5ر1 مليون طفل يعيدون السنة ونصف مليون يتركون الدراسة يوصي التقرير الوطني حول التنمية البشرية (2013-2015) الذي عرضه الاثنين المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بتكامل للمنظومة التربوية بين تشكيلاته الثلاثة لضمان "استعمال أمثل" للمورد البشري المتوفر. وجاء في التقرير المتمحور حول اشكالية "مكانة الشباب في أفق التنمية البشرية المستديمة" أن "مجمل المنظومة التربوية بتشكيلاتها الثلاثة (التربية والتكوين المهني والتعليم العالي) يمكن أن تتكامل بشكل ناجع لضمان استعمال أمثل للمورد البشري المتوفر (…) في تأطير تنمية الوطن". ويشير التقرير إلى أن ذلك سيسمح للوطن كذلك بالتمركز بشكل مستديم في أفق اقتصاد المعرفة. وتم التأكيد على "وجوب مد جسور داخل المنظومة في أقرب وقت لضمان توجه مناسب لقدرات التلاميذ قبل أن يشهدوا تجربة فاشلة في سن مبكر". كما تم التأكيد على وجوب "رفع التعليم العالي (…) لتمكين الاقتصاد الوطني من تحقيق نفس جديد في مجال الابداع". وتوصي الوثيقة التي تولي أهمية كبيرة لقطاع التربية برفع احتمال مزاولة الطفل لدارسات عليا أو تكوين مؤهل قصد ضمان الاستثمار في مجال التربية. وسجل التقرير بأن قرابة "5ر1 مليون طفل يعيدون السنة من بينهم (قرابة 500.000) يغادرون مقاعد الدراسة مما يدل حسب محرريه على نقص نجاعة المنظومة التربوية". وأكد المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي "في هذا الشأن يجب منح أولوية مطلقة حتى لا يغادر أي طفل المنظومة التربوية دون أن يكون له أدنى قدر من المعرفة وذلك عبر كامل التراب الوطني ووفق مختلف فئات السكان". وفي مسار تعزيز قدرات الشباب يوصي التقرير "بالقضاء على التصرفات المنحرفة والتي تشكل خطرا وأخذ المتطلبات الجديدة بعين الاعتبار سواء الوطنية أو الدولية وتعزيز نوعية مناصب الشغل الممنوحة للشباب وأخذ الانصاف في السياسات العمومية بعين الاعتبار وتطوير المقاولتية". ومن جهة أخرى سجل التقرير كذلك تخوفا لدى الشباب "بسبب الآثار السلبية للفترة الصعبة التي عاشتها الجزائر خلال التسعينات". ويضيف التقرير "أن المؤسسات الدينية يليها الجيش والشرطة هي التي تكسب ثقة الشباب في حين يتهربون من منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الانتخابية والأحزاب السياسية". وبخصوص المشاركة في استحداث الثروة "يجب توجيه أجهزة مساعدة الدولية نحو الفئات التي تواجه صعوبات لتطوير قدراتها الابداعية ويجب كذلك الاستباق في التكوينات الخاصة بالمهن الجديدة الواجب ترقيتها لاسيما تلك المتعلقة بالورشات التنموية الكبرى". .. 30.9 بالمائة نسبة الأدمغة الجزائرية المهاجرة وفي معرض حديثه عن هجرة الأدمغة ذكر رئيس قسم الدراسات الاجتماعية بالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي فوزي أمقران في برنامج إذاعي أمس أن هذه الظاهرة عالمية ولا تقتصر على الجزائر فقط وحسب تقرير سنة 2014 تم تسجيل حوالي 30.9 بالمائة من الأدمغة الجزائرية المهاجرة إلى الخارج. وعلى الرغم من أن هذا الرقم كبير إلا انه أمر عادي –يضيف المتحدث- لأن المهم يبقى في كيفية ربط الجسور معهم حتى لا نضيع هذه الطاقة التي تكونت في الجزائر . وبخصوص البطالة التي تقدر نسبتها في الجزائر ب11.2 بالمائة اعتبره فوزي امقران معدل صحيح حيث أفاد أن عدد البطالين الذي لم يحاولوا البحث عن العمل يقدر بمليون شخص مؤكدا على ضرورة وجود مرونة في سوق الشغل لأنه كلما كان السوق مرنا كلما تم تسجيل طلب أكبر على الشغل .