سجلت الجمعية الموسيقية دار الغرناطية (القليعة)، حضورا قويا خلال مشاركتها الملفتة ضمن فعاليات الطبعة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى القديمة، واستحضرت الفرقة عددا من المقطوعات الموسيقية والوصلات الغنائية العتيقة المستوحاة من التراث الكلاسيكي الأندلسي قصيدة ولحنا، لتعيد جمهور قاعة أوبيرا الجزائر بوعلام بسايح إلى زمن الأغنية الملتزمة التي تتخذها جمعية دار الغرناطية مشروعا فنيا ثقافيا يعكس البعد الحضاري للموسيقى الجزائرية.. باداء متميز استطاعت فرقة دار الغرناطية من القليعة أن تصنع التميز بين الفرق العربية والأوروبية المشاركة ضمن مهرجان الأغنية الأندلسية، مؤكدة علو كعبها في حفظ الموروث الفني الكلاسيكي وتقديمه بشكل فني راق بأنامل وأصوات 45 فنانا لا يكاد المتابع لهم أن يفرق بين الهاوي والمحترف بينهم. حيث جادت الفرقة باجمل الموشحات الاندلسية القديمة بنوبة الزيدان، وهي القصائد التي أطربت الجمهور الغفير الذي ضاقت به جنبات قاعة اوبيرا الجزائر الشغوف بهذا اللون الفني القديم بتاريخه الجديد المتجدد، بأصوات فنية ترعاها الجمعية الأندلسية لدار الغرناطية، وجمعيات فنية أخرى تتخذ من التراث اللامادي مشروعا فنيا إنسانيا يحدد ملامح الثقافة الجزائرية. للاشارة، فقد أنشئت جمعية دار الغرناطية عام 1972، بمبادرة من محبي التراث الموسيقى العتيق الأندلسي والجزائري، وتمحورت نشاطاتها حول الحفاظ على التراث الأندلسي منذ نشأتها الأولى. خيرة بوعمرة