يصادف يوم 03 ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو يوم عالمي خصص من قبل الأممالمتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم التصاميم الصديقة للجميع من أجل ضمان حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد كان من أهم إنجازات الأممالمتحدة إعلان عام 1981 عاما دوليا للمعوقين، وهو الإعلان الذي شكل نقطة انعطاف تاريخي وبداية مرحلة جديدة في طريقة تعامل الدول والمؤسسات والأفراد مع الإعاقة، وبعد ذلك أعلنت الأممالمتحدة عن العقد الدولي للمعوقين( 1982-1992)، والذي كان الهدف الأساسي منه تشجيع دول العالم على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان المشاركة الفاعلة للمعوقين في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والمساواة. وتحي الجزائر على غرار باقي دول العالم هذا الإثنين، اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة في ظل مواصلة الدولة الجهود الرامية إلى تكفل أحسن بهذه الفئة بمواكبة التطورات التكنولوجية لادماجها اجتماعيا، وكذا مرافقتهم لإثبات فاعليتهم في التنمية الإقتصادية.
يعاني العديد من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعاتنا من مشاكل كبيرة صعبت عليهم الانخراط في المجتمع بصفة عادية خاصة أمام عجز السلطات المحلية في التكفل بهذه الفئة على أكمل وجه ،خاصة ما تعلق بجانب الترفيه والحاقهم بمدراس عادية تكفل لهم تلقي العلم مثل باقي التلاميذ الآخرين، وهو الأمر الذي جعل أوليائهم يتخبطون في جملة من المشاكل التي تواجه أبناءهم، فالبرغم من سعي العديد من ممثلي المجتمع المدني لإعادة تأهيل الأشخاص المعاقين في الوسط الإجتماعي وحماية حقوقهم بمنظور التأهيل وبعيدا عن العزلة والتهميش، إلا أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ليست بمنأى عن هذا الواقع المر خاصة في وسط لا تتوفر فيه الإمكانيات اللازمة، ويعاني الشخص المعاق الكثير من الصعوبات التي تحد في كثير من الأحيان من عزيمته، والتي جعلت مختلف الجمعيات المختصة بهذه الفئة تطرحها في العديد من المناسبات لوضع حد لها حتى يتمكن الشخص المعاق من مواصلة حياته بصورة طبيعية.
فئة لم تختر لنفسها الوضع الذي تعيشه:
هي فئة لم تختر لنفسها الوضع الذي تعيشه، وإنما هو وضع ولدوا به أو أنهم تعرضو لحادث مرور أو مرض سبب لهم الإعاقة التي يعملون جاهدين على التعايش معها، ولكن العراقيل التي تواجههم في حياتهم اليومية تحد من عزيمة الكثيرين منهم، وتعتبر حوداث المرور من بين الأسباب الرئيسة التي تؤدي إلى إصابة أشخاص كانوا يوما ما في كامل عافيتهم، وأصبحوا بعد تعرضهم لحوداث مرور أليمة تسببت لهم بإعاقات مختلفة أو يكون المرض سببا في تعرض أحد الأشخاص لإعاقة، وكذلك لا تقتصر الإصابة بالإعاقة على الحوادث والأمراض فقط، وإنما هناك من يولد بمشاكل صحية قد تكون سببا في إعاقتهم. ويعاني الكثير من المعاقين من صعوبة كبيرة في اندماجهم داخل المجتمع بشكل طبيعي نتيجة طريقة التعامل السيئة التي يتعرضون لها، وحتى النظرات الجارحة التي توجه لهم من المحيطين بهم، وكذلك التعليقات الجارحة من بعض الأشخاص المعقدين نفسيا، جعلتهم ينعزلون داخل منازلهم ويرفضون الخروج خوفا من نظرات بعض أفراد المجتمع لهم، والتي كانت سببا في شعورهم بالخجل من حالتهم،
مشاهير تحدو الإعاقة فصار النجاح حليفهم أصحاب إرادة وإصرار اختارو أن يقضو حياتهم مثلهم مثل البشر الطبيعيين خلقهم آلله مصابين بإعاقة في إحدى حواسهم، وقد تكون أغلب حواسهم مصابة، ولكن هذا لم يعقهم عن الوصول إلى أحلامهم وتحقيق النجاح، فإن أخذ آلله منهم شيئا فقد أعطاهم ما يساعدهم في إحراز أهدافهم، تحدوا الإعاقة فصارت أسماؤهم تلمع كالنجوم في السماء، منهم من وهبه الله حب القراءة والكتابة فأبدع في تأليف العديد من القصص والروايات التي أسرت قلوب وعقول قرائها، ومنهم من منحه آلله أصابع ذهبية وآذان موسيقية فترك لنا كنوزا من النوتات الموسقية، وغيره عشق الفن والتمثيل فأصبح من أشهر المشاهير، وغيرهم الكثير الذين لم يرضوا بأن يكون مرضهم أو إعاقتهم حائلا بين أحلامهم وطموحاتهم فقرروا أن يتخطوا الصعاب ليسطروا تاريخهم بحروف من ذهب، طه حسين تحدى إعاقته فأصبح عميدا للأدب العربي، واشتهرت ثلاث شخصيات في تاريخ الأدب العربي تحديها للإعاقة البصر، لذا فرضت نفسها على القارىء وهم طه حسين، بشار بن برد وأبو العلاء المعري. بتهوفن عزف رغم أوجاعه أعذب السمفونيات فصارمسيقادا كبيرا، لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة كان هذا شعار الفنان العظيم بيتهوفن شخص ليس فقط تحدى الإعاقة بل استطاع رغم إعاقته أن يسطر اسمه في التاريخ، متحديا كل المبدعين في مجاله. ” ستيفن هوكينج” عالم فيزياء تحدى الإعاقة وسابق الزمن واستطاع ستفين هوكينج قاهر الصعاب ومتحدي الزمن أن ينتصر على إعاقته ويحقق النجاح، أصيب ستيفن هوكينج بمرض عصبي وهو في الحادية عشر من عمره وهو مرض التصلب الجانبي المرض المميت الذي لا علاج له لكنه كان مفعما بمعرفة كيفية عمل الأشياء، حيث أطلقوا عليه في المدرسة لقب أينشتاين، وتوقع الأطباء أنه لا يعيش أكثر من سنتين، وبالتحدي والإقبال على النجاح إستطاع قهر العجز وإبهار الأطباء بمجاهدته حتى تجاوز عمره 72 عاما، ما أتاح له فرصة العطاء في مجال العلوم، وبالتحديد علوم الفيزياء النظرية. وبالرغم من أن هذا المرض جعله مقعدا إلا أن عقله لم يقف برهة، حيث استطاع أن يتفوق على أقرانه من علماء الفيزياء، وبطريقة لا تصدق كان يجري كل الحسابات في ذهنه. حصل على الدكتوارة في علم الكون من جامعة كامبردج، وحصل على درجة الشرف الأولى في الفيزياء.
الظروف المالية للبلاد لا تسمح بإعادة النظر في المنحة الجزافية الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة
كشفت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، غنية الدالية، على أن الظروف المالية التي تمر بها البلاد حاليا، لا تسمح بإعادة النظر في المنحة الجزافية الخاصة بفئة المعاقين، وأكدت الوزيرة في ردها على سؤالين طرحهما نائبين في جلسة علنية للمجلس الشعبي الوطني، خصصت لطرح أسئلة شفوية على أعضاء الحكومة حول إعادة النظر في المنحة الخاصة بفئة المعاقين وإعادة تهيئة مركز مرضى النقص التنفسي بعين الدفلى، الذي تعرض إلى تخريب كلي خلال العشرية السوداء، أن إعادة النظر في المنحة الجزافية الخاصة بفئة المعاقين والمقدرة ب 4000 دج مطلب شرعي، وهي غير كافية لتغطية احتياجات الشخص المعاق، غير أن الظروف المالية التي تمر بها البلاد لا تسمح للاستجابة لهذا المطلب. واعتبرت السيدة الدالية، التكفل بفئة المعوقين التزاما وطنيا وفق ما نص عليه الدستور والقانون 02-09 المتعلق بحماية الأشخاص المعاقين وترقيتهم، مقدرة عدد الأشخاص المعوقين بنسبة 100 بالمئة والبالغين سن 18 سنة وبدون دخل ب 241.966 شخص إلى غاية سبتمبر 2018، وقدرت الوزيرة الاعتمادات المالية المخصصة للتكفل بهذه الفئة المذكورة ب 11 مليار و764 مليون دج، مشيرة إلى أن الأشخاص المعاقين الذين يتجاوز أعمارهم 18 سنة، والذين تقل نسبة عجزهم عن 100 بالمائة وبدون دخل، والأسر المتكفلة بشخص أو عدة أشخاص معاقين يستفيدون من منحة جزافية تقدر ب 3 آلاف دج، وبلغ عدد هؤلاء الأشخاص المعاقين ب 253.543 شخص في 2018، حيث خصصت اعتمادات مالية لهم تقدر ب 9 ملايير و355 مليون دج، فضلا عن استفادتهم من تغطية اجتماعية بلغت 6 مليار و42 مليون دج و917 ألف في 2018، إلى جانب استفادتهم من أجهزة وأدوات خاصة بهم ومن مجانية النقل أو التخفيض في تسعيرته. وبخصوص إمكانية توظيف فئة المعوقين، أكدت الوزيرة أن نسبة توظيف هذه الفئة في كل القطاعات تقدر ب1 بالمائة، حيث يشغل قطاعها حاليا 862 شخصا معوقا، مشددة على ضرورة مواصلة العمل وفق ما نص عليه قانون حماية فئة المعوقين لمساعدة هذه الشريحة من المجتمع على ولوج عالم الشغل. وكشفت السيدة الدالية في هذا الإطار، بأن قطاع التضامن الوطني بصدد القيام بعمل تقييمي بالتنسيق مع كل المعنيين لمعرفة مدى نسبة التوظيف المشار إليها في غياب إحصائيات في ذلك، مبرزة أهمية الرفع من هذه النسبة مستقبلا، وذلك بعد إعادة النظر في أحكام القانون المذكور الذي هو حاليا محل المراجعة. وبخصوص إمكانية تحديد سنوات العمل لهذه الفئة للاستفادة من معاشات التقاعد، ذكرت الوزيرة بدور لجنة الخبراء التي نصبت على مستوى وزارة العمل والتشغيل لدراسة إمكانية تحديد مناصب العمل الجد شاقة وسنوات العمل الواجب قضاؤها للاستفادة من معاشات التقاعد المناسبة التي تخول الحق في تخفيض سن التقاعد، وذلك وفق أحكام القانون 15-16 المعدل والمتمم بالتقاعد الذي دخل حيز التطبيق في 2017. وفيما يخص إمكانية إعادة تهيئة وفتح المركز الخاص بالتكفل بمرضى نقص التنفس بعين الدفلى الذي تعرض في 1994 إلى عملية تخريب واسعة النطاق، أكدت الوزيرة أن هذا المركز الذي يوجد في منطقة جبلية وعرة المسالك لا يصلح استغلاله، حيث تقرر حله ووضعه تحت تصرف الولاية، كما تم في إطار ترشيد النفقات، تضيف الوزيرة، تنصيب لجنة على مستوى الوزارة الوصية لتحويل نشاطات عدد من المراكز الخاصة بمرضى نقص التنفس نظرا لقلة عدد المرضى إلى نشاطات أخرى، مشيرة إلى أنه تم تحويل في هذا الإطار كل من مركزي مرضى نقص التنفس في ولايتي باتنة وسيدي بلعباس إلى دارين للأشخاص المسنين، والمركز المتواجد بالطارف إلى مركز بيداغوجي للأطفال المعوقين ذهنيا، وتحويل مركز البليدة إلى دار الرحمة، ومركز آخر بولاية سعيدة إلى مركز بيداغوجي للأطفال المعوقين ذهنيا. بلال سناء