استشهد 30 فلسطينيا وأصيب العشرات فيما فُقد 60 آخرون، منذ فجر الاثنين، في هجمات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة، بينما جدد جيش الاحتلال إنذاره للفلسطينيين بمغادرة المدينة والتوجه جنوبا. كما شن جيش الاحتلال سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحياء بمدينة غزة تزامنا مع تفجير عربات مُسيرة مُفخخة بمناطق مختلفة. يأتي ذلك مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ نحو عامين على القطاع، ومساعيه لإعادة احتلال مدينة غزة وتهجير الفلسطينيين منها. وحسب شهود عيان ومصادر طبية، استهدفت الهجمات الإسرائيلية خيمة تؤوي نازحين، ومركبة مدنية، وتجمعا مدنيا، ومنزلا. وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة الاثنين خروج مستشفيين في مدينة غزة عن الخدمة بسبب تصعيد الاحتلال لهجومه البري والأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي المتواصل، مع تقدم الدبابات في عمق المدينة. وقالت الوزارة في بيان إن مستشفى الرنتيسي للأطفال تعرض قبل أيام لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي. وفي الوقت نفسه، أشارت الوزارة إلى وقوع هجمات إسرائيلية في محيط مستشفى العيون القريب، مما أدى إلى خروجه عن الخدمة أيضا. وجاء في البيان "الاحتلال يتعمد وبشكل ممنهج ضرب منظومة الخدمات الصحية في محافظة غزة وذلك ضمن سياسة الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على القطاع". وأضافت الوزارة "جميع المرافق والمستشفيات لا يوجد إليها طرق آمنة تُمكن المرضى والجرحى من الوصول إليها". ولم يصدر بعد أي تعليق من جانب الاحتلال الإسرائيلي. وأسفرت الهجمات الإسرائيلية في مدينة غزة وشمالها عن استشهاد 15 فلسطينيا على الأقل، وفق ما أوردته مصادر طبية. ففي جنوب غرب مدينة غزة، استشهد فلسطينيان جراء إطلاق مسيرة إسرائيلية قنبلة صوب تجمع للمدنيين في حي تل الهوى. وجنوبيالمدينة، استشهد وأٌصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة الديري في حي الصبرة، الذي شهد قصفا جويا متقطعا. وغربي المدينة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة ومكثفة تعرف ب"الأحزمة النارية" شمال جامعة القدس المفتوحة. وشرقي المدينة، استشهد فلسطيني بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، دون معرفة تفاصيل عن طبيعة الاستهداف، فيما وصل جثمانه إلى المستشفى المعمداني. وفي حي الدرج شرقي المدينة، استشهد 6 فلسطينيين في استهداف إسرائيلي بمنطقة السدرة، فيما لما تتوفر تفاصيل بشأن هذا الاستهداف. كما استشهد 6 فلسطينيين بهجمات إسرائيلية على أحياء متفرقة من المدينة، دون توفر تفاصيل بشأنهم. وفي البلدة القديمة شرقي غزة، دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي عمارة سكنية تعود لعائلة دلول قرب المسجد العمري. وألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات ورقية في سماء شارع الوحدة وبمحيط المستشفى المعمداني جددت فيها إنذار الفلسطينيين بالإخلاء الفوري للمدينة والتوجه نحو جنوبي القطاع. وخلال ساعات الليل، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات نسف وتفجير عربات مسيرة ومُفخخة في مربعات سكنية في الأحياء الشمالية الغربية للمدينة. كما شهد حي تل الهوى جنوب غربي المدينة، تحليقا مستمرا للمسيرات الإسرائيلية من نوع "كواد كابتر" تزامنا مع إطلاقها النار صوب منازل الفلسطينيين ومحاصرتهم. جاء ذلك وسط إطلاق نار مكثف ومنخفض للمسيرات الإسرائيلية في كافة أحياء المدينة.