي إلى أسرة بسيطة و فقيرة، وقد عانى الشاب حسني من المشاكل الاجتماعية في حياته، والتي ترجمها في بعض أغانيه الحزينة، ورغم ذلك ظل بسيطا ومحبوبا وسط عائلته و مقربيه، ومعجبيه، مضيفا أن بداية مشوار إعجابه بالشاب حسني كانت خلال سنة 1990، حيث كانت تدوي في أحياء وأزقة مدينة وهران، كأغنية " البراكة " ، التي أداها مع الشابة الزهوانية، و أغاني أخرى رومانسية، على غرار " طال غيابك يا غزالي"، و "البيضة مون امور"، و هناك أغاني بيعت منها حوالي مليون نسخة، ونافست أغاني أشهر مطربي العالم في ذلك الوقت، و أخرى لازال الشباب يتابعها لحد الساعة، كأغنية " مرة هنا و مرة لهيه "، " الكذب حرام "، "مازال ما لقيت لي نبغيها " و"فركتي العشرة"، التي تعتبر علامة مسجلة في الساحة الفنية. هذا وأكد لنا السيد نواري الملقب بحسني، أنه لم يحب الشاب حسني رحمه الله فقط من خلال أغانيه، بل أيضا من خلال خصاله الحميدة التي عُرف بها ، واصفا إياه بالمتواضع والمحبوب، مضيفا أنه ما يحزّ في نفسه اليوم، هو الوضع الذي تعيشه عائلته ، متمنيا أن يتلفت إليهم مسؤولو القطاع الثقافي بالولاية قصد دعم عائلة المرحوم ماديا ومعنويا، خاصة وأن الشاب حسني، كان ولازال وسيظل أيقونة الفن الوهراني، والأغنية الرومانسية الصادقة التي أسرت قلوب الملايين، والملفت للانتباه أن الفنان نواري لديه حساب فايسبوك ينشر فيه أغاني الشاب حسني ويقلده في جميع حركاته وتعابير وجهه و أدائه ، محاولا أن يظهر مثله، وكلما تحل ذكرى وفاته يذهب إلى قبره للترحم عليه ، كما أنه يحفظ العديد من مقاطعه الغنائية ، خاتما حديثه بأن المرحوم يبقى ظاهرة صوتية فريدة من نوعها وفنانا سكن قلوب الملايين من الجزائريين ويستحق فعلا لقب ملك الأغنية الرايوية العاطفية بدون منازع.