يحتضن بهو بلدية وهران معرضا فنيا للصور الفوتوغرافية من توقيع الفنانة الجزائرية " ليلى بوطمين ولد علي " ، تحت عنوان " فانتزيا فن الذاكرة وذاكرة الفن" ، وهي صور جميلة تختزل فيها الفنانة روعة الفروسية التقليدية الجزائرية ، و استعراضاتها الجميلة التي غالبا ما تقام في المناسبات الوطنية ، الدينية والشعبية ، حيث ترصد عبرعدسات كاميرتها التي تحولت إلى ريشة فنان ساحر،أصالة هذا الفن العريق ، من خلال صور معبرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني و الدلالات التراثية القيمة ، بالإعتماد على مؤثرات مغرية وألوان زاهية ، مع استعمال " الفوتوشوب " الذي أضفى الكثير على هذه الصور النادرة وأكسبها هوية خاصة . معرض " الفانتازيا " الذي يجسد تاريخ الفروسية وجماليته مكن المتأمل الوهراني من اكتشاف مزايا هذا الفن التراثي الشعبي ، وقربه أكثر من هذا العالم الذي لازال مزدهرا في عدد من الولايات الجزائرية ، لاسيما المناطق الغربية منها ، حيث استعرضت " ليلى بوطمين " في لقطات ضوئية العروض المشوقة التي يقدمها الخيالة في الوعدات والمناسبات الشعبية الخاصة ، وصورت بجلاء روعة الرقصات الشعبية المصاحبة بطلقات البارود المدوية ، ومنظر الدخان والغبار المتطاير من حوافر الأحصنة المنمقة بالسروج الجلدية ، حامل السروج ، وصدرية ولجام مثبت بالرأس ، إضافة إلى مظاهر الزينة الخاصة بالفارس ، كالأحذية المطرزة بالخيوط الذهبية و الحريرية ، والسترات المنسوجة من الصوف الأبيض والمزينة بأزرارفضية لامعة ، وغيرها من الأمورالتي تخلق تشويقا وإثارة كبيرين لدى الحضور، و تدفعهم للقدوم من كل حدب وصوب للاستمتاع بهذا الفن الشعبي . وإلى جانب أن المعرض قدم بطريقة جديدة و أسلوب فني فريد سواء من ناحية التصوير والتقاط الصورة ، أو تناول الموضوع في حد ذاته ، فإن الفنانة "ليلى بوطمين " بنظرتها الفريدة والعميقة حاولت أن تميط اللثام أيضا عن الدور الكبير الذي تلعبه " الفانتزيا " في ترجمة الحضارة الجزائرية ورسم معالمها الثقافية ، فهي ليست وليدة عهد حديث ، بل فن عتيق كان يشكل في الماضي أحد فنون الحرب و الدفاع بامتياز ، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام به في السنوات الأخيرة ببلادنا .