حركة البناء الوطني تنظم ندوة لشرح خطتها الإعلامية الرقمية تحسبا للانتخابات الرئاسية    باتنة.. إعطاء إشارة تصدير شحنة من الألياف الإصطناعية إنطلاقا من الولاية المنتدبة بريكة    وهران.. تعزيز روح المبادرة لدى طلبة العلوم الإنسانية    دولة فلسطين.. حتمية ودونها سيظل السلام غائبا    بلمهدي يدعو إلى تعزيز التواصل مع خريجي الزوايا سيما من دول الجوار    حصيلة شهداء غزة تتجاوز 34 ألف ومناشدات لتوثيق المفقودين    إيران تنفي تعرضها لهجوم خارجي    تخلّص من هذه العادات لتنعم بالسعادة بعد التقاعد..    كيف تتعامل مع قرار فصلك من العمل؟    بجاية: مولوجي تشرف على إطلاق شهر التراث    وزارة الثقافة تقدّم ملف "الزليج" ل "اليونسكو"    المهرجان الثقافي الوطني لأهليل: أكثر من 25 فرقة تشارك في الطبعة ال 16 بتيميمون    "صديق الشمس والقمر " تفتكّ جائزة أحسن نصّ درامي    الملتقى الدولي "عبد الكريم دالي " الخميس المقبل..    المغرب: هيئات نقابية تدعو إلى الانخراط في المسيرة الوطنية التي يخوضها المتصرفون بالرباط    الإعلان عن تأسيس تكتل سياسي جديد    بلعريبي: "عدل 3 سينطلق قريباً وسيساهم في رفع عدد السكنات"    إندونيسيا: إعلان حالة التأهب تحسبا لمزيد من الثورات البركانية    ليفربول يرفض انتقال المصري محمد صلاح للبطولة السعودية    إيطاليا تضمن 5 مقاعد في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل    قطاع المجاهدين "حريص على استكمال تحيين مختلف نصوصه القانونية والتنظيمية"    انخفاض عبور سفن الحاويات في البحر الأحمر بأكثر من 50 بالمئة خلال الثلاثي الأول من 2024    تفاصيل بطاقة الشفاء الافتراضية    بلعريبي يتفقد مشروع إنجاز المقر الجديد لوزارة السكن    عميد جامع الجزائر يستقبل المصمم الألماني لهذا الصرح الديني    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 323 آخرين في حوادث المرور خلال أسبوع    رخروخ: زيادة حظيرة المركبات تفرض استعمال تقنية الخرسانة الاسمنتية في إنجاز الطرق    الإذاعة الجزائرية تشارك في أشغال الدورة ال30 للجمعية العامة ل"الكوبيام" في نابولي    فلسطين: 50 ألف مصلي يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك    تصفيات مونديال أقل من 17 سنة/إناث: المنتخب الوطني ينهي تربصه التحضيري بفوز ثانٍ أمام كبريات الجزائر الوسطى    وزارة الثقافة الفلسطينية: العدوان الصهيوني على غزة دمر 32 مؤسسة ثقافية كليا وجزئيا    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية: إحتراف نادي الأبيار التحدي الجديد للإدارة    كرة اليد/بطولة إفريقيا للأندية: حفل إفتتاح بهيج، بألوان سطع بريقها بوهران    تجارة: زيتوني يترأس إجتماعا لتعزيز صادرات الأجهزة الكهرومنزلية    هيومن رايتس ووتش: جيش الإحتلال الصهيوني شارك في هجمات المستوطنين في الضفة الغربية    وزير الاتصال : منع دخول الصحفي فريد عليلات الى الجزائر لا يتعلق به كمواطن بل كمبعوث للوسيلة الاعلامية التي يشتغل فيها    "مشروع تحويل المياه من سدود الطارف سيحقق الأمن المائي لولايتي تبسة و سوق أهراس"    وزير الصحة يشرف على لقاء لتقييم المخطط الوطني للتكفل بمرضى انسداد عضلة القلب    مسار إستحداث الشركة الوطنية للطباعة جاري    كأس الجزائر: رباعي محترف يلهب الدور نصف النهائي    سطيف: ربط 660 مستثمرة فلاحية بالكهرباء    أكاديميون وباحثون خلال ملتقى وطني بقسنطينة: الخطاب التعليمي لجمعية العلماء المسلمين كان تجديديا    أرسلت مساعدات إلى ولايات الجنوب المتضررة من الفيضانات: جمعية البركة الجزائرية أدخلت 9 شاحنات محمّلة بالخيّم و التمور إلى غزة    وزير الاتصال و مديرية الاعلام بالرئاسة يعزيان: الصحفي محمد مرزوقي في ذمة الله    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    توقعات بمستوى عال ومشاركة جزائرية مشرفة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دعاة المرحلة الانتقالية أقلية يريدون فرض منطقهم على الأغلبية
نشر في الحوار يوم 03 - 06 - 2019

* الجزائر في حاجة ملحة إلى رئيس جمهورية قوي يتمتع بشرعية شعبية و دستورية كاملة
* الحراك مخترق منذ البداية لكن الشعب فطن
* لست جهويا ولا عنصريا ومشكلتي فقط مع عملاء فرنسا
* سأعود الى الجزائر بعد انتخاب رئيس شرعي
* قايد صالح طهر المؤسسة العسكرية من فلول جيش ديغول
* شعار رفع الوصاية الفرنسية على الجزائر ليس شعارا شعبويا
* القضاء تحرر من قبضة العصابة
* تمنيت لو كان والدي حي ورأى السعيد وتوفيق وطرطاق يصعدون سلالم المحكمة العسكرية

* كيف تقرأ الوضع السياسي الحالي في الجزائر ؟
الوضع يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات لأن الاجماع على التغيير المعلن عنه من مختلف الأطراف مهدد بالاغراض غير المعلنة لبعض الفئات السياسية و الاديولوجية خاصة المتورطة منها في علاقات مشبوهة مع فرنسا و الدوائر العميلة لها في السلطة.
و إذا كانت القيادة العسكرية قد اكتشفت المؤامرة الفرنسية التي تورطت فيها عصابة توفيق و السعيد و شركائهم و أحبطتها، فلا شيء ينفي وجود مؤامرات أخرى من أجل دفع الجزائر نحو المجهول.
و لكن مع كل ذلك فإن التحكم الملحوظ في الوضع الأمني سيساعد بكل تأكيد على خروج الجزائر من هذا الوضع بأقل الخسائر و مهما كانت التحديات إن شاء الله
* ما هو تقيمك لتحركات للمؤسسة العسكرية منذ 22 فيفري ؟
من حسن حظ الجزائر أن المؤسسة العسكرية استعادت عافيتها و تحررت من وصاية فرنسا ووكلائها في الجيش و المخابرات.
و قد نجحت قيادة الجيش في التعامل مع الوضع إلى حد الآن لأن الحراك جاء في سياق التحول الذي طرأ على موقف القيادة العسكرية من منطومة السلطة العميلة لفرنسا كلها وانخراطها في عملية تطهير شامل داخل الجيش ابتداء 2015…..و لولا استشراء سرطان الدولة العميقة في اوصال الطبقة السياسية و المجتمع المدني لكان الانسجام تاما و كاملا بين مسارالتطهيرعلى مستوى الجيش و مسار التغيير الذي انطلق فيه الشعب من خلال حراك 22 فبراير، و لحصل الانتقال من وضع الوصاية الفرنسية على الدولة إلى وضع السيادة الشعبيةعليها في أجواء احتفالية و في ظرف قصير جدا. فتحركات المؤسسة العسكرية في نظري كانت موفقة إلى حد الآن ولكنها تحتاج إلى تواصل أكثر فعالية مع الشعب و نشاط أعلامي أكثر كثافة مضاد لحملة التشويش على انجازاتها التاريخية.
* كيف ترى شعار “يتنحاو قاع” المرفوع من طرف الحراك ؟
كلمة حق تعبر عن المطالبة باستقالة الباءات الثلاث المحسوبة على بوتفليقة و لكنها اختطفت من طرف عرابي الثورة المضادة لتحريف الحراك عن مساره الصحيح و استعملت في استهداف قيادة الجيش التي تحول بين العصابة و بين افتعال فراغ دستوري. و لكن المؤامرة الفرنسية التي تستهدفت الجيش و قيادته أصبحت مفضوحة عند الاغلبية الشعبية خاصة بعد اعتقال المتورطين في تدبيرها بالتواطؤ مع المخابرات الفرنسية. و سيكون التصدي لهذا التوظيف من طرف الاغلبية الشعبية و من خلال الحراك إن شاء الله.
* هناك دعوات للكثير من الاحزاب السياسية للذهاب الى مرحلة انتقالية بينما الجيش يرفض ذلك وهو ما ورد مؤخرا في خطاب قائد الاركان، برأيك ماهي المخاطر التي تجعل من المؤسسة العسكرية ترفض رفضا قاطعا الذهاب الى هذه المرحلة ؟
الحراك كان اعلانا عمليا من الشعب عن سحب ثقته من قيادات الاحزاب السياسية الحالية و ايذانا بتشكيل خارطة سياسية جديدة في المستقبل و لذلك فلا غرابة ان تستبق الطبقة السياسية المنتهية صلاحيتها مستقبلٓها المجهول بالمطالبة بمرحلة انتقالية على اساس المحاصصة و التوافق مع فلول العصابة في المجتمع المدني لتكون هي طرفا أساسيا فيها دون المرور على ارادة الشعب وتضمن رسكلة نفسها في الخارطة السياسية الجديدة. اما قيادة الجيش فقد سبقت الحراك في فك الارتباط بفرنسا و بالدوائر العميلة لها باستغلالها الذكي و المسؤول لصلاحياتها الدستورية و نجحت نجاحا باهرا في انهاء الوصاية على الجيش تماما.و لذلك منذ انطلاق الحراك الشعبي ركزت القيادة العسكرية على مرافقته بطريقة تحفظ حريته و وحدته وتعصمه من الخروج عن الشرعيه الدستورية التي تضمن سلمية و أمنه و استمراره حتى يحقق مطالبه المشروعة. و لذلك فإن حماية الشرعية الدستورية التي تستمد منها القيادة العسكرية شرعية قيامها بواجب مرافقة الحراك الشعبي و حماية الأمن القومي للجزائر دولة و شعبا و وطنا في نفس الوقت تعتبر الاولوية القصوى التي لا مجال للمساومة عليها……..أما المرحلة الانتقالية فهي باختصار مطلب الاقلية العميلة لفرنسا التي ترفض سيادة الاغلبية على الدولة. و الغرض الحقيقي منه هو احداث الفراغ الدستوري بدون مبرر معتبر. هذا هو التفسير المعتبر لمطلب المرحلة الانتقالية خارج الشرعية الدستورية…. باقي التفسيرات ليست سوى مناورات مفضوحة يتنطع بها المغفلون و الانتهازيون للتغطية على الغرض المشبوه لاصحاب المبادرة الاصليين الذين يمثلون الوجه الآخر للعصابة العميلة لفرنسا في الجزائر. و لذلك فالقيادة العسكرية ترفض المرحلة الانتقالية من موقع المسؤول على أمن و استقرارالدولة و الشعب و الوطن و الحفاظ على المكاسب حققتها على مدى سنوات في مسار التخلص من الوصاية الفرنسية، اما دعاة المرحلة الانتقالية فمنطلقاتهم حزبية وفئوية و انتهازية قائمة على العمالة لفرنسا و المتاجرة بالمصالح العليا للجزائر و لا تمت للسياسية ولا للنضال من اجل التغيير باي صلة.
* لماذا برأيك تصر المؤسسة العسكرية على اجراء الانتخابات في اسرع وقت ؟
من جهة لأن الانتخابات هي الحل الدستوري و الآمن الوحيد الممكن التحكم في مجرياته بشفافية و ضمان نتائجه المعبرة عن إرادة الشعب. و هو الحل الذي يغلق كل أبواب الشر على الجزائر و يفتح أمامها آفاق المستقبل الآمن لاقامة الدولة المستقلة التي تليق بتضحيات شعبها. و من جهة أخرى لأن أول معني بضرورة وجود رئيس للجمهورية هو الجيش الوطني الشعبي الذي تقع على عاتقه مهمة الدفاع عن حرمة التراب الوطني المهددة من جميع الجهات. ففرنسا و كل الدوائر الاستعمارية التي كانت مستفيدة من تسيب الدولة الجزائرية في ظل السلطة الخائنة تحاول منذ سنوات اجهاض مسار التحول السلمي الذي عرفته الجزائر و تضاعِف ابتزازها بكل انواع الاستفزاز لفرض وصايتها من جديد. و لذلك فإن الجزائر في حاجة ملحة و في اقرب الآجال إلى رئيس جمهورية قوي يتمتع بشرعية شعبية و دستورية كاملة حتى يواجه الضغوط المتوقعة من الداخل و الخارج و يعزز شرعية المسار التحرري لجزائر المستقبل….و هذا ما يدل على ان باقي الحلول المقترحة كلها مجازفات تؤدي حتما إلى الفراغ الدستوري المؤدي الى الفوضى و تفتح على الجزائر كل اشكال الابتزاز بما في ذلك التدخل الخارجي المباشر و العودة بنا الى وضع اسوأ من وضعنا قبل الحراك.
* يرى البعض انك لا تختلف كثير عن “المتملقين” لبوتفليقة بما أنك “تتملق” حسب قولهم الى قائد الاركان، كيف ترد ؟
التملق يحصل من محتاج لصاحب فضل. و إذا كان في الشعب الجزائر رجال أغناهم الله تمام الغنى عن خلقه و ارضاهم بفضله فالنقيب شوشان واحد منهم بكل تأكيد إذا لم يكن أغناهم و ارضاهم على الاطلاق… و لن يستطيع مخلوق أن يثبت غير ذلك أبدا….الحقيقة هي انني أخوض حربا ضد الخونة و عملاء فرنسا في الجيش منذ سنة 1978 و هذا ما يعرفه كل الضباط و الجنود الذين عاشوا معي اثناء خدمتي في الجيش بين 1978 و 1992؛ و كنت اول من دافع عن ضحايا حزب فرنسا من ضباط جيش التحرير ابتداء من شعباني و بلوصيف و انتهاء بعبد الحميد الابراهيمي و زروال و تسجيلاتي منشورة منذ عشر سنوات. و لذلك فموقفي من قيادة الجيش الحالية و على رأسها المجاهد احمد قايد صالح جزء من هذه الحرب التي بدأتها في غفلة من من تعلموا الكلام عن حزب فرنسا منذ اسابيع و سأواصل هذه الحرب حتى تنتصر جزائر الشهداء على جزائر ديغول باذن الله. و بالتالي فلا علاقة لما قلته و فعلته بالتملق اطلاقا! زيادة على انني لم اساند القايد صالح بعد ان اصبح الرجل الاقوى في السلطة و انما ساندته في الوقت الذي كان غلمان و جواري توفيق يعلنون عن اقالته مرتين في الاسبوع و يعتبرونه عبدا مملوك للسعيد بوتفليقة؛ و كنت حينها انا اصرح بان السعيد بوتفليقة خائن و اكبر عدو للقيادة العسكرية…فكيف اتملق للعبد و احارب سيده؟…..إذن فهذا الكلام المغرض لا يصدر عن اناس يعرفون معنى الشرف و النضال و انما هو كلام اولاد شوارع عديمي الشرف و لا قيمة لهم و لا لما يقولونه…
* بعض الاحزاب و الشخصيات جعلت من قائد الاركان هدفا لها بحيث لا يكاد يخرج بتصريح او خطاب الا وهاجمته ومنهم من يدعوه الى الرحيل باعتباره احد رموز نظام بوتفليقة.
هذه الاحزاب كلها صنيعة توفيق و السعيد و هي في خدمة السفير الفرنسي و دافعها الوحيد هو الانتقام من قائد الاركان نيابة عن فرنسا و الحفاظ على وجودها المهدد بما ستؤول اليه الاوضاع اذا نجح قائد الاركان في مرافقة التغيير بنجاح. من الجدير بالتنويه أن القيادة العسكرية الحالية لم تنزل من المريخ و إنما هي نفس الضباط الذين شاركوا في الحرب القذرة التي تم استدراج الشعب و الجيش اليها مع امن طرف الدوائر العميلة لفرنسا في السلطة سنة 1992. و بالتالي فإن فرنسا و فلولها كانوا يراهنون على تورط هؤلاء الضباط معهم في حربهم القذرة على الشعب و لم يكونوا يتوقعون أبدا أن يتجاوز هؤلاء الضباط الاوفياء لوطنهم و شعبهم عقدة الشعور بالذنب والخوف من تداعيات المجازفة باعلان الحرب على فرنسا سنة 2015 والانحياز لشعبهم الذي ما زالت أغلبيته مخطوفة من طرف تلك الدوائر العميلة لفرنسا إلى اليوم… و انا شخصيا طلبت بالحاح من القيادة العسكرية مد جسور التواصل بينها و بين الشعب منذ سنة 2015 من اجل ترميم العلاقة الهشة بين الطرفين و لكن استراتيجية القيادة العسكرية كانت تعتمد على تجنب الشراكة مع الشعب لعلمها ان الاختراق عميق و التواصل في تلك المرحلة قد يكون عبئا عليها لا فائدة منه. و اعتقد ان القيادة العسكرية اخطأت التقدير في هذه النقطة و هي تجني اليوم ثمرة تجاهلها لاهمية التواصل المبكر مع الشعب.
* كيف استقبلت صور توفيق وطرطاق والسعيد بوتفليقة وهم يصعدون على سلالم المحكمة العسكرية بالبليدة ؟
تمنيت ان والدي رحمه الله كان حيا لأنني وعدته عندما زارني في السجن العسكري سنة 1992 بأن أحرار الجيش الوطني الشعبي سيقودون كل الخونة الى السجن و سأذكره بذلك إذا بقيت على قيد الحياة. كان هو يتوقع بأنني سأعدم سنة 1992 و لكن الله مد في عمري حتى رأيت أمنيتي تتحقق ولكن دون ان يرى هو ذلك لأن المنية وافتهدون ان اتمكن من الوقوف على جنازته… أتمنى أن يساق نزار و محمد التواتي الى المحكمة العسكرية قريبا ان شاء الله حتى يعرف الشعب الجزائري كله حقيقة ما جرى منذ سنة 1992 و يتم تصحيح التاريخ في حياة صانعيه.
* الكثير من الكلام يقال عن محاربة الفساد، هناك من يراها انتقامية و انتقاية انت كيف تراها ؟
ما قامت به هذه القيادة هو ضمان الحماية للقضاة و ضباط الامن و الشرطة حتى تشجعهم على اخذ المبادرة للقيام بواجبهم، و انا كنت اعرف هذا منذ سنة 2016 و تعزز الموقف بعد تفجير قضية البوشي. و لكن القضاة كانوا متحفظين خوفا من ردة فعل العصابة. فما يجري اليوم هو اخذ المبادرة من طرف القضاة الجزاريين الشجعان الذي تأكدوا من انهم محميين من تعسف سلطة الوصاية الفاسدة، و اتمنى ان يتشجع جميع القضاة و يكونوا عادلين و منصفين في حق المتهمين. اما الذين يزعمون ان العملية انتقامية فهم الخبثاء الذين في كروشهم التبن و يريدون ان يستبقوا الحدث تحسبا لنار العدالة التي ستلفحهم قريبا ان شاء الله.
* الكثير من المحللين يقولون ان الحراك أصبح مخترقا الى اي مدى يمكن ان يكون هذا الكلام صحيح ؟
الحراك مخترق بكل تأكيد و منذ البداية و خاصة بعد اعلان جماعة لغديري زهدهم في الانتخابات طمعا في استعمال الحراك لتحقيق طموحاتهم غير الشرعية. و لكن الحمد لله الزخم الشعبي و عفوية المتظاهرين احبطا المؤامرة على الحراك الى حد الان رغم الاستعراضات و الاستفزازات المتواصلة من اجل تحريف الحراك عن سلميته و وحدته المستمرة الى اليوم.
* كيف ترى مستقبل الجزائر بناء على المعطيات الحالية ؟
الجزائر ستعود الى شعبها و تفرض استقلالها التام عن فرنسا. و هي على موعد مع مستقبل سعيد ان شاء الله. القضية قضية وقت فقط
* برأيك ما هي صفات الرئيس القادم للجزائر ..كيف تراه ؟
كفاءة وطنية مخلصة، مؤهلة علميا، لا تتجاوز الستين من العمر، ملتزمة بمقومات الهوية الوطنيىة، واعية بخطورة المرحلة و مقتضياتها، تتمتع بسيرة ذاتية نظيفة و بمسار مهني و سياسي واضح و خالٍ من الفساد.
* كيف ترد على من يتهمونك بالجهوية و العنصرية اتجاه منطقة معينة في الجزائر ؟
شنشنة أعرفها من أخزم….مشكلتي أنا مع العمالة لفرنسا على حساب المصلحة العليا للجزائر دون اعتبار لهوية المتورطين فيها و هذا ما يتثبته نضالي المرير منذ سنة 1978. و رهاني بعد عناية الله على براءة ذمتي من كل ما يمكن استغلاله ضدي لابتزازي او مساومتي على مواقفي. و لذلك فإن المتضررين من مواقفي عندما لا يجدون ما يدافعون به عن أنفسهم يلجؤون الى ايهام الناس بانني استهدفتهم لأنهم من منطقة معينة بغرض الطعن في مصداقية ما أقول بدلا من اثبات براءتهم مما انسبه اليهم.حالهم كحال ربراب عندما شعر بأن حبل العدالة يقترب من رقبته قال: استهدفوني لأنني قبائلي. و الحديث قياس
* البعض يسأل لماذا لا يعود النقيب شوشان الى الجزائر بما انه يتمتع بعلاقة ممتازة مع المؤسسة العسكرية التي تعد الحاكم الفعلي اليوم ؟
إذا عرف السبب بطل العجب. و خروجي من الجزائر سنة 1995 كان من اجل:
* تجنب التورط في الحرب القذرة بعد ان اقترحت علي قياة المخابرات الالتحاق بالجماعة الاسلامية المسلحة
* الخروج من دائرة نفوذ السلطة الخائنة و توعية الشعب الجزائري بحقيقة المؤامرة التي استهدفته و النضال من اجل احباطها
اما الغرض الاول فقط تحقق بمغادرتي الجزائر سالما في نوفمبر 1995 و استقراري في بريطانيا كلاجئ سياسي ابتداء من ديسمبر 1997 بعد سنتين من الخبط في ارجاء افريقيا. لكن الغرض الثاني لم يتحقق بعد كاملا رغم ان جزءا كبيرا منه قد تحقق. و لذلك فأنا سأبقى خارج الجزائر اناضل من اجل نفس الهدف الذي خرجت لاجله حتى يتم انتخاب رئيس الجمهورية الجزائرية الشرعي الذي يجسد السيادة الكاملة للشعب الجزائري على دولته. عندها سأدخل ان شاء الله. فالقضية لا علاقة لها بعلاقتي بالقيادة العسكرية لا في الماضي و لا في الحاضر و لا في المستقبل.
* كنت تتحدث منذ سنوات على قيادة المؤسسة العسكرية وتعتبرها مخلصة للجزائريين من أين وصلت الى هذه الاستنتاجات ؟
هذا ليس استنتاجا و انما إيمان قائم على علم و معرفة و ثقة.
* شعار انهاء “الوصاية الفرنسية” الا يعتبر شعارا شعبويا ؟
الحكم على الشيء فرع عن تصوره….هذا الشعار دقيق و صارم و يتضمن فكرة واضحة و هدفا محددا و تم رفعه في الوقت المناسب. الهدف هو وضع حدا نهائي لكل اشكال الوصاية الفرنسية على الجزائر انطلاقا من مؤسسات الدولة الرسمية و انتهاء الى المجتمع المدني، لان هذه الوصاية هي مصدر كل البلاء في الجزائر. و قد بدأ تجسيده على مستوى مؤسسات الدولة داخل المؤسسة العسكرية حرفيا بامتياز ابتداء من سنة 2015، و ستحذو حذوها باقي المؤسسات عندما يرتقي مستوى الوعي لدى قياداتها إلى نفس مستوى قيادة الجيش. و قيادة الجيش كانت اول من التقط الرسالة التي تضمنها هذا الشعار الذي رفعناه في اللحظة التاريخية المناسبة تزامنا مع تفكيك دوائر العمالة لفرنسا في جهاز المخابرات. اما على مستوى الشعب فإن الشعار عكس فكرة عملية طرحناها ميدانيا و هي تشكيل جبهة شعبية لانهاء الوصاية الفرنسية من اجل فرض رئيس جمهورية يعبر عن ارادة الاغلبية الشعبية الحقيقية و يمارس سيادتها على الدولة. و رغم فشلنا في تشكيل هذه الجبهة بطريقة تقليدية فإننا نعتبر ان الحراك الشعبي جاء ليجسد هذه الفكرة على الارض و يحولها الى المطلب الشعبي الواضح الوحيد المتفق عليه. زيادة على تبني فئات سياسية و علمية و جمعوية لهذا المطلب في خطابها تحت عناوين و شعارات مختلفة. و لذلك فأعتقد ان الهيئات المنتخبة الجديدة من رئيس الجمهورية الى المجالس المحلية سيكون هذا الشعار أرضية لبرنامجها السياسي و التنموي و بالتالي سيتم تجسيده ميدانيا أن شاء الله


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.