يبدة: “أنا في مفاوضات مع نابولي لتمديد عقدي ولدي متسع من الوقت للفصل في الأمر“

بعد الأداء الكبير والوجه القوي الذي ظهر به هداف المنتخب الوطني في مباراة المغرب، حسن يبدة، والمجهودات التي بذلها في القمة الإيطالية التي جمعت فريقه “نابولي” بلازيو روما، لحساب البطولة الإيطالية،
والتي تابعها من دون شك عدد كبير من الجزائريين بشغف وحماس، كان لنا اتصال بيبدة مساء أمس، حاولنا خلاله الحديث معه حول ما قدمه في لقاء فريقه أمام “لازيو”، ونقاط أخرى في هذا الحوار، الذي تطلب من اللاعب الصبر معنا، طالما أن المكالمة كانت من حين لآخر تنقطع بفعل رداءة الخط وهذا ما اعتذر بسببه يبدة خلال حوارنا معه.
“قدمنا مباراة رائعة أمام لازيو ومن يسمع النتيجة يدرك أن اللقاء كان هاما”
“بن شيخة على دراية تامة بالمكان الأنسب لنا لنحضر مباراة المغرب”
“لنيل لقب “سكوديتو”، علينا الفوز باللقاءات السبعة التي تنتظرنا”
“تحدثت مع مغني يومين قبل المباراة وتمنى لي التوفيق في اللقاء”
أديتم مباراة كبيرة أمام لازيو في سيناريو رائع حيث حولتهم تخلفكم في النتيجة بهدفين دون رد إلى فوز في النهاية بنتيجة (4-3)، فماذا يمكن أن تقول بعد الخروج من هذه المباراة؟
ببساطة نحن خرجنا من مباراة رائعة مثلما تقول، ما حدث أمر مجنون وبالنظر فقط إلى النتيجة النهائية نتعجب ونقول يا لها من مباراة، والأكيد أنّ من عاش هذه المباراة من الداخل ينتابه إحساس خاص وقوي. لقاءات مثل هذه يتمنى أي لاعب أن يلعبها في نهاية كل أسبوع، ما حدث لنا أمر رائع خاصة أنّ النتيجة كانت في مصلحتنا في النهاية وأتمنى أن نعاود هذا السيناريو مستقبلا.
خاصة أنه جرت العادة أن لا نشاهد نتائج كبيرة في الدوري الإيطالي، أليس كذلك؟
فعلا، لكن في لقائنا أمس (يقصد يوم الأحد) سُجّلت 7 أهداف وكان هناك لعب جميل رغم أنّ اللقاء كان هاما جدا للناديين حيث كان من الواجب أن نسجل فيه نتيجة إيجابية، الآن حققنا المهم وهو الفوز لكن بالطريقة أيضا إذ أترككم تتخيلون ماذا يمكن لأي لاعب أن يحس في مثل هذه المناسبات، إنه شعور رائع.
كنتم متأخرين في النتيجة مرتين لكنكم في كل مرة تمكنتم من العودة في اللقاء لتفوزا به في النهاية، هذا الأمر أتعبكم كثيرا؟
هذا أمر واضح حيث لم يكن الأمر سهلا، لقاءات مثل التي لعبناها أمام لازيو يجب أن تكافح فيها من أجل الفوز وذلك ما فعلناه خاصة أن اللقاء كان في غاية الأهمية بالنسبة لنا ومن هذا المنطلق كان واجبا أن نعطي كل ما لدينا، الأمر الجميل هو أننا تمكننا منذ بداية الموسم من قلب الطاولة في عدة مباريات كنا منهزمين فيها وكانت تبدو مأموريتنا صعبة للغاية، وقد أكدنا من خلال الفوز أمام لازيو أن فريقنا يملك شخصية قوية وهذا سر قوتنا بالمناسبة.
الآن أنتم على بعد 3 نقاط من الرائد ميلان ويمكن القول إنّ نابولي لم يكن قريبا من قبل مثلما هو عليه الحال الآن من “السكوديتو” وهذا من وقت مارادونا، فهل تفكرون في هذا الأمر؟
لا أعرف إن كان بإمكاننا التتويج بلقب دوري هذا الموسم أم لا، وأعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث الآن عن هذا الأمر لأن الموسم مازال لم ينته وأمامنا 7 لقاءات أخرى من هنا حتى نهاية الدوري كما أنه يوجد كل من ميلان والإنتير في السباق. أعتقد أنه من الضروري أن نحسب للنادي الأخير حتى إن كنا نتقدم عليه في الترتيب العام بنقطتين وهذا كله للتأكيد أن لا شيء لُعب بعد.
لكن 3 نقاط عن ميلان فقط تجعل اللحاق به ممكنا، أليس كذلك؟
على الورق أشاطرك الرأي لكن في الميدان الأمر لن يكون سهلا لأن الأمر يتعلق بنادي ميلان الكبير، يجب أن نكون أقوياء حتى النهاية حيث دخلنا الآن مرحلة الحسم ومن يتعثر قد يجد نفسه خارج السباق.
هل فيما بينكم أنتم اللاعبون تمزحون في غرف حفظ الملابس وتقولون: “لدينا الإمكانات من أجل اللحاق بميلان”؟
لا، نحن لا نفكر في هذا الأمر حاليا، الأمر الوحيد الذي يشغل بالنا حاليا هو لقاؤنا القادم حيث أننا نفكر لقاء بلقاء، ومثلما قلت لكم من قبل الموسم لازال لم ينته حيث مازالت أمامنا 7 مباريات وهو ما يؤكد أن كل شيء سيُلعب إلى غاية الجولة الأخيرة.
لكنكم ضمنتم مشاركة في منافسة أوروبية الموسم القادم وهذا يبقى إنجازا في حد ذاته.
أكيد حيث أننا ضمننا بنسبة كبيرة مشاركة في رابطة الأبطال الأوروبية الموسم القادم وهذا أمر لا يستهان به، سنعمل على تسيير بقية المشوار لقاء بلقاء، بصراحة نحن لا نضع ضغطا إضافيا على عاتقنا ولا نطرق كل الأبواب من أجل القول إننا سنلعب من أجل اللقب، نحن نفكر في اللقاء القادم أكثر من لقب الدوري.
في مباراة كهذه، من دون شك أنه كانت لديك أحاسيس مشابهة لتلك التي كانت لك في مباراة الجزائر والمغرب، أليس كذلك؟
(يضحك) نعم، هذا صحيح، فقد كانت مباراة مليئة بالضغط، والعصبية أيضا، وقد عشناها على الأعصاب، أعتقد أنها كانت أجواء رائعة، لهذا أعتبر أن مباراة لازيو روما تشبه قليلا لقاءنا أمام المغرب، رغم أن المنافسة مختلفة والأوضاع تختلف كثيرا، إلا أن الشيء الذي يتشابه هو في الأحاسيس التي كانت حاضرة وقوية من الفريقين، وفي النهاية يسرني أنني شهدت مباريات قوية ومليئة بالإثارة في وقت وجيز.
على اعتبار أننا نتحدث عن اللقاء، فهل تحدثت مع زملائك في الفريق حول مباراة المغرب حينما عدت إلى “نابولي”؟
نعم، لقد تحدثت حول هذا الموضوع مع زملائي وقد وجدت أن الجميع فرح كثيرا لي بالنتيجة التي سجلناها والهدف الذي سجلته، وعلى كل حال فقد كانوا سعداء من أجلي.
وهل تابعوا اللقاء؟
لا أدري إن كانوا قد تابعوا كامل المباراة أم لا، ولكن حسب ما رأيت فإنهم بقوا ينتظرون النتيجة.
أعرف أنك ستقول لي إن الوقت لا يزال مبكرا، ولكن رغم ذلك سأطرح سؤالي، زميلك “كافاني” قال مؤخرا في ندوة صحفية إنه مرتاح في “نابولي” وإنه سيضع حدا للشائعات التي تدور حول تنقله إلى “ريال مدريد”، فهل أنت تفكر في مستقبلك وما الذي سيكون معك؟
بكل صراحة، لم أحدد بعد وجهتي بشكل دقيق، لا يزال لدي شهران للتفكير في كل ذلك، سأرى ما الذي سيجري.. كما أنكم تعرفون جيدا وضعيتي في النادي، وقد تنقلت إلى “نابولي” على شكل إعارة من فريقي، وبعد ذلك سنرى ما سيحدث في وقت لاحق.
أنت من دون شك وجدت راحتك في نابولي، أليس كذلك؟
بالتأكيد، فأنا مرتاح جدا.
وهل أقترح عليك مسؤولو النادي أي شيء، بمعنى تفاوضتم أو تناقشتم في مسألة بقائك؟
نعم، كان هناك نقاش في هذا الاتجاه، ولكن حاليا نحن ندرس كل هذا بهدوء، لأنه لا يوجد شيء يدفعني لنسرع في الأمر، بل لدينا متسع من الوقت لنتفق على ذلك، ولهذا أقول إن هناك مصلحة متبادلة من كلا الجانبين ولهذا سنرى في الأمر عما قريب.
بعد نهائيات كأس العالم، أجريت تحضيرات قصيرة مع ناديك “بنفيكا”، وهذا ما جعل مستواك متذبذبا ومشاركتك غير منتظمة، ولكن بداية من شهر جانفي استعدت كامل إمكاناتك، فهل ترى أن قلة التحضيرات كانت نقمة وأصبحت نعمة عليك؟
كلامك صحيح إذا ما نظرنا إليها من هذه الزاوية، وتعتبر نعمة، ولكن في الواقع لم أجر تحضيرات كبيرة مع فريقي “بنفيكا”.. في ذلك الوقت كنت قلق جدا لأجد فريقا ألعب له، طبعا هناك أولويات، ولكن حذار يجب أن يعرف الجميع أنني ومنذ وصولي إلى “نابولي” عملت واجتهدت كثيرا لأستعيد إمكاناتي وأصل إلى مستوى أحسن يسمح لي بفرض نفسي في الفريق، وهذا كما قلت في السابق ما سمح لي بالبروز بشكل جيد وقوي منذ شهر جانفي الماضي، ومستواي تحسن كثيرا وصرت أقوى وأفضل مما كنت، وعليه يمكنني القول إن نقمة قلة التحضيرات التي أجريتها مع “بنفيكا” انقلبت إلى نعمة عليّ بعد الشعور الذي كان لي في تلك الفترة والنقائص التي كان يجب عليّ تصحيحها.
نهاية موسم مكثفة تعرفها البطولة الإيطالية، وهذا ما يعني أنك ستتأثر بذلك، فهل لنا أن نعرف إن كان باستطاعة يبدة المحافظة على حيويته إلى غاية لقاء العودة أمام المغرب في شهر جوان القادم؟
آمل ذلك، صحيح أن اللقاء ما يزال عنه وقت طويل لأفكر فيه من الآن وعن استعداداتي لهذا اللقاء، ولكنني سأبذل قصارى جهدي لأكون في الموعد وأحافظ على كامل لياقتي وحيويتي إلى غاية مباراة المغرب.
بما أننا نتكلم عن لقاء المغرب، فالمدرب الوطني السابق، رابح سعدان أشار في حديث مطول إلى “الهداف” أنه من الأفضل أن يجري المنتخب الوطني تربصه خارج الوطن، وبالتحديد في أوروبا، فرنسا أو إيطاليا مثلا، فبالنسبة إليك، ما هو المكان الأنسب للتحضير لهذه المباراة الهامة؟
بكل صراحة أنا لا أستطيع التدخل هنا وتقديم رأيي في قضية التربص، فالمدرب رابح سعدان قدم رأيه ناصحا، ولأنه يعرف جيدا البيت، ولكن يجب أن لا نغفل أن هناك مدربا في مكانه، عبد الحق بن شيخة والأمر متروك له ليحسم في المكان الذي ستجري فيه المجموعة إعدادها لمباراة المغرب، وهو أدرى بما يقوم به.
بغض النظر على نتيجة إفريقيا الوسطى، فإن الجزائر عودتنا على جلب نتائج إيجابية من خارج الديار، فهل ستعيدون الصورة من جديد هذه المرة؟
هذا ما نأمل أن يتحقق، فالمنتخب جلب العديد من النقاط من خرجاته في مشواره السابق التأهيلي لكأس إفريقيا مثلما كان عليه الحال في دورة 2010، ومادمنا قد بعثنا آمالنا في التأهل من جديد، فالفرصة مواتية لنا لتأكيد ما قمنا به وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا لنجسد رغبتنا في التأهل.