“انتقادات سعدان المتعلقة بالتنظيم لم تكن في محلها ولم أعرف دوافعها“

عقد صباح أمس المناجير العام للمنتخب الوطني الجزائري عبد الحفيظ تاسفاوت المكلف بالتنسيق كذلك داخل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ندوة صحفية بفندق “الهنا“ بوهران، حيث فتح النار على المدرب السابق ل “الخضر“ رابح سعدان..
إذ لم يتقبل تاسفاوت الانتقادات التي وجهت إليه من قبل الناخب الوطني السابق عبر القناة الإذاعية الثالثة أول أمس وهو ما جعله يتحدث عن عدة أمور، حيث كشف أن انتقادات سعدان الخاصة بالتنظيم قبل مباراة الجزائر أمام المغرب لم تكن في محلها.
“قررت الرد على من استمعوا لسعدان وليس الرد عليه شخصيا”
قبل بداية حديثه، أكد تاسفاوت أنه قرر الرد على من استمعوا للمدرب سعدان وليس عليه شخصيا، وقال: “لقد قررت عقد هذه الندوة الصحفية ليس للرد على المدرب سعدان بل على الذين استمعوا لأقواله فليس من عادتي الرد على شخص سنه يقارب سن والدي، تربيتي لا تسمح لي بذلك إلا أن ما قاله المدرب الوطني السابق جعلني أقرر الدفاع عن نفسي أمام الجمهور الرياضي”.
“ما قاله لا أساس له من الصحة”
وقد بدا اللاعب الدولي السابق في قمة الغضب مما قاله الناخب الوطني السابق، حيث رد عليه بعنف وقال: “أؤكد لكم أن ما قاله سعدان لا أساس له من الصحة، حيث أكد أنه حدثت بعض التجاوزات في معسكر التشكيلة الوطنية، وهو ما لم تشر إليه أي صحيفة حتى أن بعض الجرائد أرسلت موفديها لمكان التربص ولم تتحدث عن وجود تجاوزات ومشاكل داخل الفريق، فمن أين جلب سعدان هذه المعلومات؟”.
“لقد أخطأت في حقي الواجب أن أرد”
وقد خاطب محدثنا المدرب الوطني السابق قائلا: “لقد أخطأت في حقي ومن الواجب أن أرد لأنني لم أتحدث بسوء ومن الواجب أن أدافع عن نفسي رغم أنني لم أكن أحبذ ذلك، فتربيتي وأخلاقي لا تسمحان لي بذلك إلا أن ما قاله سعدان عار عن الصحة والمعلومات التي قالها خاطئة ومست شخصي لأنني المسؤول عن التنظيم”.
“انتقد التنظيم بطريقة مباشرة ولو تحدث عن الجانب التقني لما تكلمت“
وقال اللاعب السابق لمولودية وهران إن سعدان انتقده بطريقة مباشرة عندما انتقد التنظيم داخل المنتخب الوطني: “سعدان تحدث عن التنظيم داخل التشكيلة الوطنية وأنا المسؤول الأول والأخير عن هذه الأمور، ولو تحدث عن الجانب التقني والتكتيكي لما أجبته فمن حقه أن يتحدث عن مثل هذه الأمور لكنه يتحدث عن التنظيم وهذا غير مفهوم”.
“لم أفهم الدوافع التي جعلته يتحدث عن هذه الأمور”
وقد تعجب تاسفاوت لما قاله الشيخ سعدان حيث قال: “لم أفهم الأسباب والدوافع التي جعلت المدرب السابق للمنتخب الوطني يفتح النار على التنظيم داخل المنتخب خلال هذه الفترة خاصة وأن هذا الأمر ليس من اختصاصه، كان عليه أن يترك هذه الأمور لأصحابها، فلو تحدث عن التشكيلة والخيارات الفنية لكان أحسن له مقارنة بحديثه عن الأمور التنظيمية التي لم يعط معلومات حقيقية عنها”.
“لم تحدث أي تجاوزات داخل المنتخب قبل مباراة المغرب”
كما أكد لاعبنا الدولي السابق أن الظروف التحضيرية قبل مباراة الجزائر أمام المغرب سارت في أحسن شكل: “لم تحدث أي تجاوزات خلال المعسكر الذي أجريناه باسبانيا وحتى عند تواجدنا في المغرب، فما قاله المدرب الوطني السابق بوجود بعض المشاكل داخل المنتخب وحدوث تجاوزات أمر لا أساس له من الصحة وعار عن الحقيقة“.
“لا توجد أي صحيفة تحدثت عن وجود هذه التجاوزات”
وأضاف يقول: “وحتى أؤكد لكم أن هذه المعلومة عارية عن الصحة أطلب من الجميع أن يعود للصحف التي صدرت في تلك الفترة، حيث لم تتحدث أي وسيلة إعلامية عن وجود خلافات وتجاوزات داخل المنتخب الوطني خلال فترة تحضيره لمباراة المغرب، إذ كان معنا مبعوثون لبعض الجرائد وإن حدثت مثل هذه الأمور لتحدثوا عنها وهو ما يؤكد أن سعدان أخطأ في حقنا”.
“الكل يعلم أن في عهده حدثت عدة مشاكل لكن في هذه الفترة لا توجد”
وأضاف تاسفاوت: “الجميع يعلم بأن في عهد المدرب سعدان حدثت عدة مشاكل داخل التشكيلة الوطنية خاصة في كأس إفريقيا سنة 2004 عندما حدثت تجاوزات خطيرة ولحسن الحظ كان لها رئيس الاتحادية الحاج محمد روراوة بالمرصاد وحل المشاكل التي كانت قائمة، كما حدثت عدة مشاكل في دورة أنغولا الأخيرة، لكن في هذه الفترة لا توجد أي مشاكل”.
“الفاف تسهر على توفير كل الظروف المناسبة للخضر”
وقال تاسفاوت: “سعدان يعلم جيدا أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم توفر كل الظروف المناسبة للمنتخب الوطني خلال المدة الأخيرة بما أنه عمل في المنتخب ويعرف الاحترافية الكبيرة للفاف، ففي السنوات الماضية عندما كنت أنا لاعبا في المنتخب الوطني كنا نبحث عن الجوارب ونجد صعوبات كبيرة في التنقلات لكن خلال هذه الفترة صرنا نسير الأمور باحترافية كبيرة وصلت للعالمية”.
“حصيلة سعدان لم تكن إيجابية وأنا من كشف ذلك في الاجتماع الأخير”
وما يلاحظ من خلال الندوة الصحفية التي عقدها تاسفاوت، أن هذا الأخير أبرز سلبيات الناخب الوطني السابق فقط ولم يتحدث عن الإيجابيات كتأهل “الخضر“ إلى نهائيات كأس العالم التي ربطها بما وفرته “الفاف”، حيث قال: “حصيلة المدرب رابح سعدان لم تكن إيجابية وأنا من كشف ذلك في الاجتماع الأخير للمكتب الفيدرالي، حيث حقق من أصل 18 مباراة، 10 انتصارات، أربعة تعادلات وأربعة انهزامات والجرائد لم تتحدث عن ذلك”.
“مشوارنا في كأس إفريقيا لم يكن إيجابيا”
ومما تعجب له الكثيرون خلال الندوة الصحفية، هو تأكيد تاسفاوت على أن حصيلة المنتخب الوطني لم تكن إيجابية في كأس أمم إفريقيا الماضية بأنغولا والتي وصل فيها “الخضر“ إلى المربع الذهبي الذي لم يصلوا إليه منذ عدة سنوات، حيث قال منشط الندوة الصحفية: “أنا لا أعتقد أن النتائج التي حصلنا عليها في كأس أمم إفريقيا السابقة كانت إيجابية فقد تأهلنا بصعوبة، وانهزمنا في المباراة الترتيبية أمام منتخب متواضع يضم لاعبين كبار في السن”.
“أكد أنه لم ينم بعد هزيمة المغرب، فهل نام بعد هزائم مصر، ملاوي وسلوفينيا؟“
كما تعجب هداف المنتخب الوطني مما قاله سعدان الذي أكد أنه لم يتمكن من النوم بعد الهزيمة القاسية أمام المغرب: “هل تمكن سعدان من النوم عقب الانهزام أمام ملاوي، مصر في كأس إفريقيا وسلوفينيا والولايات المتحدة الأمريكية في كأس العالم الأخيرة؟ حيث تكبد نتائج وخيمة وكان يرفض حتى انتقادات الصحافة والتقنيين التي كانت توجه له”.
“كان دائما يجد التبريرات بعد كل هزيمة”
وقال تاسفاوت: “المدرب الوطني سعدان كان دائما يجد التبريرات بعد كل تعثر وكل هزيمة، فأمام منتخب ملاوي تحجج بالمناخ والحرارة المرتفعة، وأمام المنتخب المصري تحجج بالتحكيم وحمله المسؤولية، وأمام إيرلندا قال إن الحرارة كانت منخفضة، حيث أنه لم يتقبل أبدا الهزيمة ولا يقر بأنه فشل في خطته أو ما شابه ذلك والكل يعلم الطريقة التي تأهل بها إلى كأس العالم”.
------------
على منتخبات أخرى وترك بصماته وحتى مع الأندية”
وقد أكد لاعبنا الدولي أنه لا يتذكر أن سعدان أشرف على منتخب آخر وحقق معه نتائج إيجابية: “لم يترك بصماته على أي منتخب وطني آخر وإنجازاته كانت مع الخضر فقط، وحتى مع النوادي لم يحقق الكثير عدا مع الرجاء البيضاوي سنة 1989 وحتى مع الوفاق أشرف على ثلاث مباريات وحصد كأس رابطة أبطال العرب سنة 2006”.
“بن شيخة ظل يدافع عنه في كأس إفريقيا الأخيرة”
كما كشف أن المدرب المستقيل من منصبه عبد الحق بن شيخة لم يتوان في الدفاع عن المدرب سعدان عندما كان هذا الأخير يشرف على العارضة الفنية ل “الخضر“: “عبد الحق الذي كان يحلل مباريات الخضر في كأس أمم إفريقيا دافع عن سعدان عبر بلاتوهات الجزيرة الرياضية وفي مختلف وسائل الإعلام، عكسه هو تماما حيث لم يدافع أبدا عن بن شيخة”.
“عبد الحق خرج من الباب الواسع”
وقد عاد تاسفاوت ليتحدث عن المدرب بن شيخة حيث دافع عنه وقال: “أعتقد أن المدرب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة خرج من الباب الواسع، لأنه تحمل المسؤولية عندما تعثر الخضر أمام المنتخب المغربي وفضل الانسحاب من العارضة الفنية في ظروف صعبة، حيث أكد أنه يتحمل مسؤولية هذا الإخفاق بكل شجاعة”.
“اللاعبون رفضوا استقالته”
كما كشف محدثنا ما تطرقنا إليه في أعدادنا السابقة عندما ذكرنا أن العناصر الوطنية رفضت أن يستقيل بن شيخة من منصبه، حيث قال حفيظ تاسفاوت: “لم يقبل اللاعبون استقالة المدرب بن شيخة خلال اجتماعه بهم بعد مباراة المنتخب المغربي، حيث أن أول من نطق هو زياني الذي أكد له أن الهزيمة لا يتحملها المدرب فقط بل كل اللاعبين مسؤولون عنها”.
“بعض المدربين انهزموا برباعية وثلاثية وبقوا في مناصبهم”
ودون أن يذكر الأسماء هذه المرة، قال ابن حي “فيكتور هيڤو“: “على الأقل بن شيخة تحمل المسؤولية وفضل مغادرة المنتخب الوطني وخرج من الباب الواسع، حيث أن هناك بعض المدربين تلقوا هزائم مذلة وبنتائج ثقيلة ومخزية أمام فرق ومنتخبات متواضعة، إلا أنهم فضلوا البقاء في مناصبهم ورفضوا الانسحاب في تلك الفترة”.
“أنا لست مدربا لأتحدث عن الأمور الفنية والتقنية”
كما رفض محدثنا أن يتطرق للعوامل التي جعلت “الخضر“ يتكبدون هزيمة نكراء أمام المغاربة، كما رفض إعطاء التفاصيل عما حدث قبل المباراة والخطة التي اعتمد عليها، وظل يكتفي بالقول: “جئت إلى هنا للدفاع عن نفسي بعد الاتهامات التي وجهت إلي والتي أعتبرها باطلة، فأنا لست مدربا حتى أتحدث عن الأمور الفنية والتقنية ولا يمكن أن أشرح العوامل التي جعلتنا ننهزم، إلا أنني أؤكد أن الإخفاق كان جماعيا”.
“ستتعرفون على المدرب الجديد نهاية الشهر الحالي وليست لدي إضافات”
معروف عن تاسفاوت أنه لا يعطي أي معلومات تخص المنتخب الوطني، وعندما سأله رجال الإعلام عن حديث الساعة والمتعلق بالمدرب القادم، ظل يردد: “ستتعرفون عليه في نهاية الشهر الجاري، ليست لدي أي إضافات متعلقة بهذا الجانب لأنني هنا للحديث عما قاله سعدان ولا يمكنني الحديث عن المدرب القادم“، يذكر أن تاسفاوت موجود ضمن اللجنة المكلفة بهذا الملف.
“روراوة يعرف أن الخلل موجود
في المديرية الفنية ولم يجد الشخص المناسب”
كما تحدث ابن الباهية وهران عن المديرية الفنية التي من الواجب أن تسهل المهمة للاتحادية الجزائرية للبحث عن المدرب المناسب لقيادة “الخضر“، حيث كشف قائلا: “الحاج روراوة يدرك جيدا أن الخلل موجود في المديرية الفنية للمنتخب الوطني ويعرف أنه من الواجب تنصيب شخصية قادرة على تولي هذه المهمة الحساسة، إلا أنه لحد الآن لم يجد الشخص المناسب ليشغل هذا المنصب”.
“الحديث عن التربص الذي سيسبق مباراة تنزانيا سابق لأوانه”
أما عن مكان إجراء التربص القادم تحضيرا لمباراة الجولة القادمة من إقصائيات كأس أمم إفريقيا والتي ستواجه فيها التشكيلة الوطنية منتخب تنزانيا في بداية شهر سبتمبر المقبل، قال عبد الحفيظ تاسفاوت: “الحديث عن مكان إجراء هذا التربص سابق لأوانه وهو ليس من أولوياتنا خلال هذه الفترة بالذات التي نبحث فيها عن المدرب الجديد، بعدها سنتحدث عن مثل هذه الأمور”.
“نحتاج لمعجزة لنتأهل إلى الكان”
أما عن حظوظ “الخضر“، فقد قال المتحدث: “نحن بحاجة إلى معجزة حتى نتأهل إلى كأس أمم إفريقيا المقبلة، حيث من الواجب علينا أن نفوز في المبارتين القادمتين أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى وبنتيجة عريضة وننتظر نتائج المنتخبات الأخرى، وهو ما يجعل حظوظنا ضئيلة إلا أنه في كرة القدم لا يوجد المستحيل ومن الواجب أن نقوم بدورنا”.