سجلت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية تلمسان مشروعا لترميم مركز التعذيب إبان الثورة التحريرية الواقع بوسط مدينة تلمسان "حصن 18″، حسبما علم الاثنين، لدى مصلحة التراث التاريخي لهذه المديرية. ذكر المصدر أن مديرية المجاهدين وذوي الحقوق قد استفادت من غلاف مالي من طرف الوزارة الوصية لترميم هذا المركز، الواقع بالقرب من كلية الطب والمؤدي إلى شارع "باب الحديد" بوسط المدينة، الذي لا يزال شاهدا على دموية المستعمر الغاشم وما قام به من تعذيب للمجاهدين داخله. وأضاف انه تم الانتهاء من كل الإجراءات الإدارية المتعلقة بالدراسة والمناقصة لاختيار المقاولة التي ستشرف على إعادة الاعتبار لهذا الموقع التاريخي. وستمكن العملية من جعل هذا المعلم التاريخي مزارا للطلبة والباحثين وصون الذاكرة الوطنية، وللتعريف بمختلف أشكال التعذيب التي كان يمارسها المستعمر الغاشم في حق الشعب الجزائري. وأشار المصدر أن "حصن 18" ببلدية تلمسان لم يخضع من قبل لأي عملية تهيئة، وظل على حاله منذ مغادرة المستعمر الفرنسي لأرض الوطن، لافتا أن شهادات المجاهدين بالولاية تروي ذكريات قاسية لأيام عاشوها داخل الزنزانات ال 26 لهذا المركز، من بينها شهادة المجاهد بن سعيد عبد القادر الذي ذكر أن الاحتلال الفرنسي شرع في عمله الشنيع داخل هذا المركز منذ سنة 1955. وأبرز مصدر من مديرية المجاهدين وذوي الحقوق أن أزيد من ألف مجاهد ومسبل عاشوا التعذيب بهذا المركز على يد ضباط مختصين في التعذيب، راح ضحيتهم العديد من المجاهدين ومواطنين مدنيين، وتواصل بالمركز هذا الفعل الشنيع إلى غاية سنة 1958.