روراوة: "القرعة ساعدتنا بمواجهة بوركينافاسو وعلينا أن نفوز لنؤكد أننا نستحق المونديال"

"حدّدت المنح مع اللاعبين، هم يعرفون كم سيقبضون بعد التأهل والمال لا يهم، فالأهم هو كيف نتأهل" "منتخب بوركينافاسو قوي، لم يصل إلى نهائي كأس إفريقيا عبثا، وغير معقول أن نستهين بمنتخب وصل إلى هذا الدور" كان رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة سعيد للغاية بمواجهة الجزائر لمنتخب بوركينافاسو مع الاستفادة من لعب مباراة العودة في البليدة، وكانت سعادته أكبر لأن الجزائر تفادت التباري مع مصر وهو ما يعني تفادي مشكلة جديدة. مباشرة بعد القرعة كانت ل "الهدّاف" ووسائل إعلام أخرى وكثيرة جدا فرصة محاورة روراوة لأكثر من ساعة، فأجاب على تساؤلات الجميع بصعوبة كبيرة لأن الرجل كان مطلوبا بشكل لا يمكن تصوره..
بداية ما هو أول انطباع لك على عملية القرعة؟
القرعة كان يمكن أن تحمل لنا أي منتخب من الاحتمالات الخمسة الموجودة، وفي كل الحالات نحن جاهزون لبوركينافاسو مثلما كنّا مستعدين لكل المنتخبات.
بداية لماذا كان العناق بينك وبين أبو ريدة بعد نهاية القرعة؟
(يضحك) لأن أبو ريدة صديقي وأخي ولأن الجزائر تفادت مواجهة مصر في المباراة الفاصلة، لم نكن بحاجة إلى لقاء من هذا النوع والحمد لله سنواجه منتخب بوركينافاسو في لقاءين وسنحاول التأهل والتواجد في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي والرابعة في التاريخ.
هاني أبو ريدة أكد أنه كان يدعو الله أن لا تقع الجزائر مع مصر، هكذا ما كان يقوله للصحفيين الآن، فماذا عنك؟
نفس الشيء، كنت أدعو الله أن لا تتكرر هذه المواجهة من جديد، لأنني أريد الحفاظ على علاقتنا الأخوية معهم بعد أن تأثرت بما وقع من أحداث محزنة في 2009، وقد استجاب الله سبحانه وتعالى لدعواتنا ولم تحصل هذه المواجهة، وهي فرصة للمنتخبين لتحقيق التأهل بالنسبة لنا أمام بوركينافاسو ومصر أمام غانا.
شاهدناك سعيدا بعد نتيجة القرعة ووقوع الجزائر أمام بوركينافاسو، هل من تعليق على السبب؟
لا، لست سعيدا، لكنني أكون سعيدا جدا يوم نتأهل إلى المونديال، ربما السعادة أن المنتخبات العربية لم تلتق بعضها في المباراة الفاصلة وهذا أمر جيد ويضمن للمنتخبات الثلاثة فرصا كبيرة للتأهل، إذ يعرف الجميع أننا ننتمي إلى منطقة تشمل 5 بلدان هي مصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب وكل هذه المنتخبات تلعب فيما بينها لقاءات ساخنة من نوع داربي، لهذا كنا ندعو أن لا تكون هناك مباريات عربية – عربية وهو ما حصل.
وما رأيك في منافس الجزائر على تأشيرة المونديال منتخب بوركينافاسو؟
القرعة ساعدتنا على أساس أننا سنواجه بوركينافاسو، لكن يجب أن لا ننسى أن هذا المنتخب قوي ويملك إمكانات كبيرة، كما أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن نستهين بمنتخب وصل إلى المرحلة الأخيرة والحاسمة، لن أكشف سرا إذا قلت إن هذه المنتخبات العشرة تستحق التّأهل والمرور والمشاركة في المباراة الأخيرة والفاصلة، وأعتقد أن الحظوظ متساوية بين كل المنتخبات والميدان سيحدد من يتأهل في النهاية.
لعب مباراة العودة في تشاكر، هل تعتقد أنه سيكون في مصلحة "الخضر"؟
لست من الأشخاص الذين يؤمنون بأن الأفضلية تكون للمنتخب الذي يلعب لقاء العودة على أرضية ميدانه، فقد تأهلنا إلى كأس العالم الأخيرة في جنوب إفريقيا خارج الدّيار عندما واجهنا مصر في السودان، لهذا كل شيء وارد في لعبة هي ليست علوما دقيقة.
من هو الشخص الذي كنت على اتصال به بعد التعرف مباشرة على منافس الجزائر؟
أكيد أنه المدرب وحيد حليلوزيتش لأنه كان يتابع مباشرة عملية القرعة عبر التلفزيون، كما تكملنا هاتفيا إثر تعرفنا على أن منتخب بوركينافاسو هو الذي سيكون في طريقنا للتأهل.
هل كان مرتاحا بعد نتيجة القرعة؟
نعم كان مرتاحا، فقد تعرف الآن على منافسه وزال التوتر، لكن بالنسبة لنا بوركينافاسو أو غانا أو مصر أو كوت ديفوار، هو منتخب يجب أن نحترمه لأنه لم يصل إلى هذه المرحلة عن طريق الحظ، بل بعد جهد وعناء ومستويات قدمها خلال التصفيات، تبقت أمامنا 180 دقيقة علينا أن نقدم خلالها كل شيء لضمان التأهل واقتطاع تأشيرة العبور نحو المونديال، كما لا ننسى أن هذا المنتخب وصل إلى نهائي كأس إفريقيا الأخيرة وهذا لا يتحقق عبثاً.
كيف ترى حظوظ الجزائر في التأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي؟
من المؤكد أنني أتمنى أن يكون التوفيق حليفنا وأن نتأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي، المرحلة المقبلة صعبة جدا، وقد تكلمت مع الأصدقاء وقلت لهم إنّ المباراة المقبلة في كل الحالات وضعها صعب للغاية لأنها تأتي في ظرف أيام ولا نعرف ما الذي سيحصل في الأيام القليلة المقبلة، كما أن كرة القدم ليست علما دقيقا وكل شيء قابل لأن يحصل على الميدان، وشخصيا مقتنع بأن كل من وصلوا إلى هذه المرحلة سيبذلون كل جهدهم لأجل التأهل، لهذا فإني متأكد من شيء واحد.
ما هو؟
أن المباريات الخمس المقبلة ستكون على قدر كبير من الصعوبة والتعقيد، لن يكون هناك لقاء سهل.
كيف سيكون التحضير للقاء بوركينافاسو؟
نحن الآن بانتظار تاريخ مباراة الذهاب التي يحدّدها منتخب بوركينافاسو على اعتبار أنه من سيستقبلنا في أكتوبر، ومباراة العودة ستكون في الجزائر ونحن سنختار التاريخ، وعلى أساس هذا الأمر نحاول ضبط برنامج عملنا وتحضير أنفسنا.
هل تؤكد أن لقاء العودة سيجري يوم 19 نوفمبر بمعنى في آخر يوم من أيام "الفيفا" لاستغلال كل الأيام للتحضير للقاء؟
نعم اؤكد لكم أننا سنلعب مباراة العودة يوم 19 نوفمبر في تشاكر.
هل ترى أن معرفة لاعبي المنتخب الوطني بملعب بوركينافاسو الذي واجهنا عليه مالي وخسرنا (1-2) ستكون في مصلحتهم؟
لا أدري إن كان مسؤولو الإتحاد البوركينابي سيقرّرون اللعب في نفس الملعب، كل شيء وارد.
يعني نفهم أنك تريد اللعب في نفس الملعب ولا تأمل أن يتغيّر...
لا يهم الملعب الذي سنلعب فيها ونحن جاهزون للعب حتى في المريخ (يضحك).
لم تعطنا رأيك الحقيقي في منتخب بوركينافاسو، لست فنيا نعم لكن نريد أن نعرف رؤيتك وقراءتك له؟
كل المنتخبات المتأهلة تقريبا في نفس المستوى، كل المباريات صعبة وكل المنتخبات تملك 50 من المائة من الحظوظ سواء من يستقبل على أرضه في الذهاب أو من يستفيد من فرصة لعب العودة على ميدانه، نحن نحترم هذا المنتخب لكن هذا لن يمنعنا من اللعب لأجل الفوز عليه حتى نثبت أحقيبنا بالتأهل.
هذا النوع من المباريات على أي تفاصيل سيُلعب؟
هي مباراة مثل المباريات الأخرى، مثلما قلت للاعبين والطاقم الفني لن أتكلم عن التفاصيل لأنني لا أعرف كيف ستكون المبارتان، لكن يجب أن نفوز على أي منافس، الانتصار مطلوب ولا شيء غيره ولن نبحث عن أي شيء حتى نؤكد تأهلنا.
تواريخ "الفيفا" ستكون إشكالا في تحضير المنتخبات، لأنها قد لا تمنح سوى 5 أيام؟
لا، لن تكون إشكالا لأنها مثل العادة عبارة عن 5 أيام كما يحصل في العادة قبل المباريات الرسمية.
هل ترى أن المنتخب الجزائري جاهز لهذه المباراة؟
أكيد نحن جاهزون لهذه المباراة، قبل أن نتعرف على منافسنا كنا على أهبة الاستعداد انتظارا لأي منتخب كان، لقد تكلمت مع اللاعبين وقلت لهم إنّ عليكم توقع كل المنتخبات الممكنة في القرعة، قلت لهم أيضا إنه علينا الانتصار على أي منافس يأتي في طريقنا لأن خسارتنا تعني أننا لا نستحق التأهل تماما، وهي الرسالة التي وصلتهم جيدا.
هل هناك منحة خاصة للتأهل إلى كأس العالم وعدتم بها اللاعبين؟
هذا الموضوع منته وتجاوزناه لأن لاعبي المنتخب الوطني يعرفون كم سيتقاضون في حال تحقيق التأهل إلى المونديال، يعني الأمور واضحة في هذا الجانب.
هل لنا أن نعرف المبلغ مثلا، سمعنا عن 100 ألف و150 ألف أورو؟
لا، لا يمكنني أن أتكلم في هذا الأمر، اعذرني.
يعني اتفقتم مع اللاعبين؟
نعم اتفقنا قبل بداية التصفيات على سلّم المنح وما سيتقاضونه، هذا الموضوع ليس مهما بل المهم كيف نضع اليد في اليد كلنا لأجل التأهل في البليدة.
ما هي آخر معلومات الإتحادية، فقد شاهدناك في اتصالات مستمرة منذ التعرف على المنافس؟
حضرنا نفسنا من زمان، فقد دخلنا للاحتراف منذ مدة طويلة في مجال للتسيير، غدا أو بعد غد (الحوار أجري أمس) الوفد الذي سيسافر إلى واڤادوڤو سيكون هناك حتى يعاين الأمور، التذاكر موجودة وكل شيء جاهز، وسيتولون إعداد تقارير عن المنتخب الآخر حتى نكون جاهزين ومستعدين لكل التفاصيل، حتى الصغيرة منها.
من سيسافر بالضبط؟
سيكون هناك صادي وليد، زفزاف وكذلك تاسفاوت.
المنتخب أصبح منظما بشكل كبير، هل هذه العوامل البسيطة يمكن أن تصنع الفارق في اللقاء الفاصل؟
المستوى العالي هو تفاصيل صغيرة، لهذا السبب فإنّ الإتحاد الجزائري لا يترك أي شيء للصدفة.
وكيف تحكم على القرعة ككل؟
كانت متساوية والجيد فيها أنها جنّبت المنتخبات العربية ملاقاة بعضها البعض من جهة، ومن جهة ثانية تجنّبت الجزائر ملاقاة مصر حتى نتفادى كل ما هو غير رياضي في هذه المواجهة، قلتها وأعيدها أنني مرتاح الآن لأنّ المنتخبات العربية لن تواجه بعضها.
لماذا أردت تفادي هذه المباراة أي الجزائر ومصر؟
كنت من الناس التي دعوا الله أن لا نلاقي بعضنا ولا نصطدم في طريق العبور إلى نهائيات كأس العالم، حتى نبقى إخوة وكذلك لتكون فرصة كل واحدة كبيرة في التأهل إلى كأس العالم وليس فقط تأشيرة واحدة، وآمل أن أشاهدهما في مونديال البرازيل معا، ومصر تعيش حالياً نفس ما عشناه قبل نهائيات كأس العالم 2010 في الجزائر إذ لم نتأهل إلى المونديال لمدة 24 سنة، أتمنى أن أشاهدهم يتأهلون ويتجاوزون كل هذه السنوات من دون تأهل.
كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية في التأهل؟
الله أعلم لست من الأشخاص الذين يتكهنون، لكن القرعة جنّبت مشاكل غير رياضية كان يمكن أن تحصل لو التقت المنتخبات العربية.
ما رأيك فيما حصل خلال هذه التصفيات من احترازات وفوز منتخبات كثيرة على البساط وهل تعتقد أن هذا الأمر من شأنه أن يسمح بتطور الكرة الإفريقية؟
أعتقد أنّ مسيري كرة القدم في القارة يلزمهم تكوين من جديد لمعرفة اللوائح جيدا ولتسيير ملفات العقوبات الخاصة بهم بطريقة دقيقة، اليوم في 2013 غير مسموح لأي إتحاد في العالم وليس في إفريقيا أن لا يعرف حساب عدد إنذارات لاعبيه، لأن الأمر يتعلق بإنذارين فقط، هناك من لا يعرف متى يتم إيقاف لاعب، وللأسف تأثير هذا الأمر سلبي جدا وهناك منتخبات تأهلت بطريقة غير رياضية، وأخرى أقصيت مع أنها قامت بمشوار جيد على غرار المنتخب الليبي، في كل الحالات نتمنّى أن لا تحصل مثل هذه الأمور في المستقبل القريب.
ماذا تضيف في النهاية؟
أتمنى أن أرى المنتخبات العربية الثلاثة في نهائيات كأس العالم، بالنسبة لنا لتأكيد إنجاز 2010 وكذلك للبقاء في نفس الوتيرة من الإنجازات، وبالنسبة لمنتخبي تونس ومصر حتى يعيشا على وقع نشوة التأهل بما يساهم في التخفيف على هذه الشعوب التي قد تنسى الاضطرابات وما يحصل هناك، كما أتمنى أن يكون الجمهور الجزائري معنا بقوة لتحقيق التّأهل خلال مباراة العودة، مع التأكيد أن اللقاء أمام بوركينافاسو ليس سهلا، حذار منه، ونحن نعرف أن هذا المنتخب لم يتأهل من باب الصدفة أو الحظ، وعلينا أن نحترمه حتى نفوز عليه، وإن شاء الله تنتهي مباراة العودة بانتصار وتأهل للجزائر وشكرا لكم.