شكلت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى جمهورية سلوفينيا، محطة دبلوماسية بارزة عكست إرادة قوية لدى قيادتي البلدين لتعزيز التعاون الثنائي وبناء شراكة استراتيجية واعدة تشمل مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. الزيارة، التي جاءت بدعوة من نظيرته السلوفينية، السيدة ناتاشا بيرتس موسار، توجت بالتوقيع على إعلان مشترك وعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ركزت على التعاون في مجالات حيوية مثل الطاقة، الاقتصاد، التكنولوجيا، البيئة، والتعليم، بما يعكس تطابقًا واضحًا في الرؤى والمصالح بين الجزائروسلوفينيا. طيلة أيام الزيارة الثلاثة، أجرى الرئيس تبون سلسلة من اللقاءات الرسمية، أبرزها المحادثات الثنائية مع الرئيسة السلوفينية، والتي توسعت لاحقًا لتشمل وفدي البلدين. كما التقى الوزير الأول السلوفيني السيد روبرت غولوب، ورئيسة الجمعية الوطنية السلوفينية السيدة أورشكا كلاكوتشار زوبانتشيتش. وفي تصريحاته، أبرز رئيس الجمهورية وجود "توافق تام" حول مختلف الملفات، مؤكدًا أن الجزائر بلد موثوق ومستعد لتلبية حاجيات سلوفينيا الطاقوية، لاسيما في مجال الغاز، مشددًا على أن استقرار الجزائر يجعلها شريكًا ثابتًا لا يتأثر بالمتغيرات. من جهتها، ثمنت رئيسة سلوفينيا موقف الجزائر الداعم للقضايا العادلة، وخاصة دعمها لحل سلمي في غزة وقضية تقرير المصير في الصحراء الغربية، مبرزة تطابق مواقف البلدين في احترام الشرعية الدولية ونبذ الحروب والعنف. بدوره، أكد الوزير الأول السلوفيني أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين تمثل "نموذجًا يُحتذى به" لبقية الدول الأوروبية، مشيرًا إلى إمكانية توسيع التعاون ليشمل قطاعات جديدة ذات اهتمام مشترك. واختتم الرئيس تبون زيارته بجولة في مركز الابتكار والذكاء الاصطناعي بالعاصمة ليوبليانا، حيث اطلع على أحدث الابتكارات السلوفينية، كما زار مركز "ليبيزا" الشهير لتربية الخيول، أحد أعرق المؤسسات الفروسية في أوروبا، ما يعكس أيضًا اهتمام الجزائر بتوسيع آفاق التعاون الثقافي والعلمي. زيارة الدولة إلى سلوفينيا حملت في طياتها رسائل سياسية واقتصادية واضحة، مفادها أن الجزائر ماضية في تنويع شراكاتها وتعزيز مكانتها كفاعل دبلوماسي واقتصادي موثوق على الساحة الدولية.