أكدت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن آلية توزيع المساعدات المعمول بها حاليًا في قطاع غزة "لا تعمل على الإطلاق"، داعية إلى العودة إلى النظام السابق الذي مكّن من إدخال مئات الشاحنات يوميًا لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع. وفي تصريحات صحفية، أوضحت جوليت توما، مديرة الاتصال والإعلام في الأونروا، أن الوكالة الأممية تواصل تقديم خدماتها الحيوية للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، رغم العراقيل التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك منع إصدار تأشيرات دخول للموظفين الدوليين، مما يعيق عمليات الإغاثة بشكل كبير. وقالت توما إن "نحو 6 آلاف شاحنة محملة بالأدوية والمواد الغذائية والإمدادات الإنسانية الأساسية لا تزال عالقة على حدود غزة، في مصر والأردن، على بعد خطوات فقط من السكان الذين هم بأمسّ الحاجة إليها"، مؤكدة أن السماح بدخول هذه الشحنات بات مسألة إنسانية عاجلة لا تحتمل التأخير. ووصفت المسؤولة الأممية الوضع في غزة بأنه "كارثي وغير قابل للمقارنة بما كان عليه قبل العدوان"، مشيرة إلى اتساع رقعة الدمار، وفقدان الأمن، وتفاقم احتياجات السكان التي لم تعد تقتصر على الغذاء فقط. وانتقدت توما النظام الجديد لتوزيع المساعدات، الذي تشرف عليه "مؤسسة غزة"، مؤكدة أنه "لا يعمل على الإطلاق"، حيث يقتصر على أربع نقاط توزيع في أفضل الحالات، مقارنة بأكثر من 400 نقطة كانت تديرها الأونروا سابقًا في مختلف مناطق القطاع. وشددت على أن نحو مليون طفل في غزة بحاجة ماسة إلى الدعم، ودعت إلى استئناف تدفق المساعدات الإنسانية كما كان عليه الحال قبل بدء العدوان، لا سيما خلال فترات وقف إطلاق النار، حيث كانت تدخل ما بين 500 إلى 600 شاحنة يوميًا تحت إشراف مباشر من الأممالمتحدة، وعلى رأسها الأونروا. وختمت توما تصريحها بالتأكيد على أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة إنسانية كبرى، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها وإنقاذ الأرواح في القطاع المحاصر.