بعدما كانت “الهداف” سباقة في الكشف عن رغبة الموهبة الجزائرية دليل بن يحيى، للانضمام إلى المنتخب الجزائري بدل المنتخب السويدي الذي لعب معه في أغلب الفئات العمرية، التقينا اللاعب أول أمس بعد نهاية الحصة التدريبية الأولى للمنتخب الوطني الأولمبي للحديث معه ومعرفة شعوره وهو يحمل القميص الوطني لأول مرة، حيث تحدث معنا في هذا الحوار صاحب 20 سنة وصانع ألعاب نادي “برومبو جكارنا” السويدي، عن كيفية انضمامه إلى المنتخب الجزائري إضافة إلى طموحه وأهدافه المستقبلية. في البداية مرحبا بك في المنتخب الجزائري، الآن أمنيتك تحققت، ما هو انطباعك الأول؟ (يبتسم)... أشكركم جزيلا على اهتمامكم بي، لأن “الهداف” هي الجريدة الأولى التي كشفت عن رغبتي في الانضمام إلى المنتخب الجزائري، وكما قلت أمنيتي أخيرا تحققت وأنا الآن مع منتخب بلدي، من الصعب أن أصف لك شعوري لكن فرحتي عارمة بالانضمام إلى المنتخب الجزائري، بعدما لعبت عدة سنوات مع المنتخب السويدي في جميع فئاته إلى غاية الوصول إلى منتخب أقل من 20 سنة، شيء رائع أن تلعب بهذا القميص (أشار إلى قميص المنتخب الوطني)، وأتمنى أن أكون في مستوى تطلعات الطاقم الفني. حدثنا عن كيفية التحاقك بالمنتخب الجزائري؟ تلقيت اتصالا من المدرب الوطني آيت جودي وحدثني عن رغبته في ضمي إلى المنتخب الأولمبي المقبل على تصفيات أولمبياد لندن 2012، سعدت كثيرا لاتصاله بي لأن رغبتي في المجيء واللعب مع منتخب بلدي الأصلي كانت قوية جدا كما يشرفني اهتمام المدرب بي. تعني أن آيت جودي هو الذي أقنعك بالانضمام؟ أنا لست بحاجة لمن يقنعني حتى ألعب مع منتخب بلدي، رغبتي كانت قوية حتى قبل اتصال المدرب بي، لكن كلامه معي زادني رغبة في الانضمام إليه، رغم أنني لا أعرف الأجواء التي تميز المنتخب. منذ اتصاله بك، كم استغرق الوقت للتفكير حتى رددت عليه؟ لم يستغرق مني سوى بضع ثوان إجابتي كانت سريعة وفي الحين، فبمجرد أن سألني قلت له إنه من دواعي سروري أن ألبي استدعاءه وسأكون حاضرا في الوقت الذي يطلبني فيه. وهل تحدثتما عن المنافسة التي تنتظر “الخضر” بداية من شهر مارس المقبل؟ نعم هذا أكيد المدرب آيت جودي قال لي إن المنتخب مقبل على منافسة مهمة وهي تصفيات أولمبياد لندن 2012، وأن هدف الجزائر هو التأهل إلى الأولمبياد ضمن المنتخبات الإفريقية الثلاثة الأولى التي تتأهل مباشرة إلى هذه الدورة، هذه المنافسة حفزتني أكثر على المجيء لأنني أحب رفع التحديات، وسنحاول أن نقدم كل ما بوسعنا لنتأهل إلى الألعاب الأولمبية المقبلة. الآن حدثنا قليلا عن رد فعل ناديك “برومو جكارنا” عندما سمع باستدعائك إلى المنتخب الجزائري؟ فرح مدرب ومسيرو النادي لاستدعائي للمنتخب الجزائري بعدما وصلتهم بطاقة الدعوة من الاتحادية الجزائرية، لم يكونوا ينتظرون أنها ستأتي في هذا الوقت بالذات كما هنأوني وتمنوا لي النجاح مع منتخب بلدي. ألم ينزعج مسؤولو النادي من هذه الدعوة، خاصة أنك تلعب في المنتخب السويدي منذ مدة؟ لا أبدا على العكس، وكما قلت لك سابقا فقد فرحوا كثيرا لاستدعائي إلى المنتخب الجزائري. ولماذا قلت إنهم لم يكونوا ينتظرون هذه الدعوة؟ صحيح أنهم لم يكونوا ينتظرونها في هذا الوقت بالذات، لأنهم على علم برغبتي في الانضمام إلى المنتخب الجزائري، الدعوة جاءت بشكل سريع وفاجأتهم هذا كل ما في الأمر. نعلم أنك تلعب أساسيا مع فريقك، ما هو هدف فريقك هذا الموسم في البطولة السويدية؟ ألعب أساسيا بشكل منتظم لحد الآن ساهمت في تسجيل عدة أهداف، كما تمكنت من تسجيل ثلاثة أهداف هذا الموسم، وهذا راجع لأني صانع ألعاب ولست مهاجما، إلى غاية الآن نحتل المراتب الأخيرة من البطولة السويدية قبل فريقين فقط من مؤخرة الترتيب، لكن ذلك لا يعني أن فريقي ضعيف بل سنحاول أن نضمن البقاء لأن البطولة مشرفة على نهايتها ولا يفصلنا على ذلك سوى شهر فقط. هذا يعني أنك ستكون تحت تصرف المنتخب الوطني بداية من الشهر المقبل نعم هذا صحيح البطولة في السويد تنتهي في شهر نوفمبر، كما تعرف الأجواء هناك باردة في فصل الشتاء لذلك فضلت الاتحادية السويدية أن توقف البطولة من شهر ديسمبر إلى غاية شهر فيفري وستكون العودة خلال شهر مارس، هذا يجعلني مستعدا لتلبية دعوة المنتخب الوطني في أي وقت. نعرف أنك تنحدر من مدينة جيجل، هل سبق لك أن زرتها؟ نعم بالفعل أصولي من مدينة جيجل الجميلة، سبق لي أن زرتها في السنوات السابقة رفقة عائلتي أعجبت كثيرا بمناظرها الطبيعية التي لا يمكنني أن أصف لك جمالها، أغتنم الفرصة لأحيي كل سكان المنطقة. قلت إن وضعية فريقك صعبة في البطولة، ألا تفكر في تغيير الأجواء واللعب في بطولة أقوى، خصوصا أن المنافسة في المنتخب الوطني ستكون شديدة؟ في الحقيقة أفضل أن لا أخوض في هذا الحديث حاليا لأن البطولة لم تنته بعد، لكن هذا لا يمنع أنني أريد تغيير الأجواء واللعب في بطولة أقوى هذا طموحي ولن أتنازل عنه. لكننا سمعنا أنك تلقيت عروضا من أندية انجليزية، هل هذا صحيح؟ لم أتلق أي عرض رسمي من أي فريق، لكن مناجيري حدثني عن اهتمام عدة أندية انجليزية بخدماتي وذلك لم يتعد الاهتمام، كما تعلم سبق لي أن خضت عدة تربصات في أندية انجليزية مثل “مانشستر“ و“تشليزي“، وهذه التربصات تشهد حضور عدد كبير من متتبعي المواهب في أوروبا التي أبدت اهتماما بخدماتي بعد الإمكانات التي أظهرتها، أتمنى أن ألعب يوما ما مع أحد هذه الأندية. نعود إلى المنتخب الوطني، رأيناك تتدرب بشكل فردي، هل تعاني من إصابة؟ لا أبدا أنا لا أعاني من أي إصابة، وصلت إلى الجزائر منذ قليل (الحوار أجري مساءأول أمس) وتوجهت مباشرة إلى الفندق حيث تناولنا وجبة الغداء وقدمنا إلى الملعب، لذلك فضل المدرب أن يريحني اليوم على أن أكون حاضرا في التدريبات القادمة. هل ترى أنكم قادرون على التأهل إلى أولمبياد لندن 2012؟ نعم ولم لا، كل المنتخبات ستدخل التصفيات بحظوظ متساوية، ونحن نملك فرصا كبيرة للتنافس بقوة على الظفر بتأشيرة الصعود، خصوصا أن المنتخب مقبل على عدة تربصات ستمكن المدرب من معالجة نقاط الضعف والعمل على تحسين اللعب الجماعي. تنتظركم مباراة ودية أمام المنتخب القطري، كيف تراها؟ هي فرصة لنا لنتعوّد على اللعب مع بعضنا البعض، صحيح أن أغلب اللاعبين سبق لهم أن لعبوا سويا لكن نحن الجدد ستكون فرصة لنا للاندماج والتأقلم مع طريقة لعب المنتخب، أتمنى أن نحقق فيها نتيجة إيجابية ترفع معنوياتنا. ما هو طموح دليل بن يحيى مع المنتخب الجزائري؟ شيء بسيط مثل أي لاعب، الوصول إلى المنتخب الأول. وهل تعتبر الأمر بهذه البساطة؟ أظن أنه لا يوجد شيء صعب فبالإرادة والعمل يمكن أن نحقق طموحاتنا مهما كانت صعبة. نفهم أنك تطمح للعب مع المنتخب الأول منذ الآن؟ نعم منذ الآن ولا داعي للانتظار طويلا أستطيع أن أقدم الإضافة، أتمنى أن يتابعني الناخب الوطني وسأبرهن له أنني قادر على اللعب مع المنتخب الوطني الأول. هل من كلمة أخيرة للجمهور الجزائري؟ شاهدت طريقة تشجيع الجمهور الجزائري التي تحفز أي لاعب للمجيء إلى الجزائر، أتمنى أن نسعدهم كما أسعدهم المنتخب الأول بعد تأهله لكأس العالم، هدفنا المقبل سيكون التأهل إلى الأولمبياد لذلك نتمنى أن نراهم يملأون مدرجات الملعب.
