يتميز لحم الإبل بأنه فقير غير دهني، ولهذا فإن من مزايا لحوم الإبل أنها تقلل من الإصابة بأمراض القلب عند الإنسان، كما تشير الدراسات والبحوث أيضا إلى أن حليب الإبل يحتوي على كمية كبيرة من فيتامين (ج) تعادل ثلاث مرات ما يحتوي عليه حليب الأبقار• ويعد يسهل حليب الإبل الهضم والامتصاص مقارنة مع حليب البقر لأنه يحتوي على بروتين الكازين لا تتعدى 70 بالمئة• ويعتبر حليب الناقة البديل الغذائي للفواكه الطازجة والخضروات، وهو ما جعل سكان البوادي يمتازون ببنية قوية وعدم تعرضهم للأمراض• ويقول خطري، وهو رجل قضى جل حياته في البادية، إن ''اللبن يلحم ويداوي'' أي يشد الجسم ويقويه، ويضيف أن للإبل التي عاش معها قرابة 80 سنة فوائد جمة حيث أخبرنا أن حليب الإبل يعالج أمراض الكبد، كما أنه يساهم في خفض نسبة السكر في الدم إضافة إلى استعماله كمادة مطهرة لغسل الجروح ولنمو الشعر ومنع تساقطه• والمتجول في أسواق تندوف يكتشف الأهمية البالغة التي يكتسيها لبن النوق لدى العائلات التندوفية، من خلال التوافد المستمر على بائعي حليب الإبل الذي أصبح ينافس الألبان الأخرى• ويكثر عرض لبن النوق على مستوى القصابات المختصة في بيع لحم الإبل الذي يمثل هو الآخر المادة الأكثر استهلاكا من طرف سكان تندوف، لما فيه من فوائد طبية وعلاجية لقول أحد شيوخ تندوف ''لحم لبل يلحم'' أي يقوي الجسم خاصة مادة ''الذروة'' التي تعالج أمراض كثيرة، منها مثلا أمراض الروماتيزم والشيخوخة وغيرها• ودأب بعض الموّالين والمستثمرين الخواص على تربية الإبل، وحققت تلك العملية نتائج مقبولة كما هو الشأن بالنسبة لماشية السيد أببري وسالمي وغيرهما، رغم أنها تعاني منذ مدة من قلة المراعي وغياب العشب والتصحر والجفاف الذي اجتاح المنطقة• وعموما فأغلب سكان تندوف لاسيما المرضى والطاعنين في السن لا يستغنون عن شرب لبن النوق رغم سعره الذي يتراوح بين 100 و150 دج للتر الواحد، وهذا السعر يبدو معقولا مقارنة مع ما وصل إليه سعره أحيانا خارج الولاية•
