اغرقنا الساحة السياسية بالبلاد بكم الاحزاب التي تسير من فوق ولا يقام للقاعدة فيها شأن للاستحقاقات المقبلة المحلية والتشريعية القادمة والج والعام الذي يبد وانه سيود هذا الموعد الانتخابي لن يختلف كثيرا عن الاستحقاقات الماضية التي يتصارع فيها المال الفاسد مع النزاهة والنضال والكفاءة المغيبة. بعد ازيد من خمس عشرة سنة من عمر التعددية السياسية بالبلاد لم ننتج لحد الآن احزبا سياسية تناضل بمنطق المعارضة ا والموالاة من اجل ثقافة الدولة التي لا تنتهي عند مخيال البشر ا وتمنياتهم فقط، بل تتجاوز ذلك الى ان تكون ثقافة العام والمشترك التي تغيب في الممارسة السياسية بالبلاد وفي نشاط الاحزاب التي تسير الآن بمنطق الاشخاص. كيف يمكن ان نقول اننا نملك طبقة سياسية وتجربة عمل سياسية ومستوى الاداء والخطاب الموجود وحالات التراشق المملة التي تتبادلها الاحزاب هي المناخ الذي يتعايش معه الناس، أليست الاحزاب السياسية والجمعيات المسؤولة اخلاقيا عن تحريك ج والعمل العام وإضفاء الطابع الديمقراطي على النشاط والنضال، ام اصبح الآن استغلال الاحزاب للوصول الى مواقع المسؤولية المعيار الاساسي الذي يمكن ان نقيم على اساسه أي اداء سياسي. ما يمكن قوله، والموعد الانتخابي القادم على الابواب، اننا نملك بالفعل احزابا، ولكنها ليست احزابا لإدارة الفعل الديمقراطي، وحتى وإن كانت تهم التقصير والتخوين تتبادلها موالاة ومعارضة في هذا الوطن المليئ بالإطارات، وليست بالضرورة موجودة في احزاب، فإن الحراك الحقيقي الذي يحيل ان البلد تعيش بالفعل مسارا ديمقراطيا حقيقيا وحالة من التنافس الشريف بين احزاب المعارضة والموالاة غير موجود، كون ان العمل السياسي يعيش اسوأ حالاته، لتغول المال الفاسد وجعل العمل السياسي اكثر سطحية، وه والعمل العام الذي من المفروض ان يؤطر هياكل ومؤسسات الدولة بمفهومها الحديث. ان الموعد الانتخابي القادم قد يكون فرصة لتجديد وتغيير الممارسات السياسية التي اضعفت من مستوى الاحزاب وجعلتها محلات لتوزيع اوراق الترشح، دون ان نعمم في هذا السياق، والكل مسؤول حكومة ومعارضة وأحزابا عن الرفع والنهوض بمستوى العمل السياسي الذي نريد ان يكون خلال انتخابات 2017. فهذه التشريعيات القادمة والانتخابات المحلية يجب ان تنتج لنا طبقة سياسية مغايرة تماما عن ما انتجته التجارب السابقة التي عرفت في الاخير عزوفا من قبل الناس عن التواصل مع الفعل السياسي الذي يجب ان يضمن في الاخير صيرورة الدولة، اما اذا بقي الخطاب السياسي للأحزاب في هذا المستوى الضيق فإن المشهد والواقع لن يتغير كثيرا.