استقبل سكان ولاية تندوف عن غير عادتهم شهر رمضان لهذه السنة في طبيعة مناخية حارة صنعها الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة التي تجاوزت الاربعين درجة مئوية مما دفع بالكثير من الاسر التندوفية الى مغادرة المنطقة باتجاه الشمال وولايات الغرب للاصطياف والهروب من المناخ الصعب غير أن المتبقي من السكان ممن فضلوا البقاء بالولاية وتحدي صعوبة المناخ وما ينجر عنه من مشاكل صحية خاصة بالنسبة لكبار السن وذوي الامراض المزمنة يواجهون غلاء مفرط وفاحش للخضر والفواكه خاصة مع بداية شهر رمضان الكريم ، وفي جولة قادت الجمهورية في أول يوم م شهر العبادة والغفران الى السوق الاسبوعية صادفنا الاقبال الكبير على دكاكين الاعشاب والتوابل التي لاتصلح الحريرة حسب قول احدى المواطنات إلا بها ، وتبدو أسعارها معقولة حسب بعض المترددات على تلك الدكاكين الشعبية التي تنبعث من جدرانها روائح الاعشاب والعطور التقليدية التي تذكرنا بما كانت تجود به ذاكرة عمي داود وهو يستقبل زبائنه بنفس مرحة ، ومن جهة أخرى لاحظنا الغلاء المفرط لبعض اصناف الخضار لاسيما الجزر الذي ارتفع سعره الى 200 دج مما دفع بعض مرتادي السوق الى العزوف عن شرائه وحرمان القدر التقليدي منه في أول يوم رمضاني ساخن وهو نفس الشيء عرفته البطاطس التي لم يعرف سعرها أي انخفاض وبقيت بسعرها المعهود 80 دج ليرتفع سعر الطماطم الى 120 دج أمام الملوخية فقد ارتفع سعرها رغم الكمية المجلوبة مها من ولاية بشار الى 400 دج . بينما عرفت الفواكه التي يقول بعض الصائمين بأنها ستكون الغائبة عن موائد رمضان ها العام خاصة بالنسبة لذوي الدخول المحدودة والأسر المعوزة أما التمور فقد عرفت هي الاخرى ارتفاعا محسوسا أين تأرجح سعرها حسب نوعيتها بين 500 دج و600 دج لتأخذ اللحوم الحمراء أسعارا خيالية كلحم البقر الذي وصل الى ألف دج لدى بعض الجزارين بينما لم يتغير سعر لحوم الابل منذ فترة وبقيت تتراوح بين 450 دج الى 600 دج وذلك حسب نوعية وسن الابل المنحورة أين تفضل الكثير من العائلات اقتناء لحم المخلول كون لحمه طري ولايحتاج الى الكثير من الطهي ، من جهة أخرى تعرف اللحوم البيضاء شبه ندرة في السوق المحلية يعزي البعض أسباب ذلك الى ارتفاع الحرارة حيث تجلب كميات كبيرة من اللحوم المجمدة من خارج الولاية عن طريق تجار الجملة المختصين في بيع مثل تلك اللحوم . ونحن نعيش يوميات سكان تندوف في أول يوم من رمضان المعظم تتجلى احتياجات السكان كأولوية في الكهرباء مع املهم في عدم تكرار انقطاع التيار الكهربائي الذي عرفته السنوات الماضية ، وتبقى انشغالاتهم قبل اقتناء الخضر بأسعارها الملتهبة وحاجتهم في تزيين موائدهم بمختلف الفواكه كالموز الذي يصل ثمنه الى 200 ذج مرتكزة بالدرجة الاولى على المحافظة على توازن تزويدهم بالكهرباء وحسن ضمان استغلالها وعدم انقطاعها . وسنعيش معكم أخواني القراء يوميات رمضانية بتندوف المدينة وبضواحيها وقراها المتباعدة والتي لاتفكر في الخضر والفواكه بقدر ما تفكر في وفرة كميات من المياه والمواد الغذائية الضرورية