النشاطات الطلابية.. خبرة.. مهارة.. اتصال وتعاون    غزة: احتجاجات في جامعات أوروبية تنديدا بالعدوان الصهيوني    الطبعة الأولى لمهرجان الجزائر للرياضات: مضمار الرياضات الحضرية يستقطب الشباب في باب الزوار    استثمار: البنوك ستخفض قريبا معدلات الفائدة    اتفاقيات شراكة في إطار الرعاية الصحية: 50 منصب تكوين لنيل الدكتوراه بجامعة خنشلة    بوغالي يتوجه إلى القاهرة للمشاركة في أشغال المؤتمر ال6 للبرلمان العربي    وفاة صديقة الثورة الجزائرية "بريود أندري آليس جان"    الجزائر كندا.. 60 عاماً من العلاقات المميّزة    نحو إعادة مسح الأراضي عبر الوطن    بهدف تخفيف حدة الطلب على السكن: مشروع قانون جديد لتنظيم وترقية سوق الإيجار    42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي    الولاية تؤكد قُرب الفصل في ملفاتهم : 22 مستثمرا تأخروا في تجسيد مشاريعهم بسكيكدة    القوة العسكرية الخيار الرئيس للدّفاع عن الأرض    تجاوز عددها 140 مقبرة : جيش الاحتلال دفن مئات الشهداء في مقابر جماعية بغزة    نسرين مقداد تثني على المواقف الثابتة للجزائر    استعان بخمسة محامين للطعن في قرار الكاف: رئيس الفاف حلّ بلوزان وأودع شكوى لدى "التاس"    بطولة الرابطة الثانية: كوكبة المهدّدين بالسقوط على صفيح ساخن    إنجاز قيس مدثر مفاجأة بطولة إفريقيا للجيدو: ذهبيتا دريس وبلقاضي تضعان الجزائر في الصدارة    لقاء تونس ليس موجهاً ضد أيّ طرف    خنشلة: توقيف متهم في قضية تشهير عبر مواقع التواصل    توقيف 3 أشخاص بصدد إضرام النيران    لتموين بلديات الجهة الشمالية بالبرج: استغلال محطة الضخ وخزان جديد بمجمع المياه بالماين    الكشافة الإسلامية الجزائرية تنظم اللقاء الوطني الأول لصناع المحتوى الكشفي    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن مرافقة الدولة لفئة كبار السن    تفاعل كبير مع ضيوف مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة : بن مهيدي يصنع الحدث و غزة حاضرة    ندوة ثقافية إيطالية بعنوان : "130 سنة من السينما الإيطالية بعيون النقاد"    مهرجان الفيلم المتوسطي بعنابة: الفيلم الفلسطيني القصير "سوكرانيا 59" يثير مشاعر الجمهور    شهد إقبالا واسعا من مختلف الفئات العمرية: فلسطين ضيفة شرف المهرجان الوطني للفلك الجماهيري بقسنطينة    رئيس لجنة "ذاكرة العالم" في منظمة اليونسكو أحمد بن زليخة: رقمنة التراث ضرورية لمواجهة هيمنة الغرب التكنولوجية    مدرب مولودية الجزائر يعتنق الإسلام    منظمة الصحة العالمية ترصد إفراطا في استخدام المضادات الحيوية بين مرضى "كوفيد-19"    الرابطة الأولى: وفاق سطيف يتعثر في بسكرة وفوز ثمين للبيض وعريض للساورة    "اتصالات الجزائر" الراعي الرسمي لدورة المبارزة المؤهلة للألعاب الأولمبية 2024 بباريس    الحفاظ على الذاكرة الوطنية وإيصالها للأجيال مرهون باستخدام وسائل الاتصال والتكنولوجيات الحديثة    السيد بلمهدي يلتقي ممثلي المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف    المغرب: أساتذة متعاقدون يحتجون تزامنا مع عرض زملائهم الموقوفين على المجالس التأديبية    حج 2024 : استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    على السوريين تجاوز خلافاتهم والشروع في مسار سياسي بنّاء    تحسين الخدمات البريدية وتقوية شبكة الأنترنيت في المناطق المعزولة    استغلال المرجان الأحمر بداية من السداسي الثاني    نتائج مشجعة في الخدمات المالية والتغطية البنكية    اللقاء الثلاثي المغاربي كان ناجحا    4 أندية أوروبية مهتمة بالتعاقد مع عمورة    ميلان يفتح رسميا أبواب الرحيل أمام بن ناصر    مطالبات بتحقيقات مستقلّة في المقابر الجماعية بغزّة    بن سماعين يطالب بالتفكير في مباريات البطولة قبل نهائي الكأس    استفادة جميع ولايات الوطن من هياكل صحية جديدة    ضرورة وضع مخطط لإخلاء التحف أمام الكوارث الطبيعية    حجز 27 ألف قرص "إكستازي"    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    توقيف 48 شخصا كانوا محل أوامر بالقبض    قصص إنسانية ملهمة    "توقفوا عن قتل الأطفال في غزة"    هذا آخر أجل لاستصدار تأشيرات الحج    مدرب مولودية الجزائر باتريس يسلم    حج 2024 :استئناف اليوم الجمعة عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة    أعمال تجلب لك محبة الله تعالى    دروس من قصة نبي الله أيوب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوالحبيب: “كنا ضحية في موسم اللقب، مقابلتنا أمام الحمراوة أدارها حكم وهراني، والفدرالية قامت ب 1000 مقلب لتكسيرنا بسبب موقف اتخذناه”
نشر في الهداف يوم 14 - 11 - 2010

“دفعت أموالا لتلمسان ضمانا للنزاهة وحماية للأخلاقيات، ولأنهم رجال أصبحوا كلما يواجهون “الحمراوة” يكسلوهم”
“لم يسبق أن حكم عليّ في العدالة، القضية الوحيدة التي أدنت فيها كان فيها تزوير، الملف سيفتح وهناك رؤوس ستستقط”
“انهزمنا أمام مولودية وهران بحضور 80 ألفا من أنصارنا وتلقيت التهنئة من 9 وزراء و6 جنرالات”
في الجزء الثاني من الحوار الذي أجريناه مع محمد بوالحبيب في بيته بحي بوشامة (شومان دي دام) بحضور والدته الكريمة أطال الله عمرها، تحدث عن أمور كثيرة لاسيما الكلام الكثير الذي قيل عن رفع شباب قسنطينة الأرجل لصالح اتحاد العاصمة صيف 1996 حتى يمكنه من الفوز باللقب، كما تحدث أيضا عن موسم التتويج ورد على بعض التهم مؤكدا أن فريقه كان ضحية وليس متهما، رغم أنه لم ينف أنه قدم أموالا لفرق أخرى حتى تفوز على منافسه على تاج البطولة مولودية وهران.
- في موسم 94-95 أنهيتم البطولة في المرتبة الخامسة التي كان يمكن أن تكون أحسن بسبب مشكل إداري، أليس كذلك؟
— أتذكر أنها كانت المباراة الثالثة في الموسم، سافرنا إلى العاصمة لمواجهة النصرية وفزنا بهدف لصفر، قبل أن نتلقى ضربتين، خصم نقطتين من رصيدنا على البساط بسبب الاحترازات (الفوز كان يحتسب بنقطتين) بالإضافة إلى خسارة بونعاس مدة 6 أشهر، وواصلنا بعدها دون ظهير أيسر، حيث حولنا لاعبا من وسط الميدان إلى هذا المنصب، في ذلك الموسم أتذكر أن الفريق المكون من لاعبين مجهولين بالنسبة للجميع عوض نقص الخبرة بالتربصات الكثيرة، إثنان في الجزائر وواحد في تشيكوسلوفاكيا، شباب قسنطينة كان رائدا في كل شيء، بعدنا أصبحت المولودية، اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل تتربص في المكان الذي دشناه وهو “نيمبورغ”، كما أعلمكم أني أول من منح الفرصة لمدرب كبير جدا في الجزائر، وأسألوه.
- من هو؟
— بوعلام شارف، الذي كان مروره على الفريق مهما جدا، لأنه حضر شباب قسنطينة في 3 أشهر ولعب 4 أو 5 مباريات رسمية، لكن ظروفا خاصة وأمورا جانبية خاصة الضغط الشديد، بالإضافة إلى التزاماته لأنه كان يدرس في المعهد التكنولوجي لعلوم الرياضة ببن عكنون جعلته يغادر، أول فريق دربه هو شباب قسنطينة رغم أنه جاء دون أن يشرف لا على فريق من الجهوي أو الولائي ولا حتى فيما بين الأحياء، بوعلام برهن أنه مدرب كبير والتحضيرات التي قام بها كانت مفيدة، حيث أصبحنا نفوز في آخر ربع ساعة حتى لما غادرنا.
- لماذا غادر بالتحديد؟
— أمور خاصة لا يتسنى لنا الدخول فيها، كان هناك مدرب آخر إلى جانبه، وبالإضافة إلى هذا الأمر الضغط كان شديدا عليه وهو الذي كان حديث العهد بالتدريب، فوجد نفسه يلعب كل لقاء أمام الآلاف.
- بعد أن غادر شارف كيف تصرفتم؟
— لم يكن علينا ضغط شديد لأننا كنا بصدد لعب البقاء، كنا نفوز في قسنطينة، وخارجها نتعادل سلبا أو نخسر بصعوبة، هزائمنا كلها كانت (1-0) وبكرات ثابتة، لم يسبق لأي فريق أن دخل إلى منطقتنا وسجل والأرشيف لا زال موجودا، يمكنكم أن تسألوا، أتذكر هدف شبيبة القبائل حيث كانت هناك ركنية قبل 3 دقائق عن نهاية اللقاء، عمروش دون مراقبة في القائم الأول وضع الكرة في الشباك، حتى فريق ليفربول لم يكن بإمكانه أن يدخل إلى منطقتنا “ضربة – ضربة” ويسجل علينا.
- المدرب عاشور نجار واصل بمفرده.
— نعم، بعد 5 جولات غادر بوعلام شارف، وأكمل عاشور نجار الموسم وحده، أكملنا الموسم في المرتبة الخامسة وإذا أضفنا النقطتين اللتين خسرناهما على البساط الأخضر بالاحترازات، كان يمكن أن نجد أنفسنا في المرتبة الثانية ونلعب بالتالي كأس “الكاف”.
- في الموسم الموالي 95-96، بدأتم التركيز على البطولة، وقمت ببعض الاستقدامات، ماذا كان الهدف منها؟
— جلبنا الفلسطيني حاج منصور أولا، وبالمناسبة لو تقرأ أسماء كل المدربين الذين تعاملت معهم تجد أن معظمهم توج من قبل، فلما جلبت في أول موسم لي بوعراطة فلأنه حمل قبل ذلك بموسمين لقب البطولة مع “الموك”، كما أمنحك اسم مدرب كنت قريبا جدا من استقدامه... هل تعرفون من هو؟
- من؟
— إنه سعدان، تفاوضت معه في بيته بالعاصمة، كان يريد المجيء لكنه كان مرتبطا بعقد في المغرب مع الوداد، فاقترح عليّ بوعلام شارف قائلا: “إنه تلميذي، ولكنه يملك مستواي، لم يدرب فعلا من قبل لكن أنصحك بتجريبه ولن تندم”، الموسم الموالي جلبت حاج منصور الذي توج باللقب قبل ذلك مع اتحاد الشاوية، ثم في موسم اللقب استعنت بحنكوش الذي فاز بكأس الجزائر مع مولودية وهران، ثم جلبت سعدان في آخر موسم لي بعد أن أنهى عقده في الوداد البيضاوي حيث أوفى بعهده لي، اختيار المدربين لم يكن اعتباطا، وهذه المرة مثلا مجيء خزار لم يكن من باب الصدفة، “ماغمضناش عينينا ودخلنا يدنا في الشكارة“.
- نعود إلى الموسم الذي خسرتم فيه باجي، حيث عوضته بلاعبين آخرين، كيف كانت الأمور وقتها؟
— حافظت على القاعدة الأساسية للفريق، وطعمتها ببعض العناصر، جلبنا غولة ولاعبي آمال سطيف، كانوا يملكون لاعبين في المستوى، ولكنهم لم يحظوا بفرصة اللعب في الفريق الأول إلا في نهاية موسم 94-95 بسبب المشاكل التي وقعت في عهد الرئيس جمال مدني، لما انتهى الموسم لجأ الوفاق إلى الاستقدامات في وقت أنني ذهبت إلى هؤلاء وجلبت أخ تريباش الذي كان لاعبا ممتازا في محور الدفاع، كان هناك أيضا عزوق، بالإضافة إلى بورحلي الذي كان لاعبا احتياطيا لم يلعب كثيرا معنا، لكن في اللقاءات الأخيرة شارك وكلما يدخل كان يحدث الفارق، أتذكر ذلك وكأنه حدث أمس، لا أنسى في نهاية الموسم أننا واجهنا مولودية وهران، حيث دخل أساسيا ونال فرصته التي كان من الصعب عليه أخذها مع كاوة وياحي، والعايب كما قلت لك في لقاء “الحمراوة” كان يحمل الرقم 11، بن يعقوب سألني من هذا اللاعب فقلت إنه لاعب شاب جلبناه من سطيف فقال لي صدقني سيكون ظاهرة، احذروا أن تفرطوا فيه، قبل أن ينفجر في الموسم الموالي الذي كان موسم اللقب.
- في ذلك الموسم، هل تتذكر أنك وعدت بكأس الجمهورية؟
— صحيح، لا أنفي ذلك، لكن في النهاية اصطدمنا بمولودية وهران في لقاء يمكن أن أؤكد لك دون مبالغة أن المدرجات فيه كانت تحمل 80 ألف مناصر، يومها وراء المدرجات كل شيء كان بالأسود والأخضر، حتى في العمارات والأشجار، حقيقة “كياصة ما تطيحش”، في النهاية خسرنا (4-3) وخرج الجمهور يصفق، في المنصة الشرفية تلقيت التهاني من 9 وزراء و6 جنرالات حضروا اللقاء، ليس على مردودنا ولكن على وعي الجمهور، أتذكر في الدقائق الأخيرة أن الوالي اقترب مني وسألني، أتمنى أن لا يحصل شيء، فقلت له لا تخف لن يحصل ما تخشاه، وكان الجمهور في قمة في الوعي.
- المقابلة الأخيرة في ذلك الموسم كانت أمام اتحاد العاصمة، كلام كثير قيل وقتها عن رفعكم الأرجل لصالح المنافس الذي توج في الأخير على حساب مولودية وهران التي نددت بعدم احترام أخلاقيات اللعبة.
— أعطيك حادثة وقعت هذا الموسم تشبه ما وقع قبل 14 سنة، أضعها بين قوسين لأنني قررت أن لا احتج هذا الموسم، ملعب المحمدية مرة غير معتمد، ثم يعتمد ليلعب فيه صاحب الريادة، ثم يغلق و”الصام” تستقبل في معسكر، هنا نقطة استفهام كبيرة، هذا ما يعطيك صورة على الممارسات التي لا زالت تحصل.
- ما دخل ملعب المحمدية في مباراة شباب قسنطينة – اتحاد العاصمة صيف 1996؟
— سأكمل حديثي، أتذكر في ذلك الموسم أن البطولة حسمت بين فريقين هما مولودية وهران واتحاد العاصمة، هوية الأندية التي تسقط تحددت ولا يمكن أن أنسى ماذا فعلت الفدرالية وقتها قبل جولة من نهاية البطولة، من يشكك فيما أقول يمكنه أن يعود إلى الأرشيف للتأكد، حيث فرضت فترة راحة مدتها شهر ثم اتهموا بوالحبيب، أنا لا يمكنني أن أسدد أجرة شهر آخر للاعبي، كما أن الفوز لم يكن سيقدم ولا سيؤخر وضعيتنا حيث كنا سنبقى في المرتبة الخامسة.
- ولكن هناك أخلاقيات رغم ذلك، ما رأيك؟
— الأخلاقيات كان على الفدرالية احترامها قبل أن يتكلم أحد عن بوالحبيب، المسألة ليست في الأخلاقيات ولكن في عقلية اللاعب الجزائري، الموسم انتهى وحتى لو تعيده إلى التدريبات لا يمكنه أن يتدرب لأن ذهنه مشغول بالعطلة والصيف، من يرد أن يتحدث عن الأخلاقيات لا يمنح عطلة شهر للاعبين.
- لو لم تتوقف البطولة مدة شهر، هل كان من الممكن رؤية شباب قسنطينة يفوز على الاتحاد وتتوج بالتالي مولودية وهران؟
— بطبيعة الحال، فقد كان اللاعبون يأكلون ما يشاؤون، وبعضهم زاد وزنه وآخرون كل يوم كانوا يذهبون إلى البحر، لو لم نكن في عطلة كان يمكننا الفوز على “الحمراوة” لأننا كنا نملك فريقا جيدا، الفدرالية هي التي منحت اللقب للاتحاد، ففي فترة شهر فريقان فقط يتدربان و14 “مصيّفة”، والدليل على أن الجميع كان في عطلة هو فوز مولودية وهران على جمعية عين مليلة بسداسية نظيفة في الجولة الأخيرة، أنا لم أتمكن من أن أربط اللاعب بسلسلة وأفرض عليه أن يركز على هذا اللقاء.
- ألم تتلقوا عرضا من قبل مولودية وهران أو منحة مقابل الفوز خلال فترة الشهر التي كانت طويلة؟
— هذه أمور سرية تبقى بين مسؤولي النوادي، لا أريد أن أعود إليها لأن الملف ثقيل وكبير، وإذا عدنا إلى المشكل تجد أنني بسبب هذا المباراة خسرت 15 سنة من حياتي.
- هل من توضيح أكثر؟
— تكلمت في الصحف، وقلت من جاء ومتى وكيف، وأين قضوا الليلة، تكلمت من قبل، ومن مصلحتي أن لا أعود إلى هذا الملف وحتى لو أعود إليه فبطريقة أخرى، لا أكذب عليك، هناك أمور ظهرت حديثا، في كل القضايا المرفوعة عليّ في العدالة أعلمكم أنه لم يسبق لي أن أدنت إلا في القضية الأخيرة وهي قضية الغرامة، وقد اتضح أن فيها تزوير والملف سيفتح من جديد... حان الوقت المناسب لتسقط رؤوس.
- هل من توضيح بخصوص خسارتك 15 سنة من حياتك؟
— هناك مثل يقول “الفراخ تتقابض في السماء والدرك يجي على السبول (السنابل)”، هذا ما ينطبق علينا، لم يكن لنا من قريب أو من بعيد دخل في هذا اللقاء، الفدرالية هي التي منحت اللقب لاتحاد العاصمة لكننا “ربحنا عداوة“ ودخلت شخصيا في مشاكل لا تعد ولا تحصى، وهنا سأحكي لك قصة... التاريخ يشهد أنني في موسم اللقب لم أسافر مع الفريق خلال 3 لقاءات، كنت في إضراب، من العادة أن يضرب اللاعبون لكنني كرئيس أضربت ل 3 لقاءات.
- لماذا قمت بهذا الإجراء؟
— لأنهم جلبوا حنكوش من جديد في وقت أنني أبعدته، بعد أن استعلموه كما شاؤوا كاللعبة، لم أعارض وقلت لحنكوش ها هو الفريق، أنت هو المدرب، اذهب لتحقيق النتائج، سافر إلى العاصمة فخسر مرتين بثلاثية أمام مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، وأمام مولودية وهران بهدف نظيف، وعندما عادوا بعد هذه اللقاءات فهموا سبب الكارثة، في ملعب زبانة الملاحق شباب قسنطينة سجل هدفا قبل “الحمراوة” ولم يحتسب وبعد هدف المولودية سجل آخر دون جدوى، الحكم الذي جاء من العاصمة حاولوا الاعتداء عليه فعاد وأدار اللقاء حكم آخر من وهران، لو كنت حاضرا لكانت لدي السلطة وحتى الجرأة لرفض اللعب لأننا في المرتبة الأولى، كنت أملك تأثيرا ولدي كلمة، كما كنا في الريادة والأنظار كلها مصوبة نحونا من التلفزيون وحتى بعض القنوات الأجنبية، وما حصل في وهران عار لا يحصل في أي مكان في العالم.
- حدثت الكثير من المؤامرات ذلك الموسم، خاصة بالنسبة للسقوط، هل تتذكر؟
— اتحاد عين البيضاء في اللقاء الأخير كان يجب أن يفوز في تيزي وزو أمام شبيبة القبائل وهذا أمر لم يكن من السهل أن يحصل، أمور جهوية وقعت ربما وحساسية مع اتحاد الشاوية، في كرة القدم الكل يزايد ولكن لا أحد يملك دليلا، أن تمنح أموالا لناد من أجل الهزيمة فهذا شيء ممنوع، لكن لما تحفز فريقا آخر للفوز فهذا فعل مشروع، حيث نحفز على المنافسة الشريفة، هذا الأمر يحصل في إسبانيا وإيطاليا أيضا، كما أنه في الجزائر هناك نواد لا تملك ما تدفعه للاعبين كي تحفزهم، وحتى تجعل البطولة نظيفة يجب أن تخسر أموالا.
- هل تؤكد أن شباب قسنطينة خسر أموالا طائلة في تدعيم الفرق الأخرى؟
— ما أقوله فقط هو إن أفقر ناد في بطولة القسم الأول سنة 1997 كان شباب قسنطينة، أملك كل الكشوف البنكية والوثائق، تلقينا في ذلك الموسم مليارا و200 مليون في شكل مساعدة من البلدية والولاية ولم نصرف سوى مليارين و200 مليون، لم أدفع أي سنتيم من جيبي، سيرت البطولة بأموال السلطات زائد مليار و100 مليون من الملعب، في وقت كانت معنا فرق صدقني وأقسم بالله العظيم أنها صرفت 3 أضعاف ميزانيتنا.
- قبل جولة من نهاية البطولة هنأت مولودية وهران باللقب وقلت لهم “مبروك”، لماذا فعلت ذلك؟
— مولودية وهران كانت “لاصقة فينا“، باركت لهم حتى ينسونا قليلا، لو لم أقل لهم مبروك لكانوا قد بقوا منشغلين ب “سوسو“، في تلك الوضعية ورغم أننا كنا في المرتبة الثانية إلا أنني عرفت كيف استعمل الكلمات، رغم أن جمهورنا لم يتقبل ما قلته، أقول إنك في الجولة 29 وفي المرتبة الأولى تسافر إلى تلمسان، تفوز وتحصل على اللقب، ولا تسمع لا بشباب قسنطينة ولا بغيره، لكن عندما تكون في بطولة مصيرها متعلق بك، فإنه في نظري لا يمكن أن “يلصقوها” في طرف آخر، لو كنت في نفس وضعيتهم أقسم أنني كنت سأفوز بها ولو كنت سألعب أمام بوكاجنيورز الأرجنتيني على أرضية ميدانه في بيونس آيرس.
- لم يفوزوا باللقب لأن بوالحبيب منح أموالا لوداد تلمسان وحفزهم على تحقيق تعادل أو فوز يمنح “السنافر” البطولة، هل تنفي ذلك؟
— حتى لو تدخلت وحفزتهم، فذلك من أجل حماية كرة القدم وإبقائها نظيفة، قدمت لهم الأموال وكانت حلالا، لو أخذوا من مولودية وهران لكانت تلك رشوة، أليس هكذا؟ هذا لا يمنع أن وهران كانت قادرة على أن تحفز لاعبيها وتفوز بالمقابلة كيفما كانت الظروف فهي 90 دقيقة فقط كانت تفصلها عن اللقب، مادامت لم تفز رياضيا فليست أهلا لأن تكون بطلا للجزائر، مولودية وهران لعبت على بعد 100 كلم فقط أمام الوداد الذي كان مركزا على الكأس وقتها ولم تفز عليه، وهنا لا يمكن أن يلوموا بوالحبيب، وعلى فكرة، الفدرالية وضعت أمامنا 1000 عقبة حتى لا نفوز باللقب، كيف يعقل أن تبرمج الجولة الأخيرة من البطولة 3 أيام بعد مباريات الكأس والوداد كما قلت كان متأهلا، لهذا كانوا يفكرون في اللعب بالفريق الثاني، وكأنهم قالوا لمولودية وهران تفضلوا اللقب كهدية.
- من تتهم في الفدرالية (التسمية السابقة قبل الاتحادية)؟
— من قام بالبرمجة، حتى تكون البطولة نظيفة يجب أن يلعب وداد تلمسان أمام مولودية وهران بكل لاعبيه، وحتى اتحاد العاصمة كان يفترض أن يلعب بكل لاعبيه أمامنا، لكنهم تعمدوا هذه البرمجة من أجل عرقلة فريقي، “دارولنا 1000 مقلب” حتى لا نفوز باللقب منها هذا، فكيف يعقل أن تلعب البطولة يوم الخميس والكأس يوم الأحد؟
- لكنك حتمت على وداد تلمسان اللعب بالأكابر؟
— موقفي كان موقف جزائري، أنا فرضت على تلمسان أن تلعب بالأكابر، حيث استغليت المشاكل السابقة والصراعات القديمة بين الفريقين وقمت بدوري، التلمسانيون كانوا رجالا، وكما يقال الإنسان الفحل ينجح، الوداد لم يكن يملك أي لقب لكن في الموسم الموالي نالوا كأس الجزائر، ومن يومها أصبحوا الشبح الأسود لمولودية وهران، “وكي يحكموهم يكسلوهم”.
- كيف ترد على من يقول إن اتحاد العاصمة منحكم نقاط الفوز ورد لكم جميل الموسم الذي قبله في المباراة الأخيرة ببولوغين، ما مكن الشباب من الفوز باللقب؟
— “مهابل”، ومجانين من يقولون إن اتحاد العاصمة منحنا النقاط الثلاث ورفع الأرجل، عودوا إلى التشكيلة التي لعب بها، ستفهمون هل منحونا اللقاء أم لا، اتحاد العاصمة لعب بالأشبال والأواسط، لأن مباراة في الكأس كانت تنتظره.
- لماذا في نظرك جاملت الفدرالية وقتها مولودية وهران وأرادت منحها اللقب؟
— اتخذنا قرارا أن لا نسير في طريق معين، فأرادوا تكسيرنا، لا داعي لذكر التفاصيل، هي أمور غير رياضية، وعلى كل في ذلك الموسم حدثت عجائب وغرائب حتى لا نفوز باللقب.
- هل تنقلت إلى تلمسان قبل اللقاء مثلما كتبت الصحف أم لا؟
— أقسم أنني لم أدخل تلسمان في حياتي سوى مرة واحدة، يمكنكم العودة إلى ملفات الشرطة على مستوى فنادق تلمسان لمعرفة الحقيقة، ستجدون أن زيارتي كانت مرة واحدة لما واجهتهم على ميدانهم.
- نعود إلى الموسم الذي سبق اللقب، هل اللقاء الذي انهزم فيه الفريق على ميدانه هو الذي كان سببا في العلاقات الطيبة التي تربط إلى اليوم شباب قسنطينة باتحاد العاصمة؟
— صدقني وبكل صراحة، منذ اليوم الذي ترأست فيه الفريق أوجدت علاقات طيبة مع كل الفرق، لأنه في السابق فريقنا كانت لديه سمعة سيئة رغم أنه ناد كبير إلا أنه كان هناك مشكل “تاع القباحة”، الأنصار يقولون عنهم أينما يذهبون يحدثون المشاكل والفرق التي تزور قسنطينة تتعرض إلى الاعتداءات، أنا أول شيء فعلته أنني جعلت كرة القدم تلعب بالأقدام وليس بالقوة الجسدية، واتحاد العاصمة من بين الفرق التي كنا نملك علاقات طيبة معها، حسب ما أتذكر لم يسبق أن كان لنا مشكل مع أي فريق، رغم أنه من تقاليد الكرة الجزائرية في سنوات التسعينيات ما كان يحصل في غرف حفظ الملابس، خاصة في لقاءات الضغط الشديد، لكن هذا لم يحصل لنا لا في قسنطينة ولا خارجها، وصلنا درجة أننا كنا نسدد فواتير الفرق التي تزورنا.
- الدليل أنك كنت تملك علاقة طيبة مع ياحي في وقت أنه كان عدوا لدودا لشباب قسنطينة، هل تؤكد هذه المعلومة؟
— ياحي كان عدوا بالنسبة لنا، لكنه أصبح من أعز أصدقاء الفريق، إلى اليوم وبعد كل لقاء يتصل بي ويهنئني، من العادة أن مبارياتنا أمام الشاوية دائما فيها المشاكل لكن لعبنا أمامهم وفي كلا اللقاءين كانت هناك مأدبة قبل وبعد اللقاء.
- بسطت سيطرتك على الساحة وصار لك تأثير وكان ياحي يملك سطوة بما أنه جاء مجهولا وحقق لقبا لفريقه، هل تعملت منه أو تعلم منك بما أنكما كنتما صديقين؟
— عند صعودنا إلى القسم الأول، كانت هناك جمعية لرؤساء أندية النخبة، كان يترأسها المرحوم تيحانوتي رئيس شباب برج منايل، في أول اجتماع لي مع الرؤساء كنت أصغرهم حتى أن تيحانوتي طلب أن أجلس قربه، من يومها صنعت مكاني وسطهم، حيث كنت أعرف كيف أتكلم، متى وماذا أقول، كنت أدافع عن مصالح الأندية، لا أخاف من أحد، كان لدي تأثير في الساحة رغم صغر سني لأنني ببساطة كنت أقود فريقا كبيرا، وعن سؤالك فقد كنا رؤساء فرق الشرق مثل الأخوة، بن بودريو رئيس اتحاد عين البيضاء، دميغة في الفريق الجار، زياد في جمعية عين مليلة، بوعبد الله في شباب باتنة نسجنا كلنا علاقات أخوة، لماذا، لأن أصعب اللقاءات هي مباريات “الداربي” أمام هذه الفرق، الهدف الأول كان التقليل من العنف وإزالة كل التصرفات غير الرياضية، عندما تكون العلاقات جيدة، الرئيس يخجل ويستقبلك بطريقة جيدة، ونجحنا في ذلك رغم أن العادة تقول إن مباريات الشباب أمام جمعية عين مليلة يجب أن يكون فيها قتلى وجرحى وقد قمنا بأشياء لا يعرفها كثيرون، الصحافة وقتها لم تكن تتابع جيدا ولدي أمثلة.
- تفضل نحن في الاستماع.
— كنا كرؤساء نتدخل ونحل مشاكل بعضنا البعض في الفرق، مرة تنقلت إلى باتنة بعد أن أضرب لاعبو “الكاب” حيث استنجد بي بوعبد الله، وجلست معه في الاجتماع، تكلم هو ثم نائبه ثم أنا، حيث خاطبت لاعبي شباب باتنة رغم أنني منافسهم وألعب معهم في بطولة واحدة وأواجههم في الجولات القادمة، تكلمت مع اللاعبين وحتى قشير عبد العزيز لا زال يتذكر الحادثة، في نهاية الاجتماع سلم علي وقال لي أنت مشكور وما قمت به لم يسبق أن شاهدته في حياتي.
- هل عدل لاعبو “الكاب” عن الإضراب، وإذا حصل ذلك وقتها، ماذا قلت لهم؟
— نعم تراجعوا عن الإضراب، قلت لهم المباريات القادمة ستتلقون أجوركم التي هي تحصيل حاصل، لكن لو تغيبوا فستضيعون النقاط وحتى الأموال، اقترحت عليهم إضرابا على الطريقة اليابانية، في وقتنا كرؤساء رفعنا المستوى إلى الأعلى، لم تعد تحصل أي مشاكل، الجمهور أصبح رياضيا والعلاقات أطفأت نيران الحقد والكراهية.
- نتكلم عن موسم اللقب بعد أن تكلمنا عن نهايته، كيف حضرتم له، وكيف كانت الحركية قبل بداية الموسم؟
— يجب أن نتكلم قبل كل شيء عن التخطيط الذي قمت به منذ سنة 1993، كان هناك صحفي يسمى طافر الذي زاول بعدها مهاما في الفريق، أجرى معي حوارا لا زال بحوزتي إلى اليوم، قلت له فيه، الهدف هو أن أحصل على لقب قبل أن يصبح عمر النادي قرن، والحمد لله حصلنا على اللقب قبل سنة من ال 100، اللقب حضرنا له ل 3 سنوات والدليل على ذلك التركيبة البشرية، هناك لاعبون لم يتغيروا، مثلا لعور، بونعاس، دني، كاوة، ياحي، العايب وغيرهم كانوا لدي مع لمسة على مستوى الاستقدامات، وأنت مثلا تعرف جيدا وفاق سطيف الذي يحقق النتائج بفضل استقرار تعداده، هذا ليس شيئا سهلا خاصة لما تنهي البطولة دائما في المراتب الأولى، أصبحت لدينا الخبرة والتجربة، ومجموعة لأن البطولة تلعب بأسرة واحدة، يمكن أن يكون لك أفضل اللاعبين ولكن يصعب أن تكون لك مجموعة، كما اكتسبت رفقة طاقمي خبرة التسيير المالي.
- قليلون من الجيل الجديد يعرفون أن الشباب لم يقم باستقدامات كبيرة في موسم اللقب، هل تؤكد ذلك؟
— لم أقم بانتدابات كبيرة، جلبت بن عمارة وحدادة فقط، وحتى عمران جاء في “الميركاتو”، قوتنا كانت في حفاظنا على أهم لاعبينا، اليوم هناك فرق تسير ب 40 و50 مليارا ولا يمكنها المحافظة على لاعبيها.
- التحضيرات كانت في بولونيا باقتراح من بوفاس، لكنك كنت ضد الفكرة، هل تتذكر؟
— كانت لدينا تقاليد في شباب قسنطينة، أننا أول من يبدأ التحضيرات في الجزائر، حيث بمجرد نهاية الموسم نمنح البرنامج للاعبين، مثلا يوم 15 جويلية نقول للاعب “تأتي ومعك الحقيبة ولا يجب أن تفهم أكثر من هذا”، بدأنا التحضير بالمدرب المحلي بوفاس في البداية حجزت في تشيكسلوفاكيا، ولكن المدرب كان له رأي آخر وطلب الذهاب إلى بولونيا، فقلت له إن عليك تحمل المسؤولية فوافق، وغيرنا الحجز وتنقلنا، بعدها عسكرنا في الجزائر، وفي ذلك الوقت بوفاس لم يكن يملك خبرة كبيرة فجاءتني فكرة أن أدعم الطاقم الفني، وجلبت حنكوش مدربا رئيسيا.
- لماذا غيرت قناعتك ولجأت إلى حنكوش؟
— كان يلزم مدرب له خبرة ألقاب، لا يمكن أن تغامر بمدرب لم يسبق أن توج من قبل بمفرده، جاء حنكوش وعمل إلى جانب بوفاس، هذا الأخير في المباراة الثانية فضل الانسحاب، والسبب أن الضغط كان شديدا عليه لأن مدربا من قسنطينة دائما يجد صعوبات هنا، الانطلاقة كانت عادية قياسا بالتعداد لكن في نظري الشباب قام بأحسن انطلاقة معي، 7 مباريات دون هزيمة، كما أكملنا مرحلة الذهاب في المرتبة الأولى مناصفة مع اتحاد الحراش ومولودية وهران وأتذكر أن رصيد الجميع كان 27 نقطة.
- في العودة، كانت هناك مرحلتان، الأولى ممتازة والثانية عرف فيها الفريق تراجعا رهيبا وكان قاب قوسين من تضييع اللقب.
— كانت تنتظرنا أول مباراة في العودة أمام نصر حسين داي، وحصل لنا مشكل حيث بدأ اللاعبون يطالبون بالعلاوات والأجور، فاجتمعت 3 أيام قبل المباراة بهم، كنا نملك 27 نقطة وفي البطولة كان من المفترض لمن يجمع 33 نقطة أنه حقق البقاء، أجريت اجتماعا في نزل “مرحبا”، في البداية سألت العايب، سي سليم منذ 3 سنوات وأنت معي، هل سبق أن انتهى الموسم ولم تنل مستحقاتك؟ فنفى، ثم قلت له، أحيانا عندما لا نسدد مستحقاتكم في الموسم، في نهايته تتلقى أموالك أم لا؟ فأجاب بنعم، سألت 5 أو 6 آخرين منهم بوريدان، قبل أن أؤكد أن الكرة ليست صناعة، وأننا لا نبيع منتجات ونستفيد من مداخيلها، قلت لهم يجب أن تكون هناك نتائج وتدبر الأموال من صلاحياتنا، المهم أنني قمت بغسيل مخ للاعبين وظننت أن المشكل طوي، رفع غولة يده وكان دوليا وقتها، قال لي، يا الشيخ نحن يلزمنا المصروف، فقلت له إنه لا يمكنني تلبية مطالبك لأن الفريق لا يملك إمكانات، فطلبت منه الانصراف ثم سألت، من له مشكل؟ فرفع يده عرامة فلقي نفس المصير، جوابي مباشرة كان إلحق صاحبك، أغلقنا بعدها الأبواب ولم أسمع صوت أي لاعب، طلبت منهم الكلام فصمتوا قبل أن أقول لهم، من الآن فصاعدا من يتكلم عن قضية الأموال “ما تفراش” لأنه يمكنني أن أكتفي باللعب على البقاء، بعدها سافرنا إلى نصر حسين داي، وحدثت قصة طريفة جدا.
- ما هي؟
— سألت غضبان السعيد، منذ متى وأنت تنتظر الفرصة؟ قال إنه منذ موسمين وهو على كرسي الاحتياط، فقلت له، امسك المنصب، وقميصك لن ينزعه عنك أحد مستقبلا، غضبان أمام النصرية كان رائعا، تقريبا كان يطير في السماء، أدى مباراة كبيرة إلى درجة أن العاصميين سألونا من أين جلبناه، وفي النهاية فزنا بهدف سجله بورحلي.
- ثم عاد اللاعبان من جديد؟
— نعم، بعد أن أظهرا نية طيبة، وعقب تدخل زملائهما، كنا نتدرب يوم السبت في جبل الوحش، وقد وجدنا عرامة وغولة يرتديان بدلة التدريبات وينتظران الفريق قبل اللاعبين (يضحك)، بعد هذه الحادثة طويت مشكل المستحقات نهائيا.
- كانت هناك هزائم في مرحلة العودة أمام المولودية (3-0)، شباب بلوزداد (3-1) ومستغانم (4-3)، ماذا وقع حتى تعرض الفريق لذلك الانهيار خارج القواعد؟
— حصل مشكل حنكوش الذي كان مفتعلا، إلى غاية 31 ديسمبر كان قد نال مستحقاته، ورغم ذلك جاء يطالب بالشطر الثاني في وقت أننا كنا يوم 27 أو 28 من ديسمبر فرددت عليه، هل تدين لي اليوم؟ فقال لا، لأرد بعدها، عندما تصبح مدينا لي تكلم، لا يمكن أن تطالب بأموال أنت لا تدين بها، وقد عرفت أن هناك أياد خارجية في الموضوع، هناك أناس بين قوسين “مراض”، وشباب قسنطينة لا يعجبهم تماما لما يكون في أفضل أحواله، أوجدوا لنا مشاكل، من بين المشاكل التي أوجدوها مشكل حنكوش الذي راح ضحية، لأنه كان لعبة في أيديهم يوجهونه مثلما يريدون، لقد كان في وضعية جيدة والكل يحبه في البداية، في فريق كبير منحه فرصة البروز ومن المفترض أنه هو من كان سيتوج باللقب.
- هناك من استعمل حنكوش إذن؟
— أطراف من المعارضة استعملته، وأكملنا البطولة بدونه، وحتى بعض اللقاءات لاسيما الثلاثة الأولى في مرحلة العودة لم يكن هو المدرب الرئيسي فيها، كان يعود إلى وهران، ثم نلتقيه في العاصمة، لا يحضر التدريبات، لأن أمورا غير رياضية حصلت وقتها، وحتى أمورا خطيرة، لأنه كما قلت لك كان لعبة في يد البعض.
- كانت هناك استقالة ثم عاد فغادر من جديد، ماذا كان يحصل بالضبط؟
— القرار الذي اتخذته من البداية هو الإقالة، كنت أريده فقط أن يكمل إلى غاية الفترة التي تلقى فيها مستحقاته المالية، أتذكر أنه طالبني بالشطر الثاني فكان جوابي له مباشرة، من قال لك إنني سأكمل بك مرحلة العودة؟ وكنت أقصد ما أقول لأن إنسانا يحتج على مستحقاته التي لم يحن وقتها، وهو في المرتبة الأولى، يبحث عن المشاكل أو يريد أن يخدم أطرافا أخرى.
- كنت قد تكلمت أنت وقتها مع الأنصار وقلت لهم عليكم الاختيار بين البطولة أو حنكوش، في اجتماع طارئ.
— قلت هذا الكلام في شهر رمضان، كنت رائدا بفارق 12 نقطة عن الثاني، ومع ذلك حاربني بعض السياسيين الذين أرادوا استغلال الفريق لأنه في سنة 1997 كانت هناك انتخابات، كانوا يريدون خلافتي وتسيير “سي.آس.سي” على الأريكة رجلا على رجل، لأن الفوز بلقاءات قسنطينة كان يمكنهم من التتويج، أقصد جماعة “بن” و“بن” التي بحثت عن أمور لارياضية حيث حاولت سحب البساط من تحت قدمي، أنا لم يكن واردا تماما أن أترك أحدا يستغل الفريق وأنا على رأسه لأهداف ما عدا الهدف الرياضي، هؤلاء الناس ذهبوا إلى الانتخابات، منهم من نجح ولكن النتيجة المهمة هل تعرف ماذا كانت؟
- ماذا؟
— سيروا الأمور بطريقة كارثية وأثبتوا أنهم ليسوا أهلا لا للرياضة ولا للسياسة، لم يحقق أحد منهم مشوارا سياسيا وهم اليوم في الركن متقاعدون.
- إذن كان هناك من حاول استغلال الفريق سياسيا خاصة أن البلاد كانت تعيش على وقع الرغبة في الخروج من عنق الزجاجة.
— أنا إنسان غير متحزب، وهذا هو المهم، هناك حزب من أحزاب التحالف أراد استعمال صورة العايب سليم على ملصقة إشهارية، توجهت إلى العايب وقلت له، إما شباب قسنطينة أو السياسة فاختار المواصلة معنا، وقطعت 40 ألف ملصقة، أجبرت مسؤولي الحزب على فعل ذلك في كل شوارع قسنطينة، لأن فريقنا أكبر من الاستغلال، وفي هذا السياق لا يمكن لجماعة “بن” و “بن” استعماله، ويومها قلت إن ذلك لن يتم إلا على جثتي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.