وأخيرا خصصت فدرالية كرة القدم الجزائرية جزءا من مقاعد ملعب الخامس جويلية بالعاصمة للجنس اللطيف مع خيار ''الدخول مجانا'' لمشاهدة وتشجيع الخضر في مقابلتهم مع الأروغواي. وما خفي على الفدرالية المحترمة والمشكورة على مسعاها أن الأولى بها قبل تخصيص أماكن لتشجيع العائلات ونسوان الجزائر على ارتياد الملاعب محاربة كل أنواع العنف المنتشرة فيها وفي محيطها، حتى أن كثيرا من الرجال الذين تتحمل آذانهم القنابل الصوتية والنووية التي تصدر عن أفواه كثير من ''المزطولين'' وعشاق ''الديليون'' وعباد ''الطماطيش'' أو ''مادام كوراج''، فضلا عن تحمل هراواتهم وهم يعيثون في كراسي المدرجات وحظائر السيارات فسادا بعد كل خسارة لفرقهم المفضلة، وكلنا يحفظ اللازمة الشعرية التي يردها الأنصار عقب كل قرار غير مستساغ لهم من الحكام ''أو لاربيت ...''، حتى أننا نلحظ جميعا معلقي التلفزيون على المباريات الكروية وهم يرفعون أصواتهم فوق أصوات الجماهير، أو يقطعون بث الصوت بالمرة إذا لم تفلح حناجر المعلقين في وأد أصوات ''الهوليغانز''، وعلينا تصور حال هؤلاء وهم يرون الحريم على المدرجات!. والأحرى من هذا وذاك أن تقدم الفدرالية وكل العائلة الرياضية على تنقية القطاع من ''البزناسية'' و''السبابين'' و''الشتامين''، والذين لا يحسنون إلا التفوه بالقاذورات من القول والفعل، حتى يستطيع الرجل متابعة مقابلة كروية رفقة ابنه أو أخيه بله زوجته أو أمه، ومن ثم فلا ضير من دفع مقابل مالي من خزينة ''الفاف'' لكل امرأة تهم بدخول الملعب للاستمتاع بالعروض الكروية، بعيدا عن الأهازيج النووية والكيميائية والمحرمة دوليا.