أخطاء في الأوراق الثبوتية تغرق المواطنين في متاهة البلدية والمحكمة

مطالب بحلول فعالة تحد من تسيب بعض أعوان الحالة المدنية
يعتمدون على المصحح الإملائي للكومبيوتر ويقعون في الخطأ
الإملاء وسيلة الكتابة الصحيحة، والخطأ فيه يؤثر في الفهم ويشوه الكتابة، و لا يقل خطورة عن الخطأ النحوي، وتعد الأوراق الثبوتية من الوثائق الإساسية التي يعتمد عليها في إثبات الهوية إلى جانب إرتباطها في الحصول على فرص التعليم والعمل وغيرها من خدمات الإدارة العامة للسجل المدني وبالرغم من الاجراءات المشددة التي يقوم بها السجل المدني في استخراج الأوراق الثبوتية إلا أن كثيرا من الناس يعانون بسبب من مشكلات يتسبب فيها الموظف الإداري نفسه عندما يقوم بتسجيل بيانات خاطئة وغير مطابقة ومن هنا يبدأ ناقوس الخطر يدق باب النحو والإملاء التي على ما يبدو أن الحاجة لدورة تدريبة في الإملاء والخط أصبحت ضرورية قبل ان يدرج عامل المصلحة المدنية في الوظيفة، بعدما أوجدت التكنولوجيا عيوبا إملائية يصححها "المصحح الإملائي" في أجهزة الكومبيوتر
روبورتاج ي. مغراوي
الحديث عن كابوس الأخطاء في مختلف الوثائق التي يتسبب فيها أعوان الحالة المدنية بجرة قلم بات من أهم أسباب الشجارات القائمة في بلديات الجزائر، حيث تضاعفت المشاكل من مجرد هفوة إلى أخطاء جمة جرت العديد من المواطنين إلى المحاكم لتصحيح الخطأ فتدني المهارات الإدارية و كثرة أخطاء الإدارة علي مختلف المستويات تهدر الكثير من وقت المواطن.
من كريمة إلى كريم ومن ثلاثينية إلى تسعينية
في جولة استطلاعية قادت الاتحاد عبر مختلف بلديات الجزائر لفت انتباهنا صوت شابة ثلاثينية وهي تصرخ في وجه موظفة استخرجت لها شهادة ميلادها، بحثنا عن السبب فتبين أن الشابة بعدما استخرجت الشهادة ذهبت إلى منزلها لتكتشف أنها تحولت من كريمة إلى كريم ومن ثلاثينية إلى تسعينية أي عوض أن يدون تاريخ ميلادها 20 مارس 1974 دون 20 مارس 1947 ما جعل الفتاة تستشيط غضبا قائلة:" كاين اللي قراو حتى تعوجو وما صابوش خدمة .. مي المعريفة هي اللي خلاتكم تجوزو بمستواكم الابتدائي"
نعتذر فوالدك ليس والدك!
وما إن هدأ الجو لبرهة حتى شبت نار ثانية وهذه المرة مع كهل والمعضلة أسوأ من الثانية حيث نسب اسمه إلى رجل ثان عوض أن يكون اسم والد م. عمر من تيزي وزو، نسب إلى ق. لوناس من الجلفة، والمعضلة الكبرى أن الموظف المدني لم يشأ أن يصحح الخطأ وطلب من المواطن أن يراجع بياناته الشخصية في البلدية التي ولد فيها.
ذكر متزوج من ذكر.. أخطائهم
أما مصطفى فحكايته بقدر ما كانت مضحكة بقدر ما كانت مخزية حيث حولوه من متزوج إلى أعزب، وبعد تصحيح الخطأ زوجوه من ذكر، يقول مصطفى: هذه ليست أول مرة أكتشف أخطاء في أوراقي الثبوتية لكن هذه أغربها و ما يفتح الباب أمام عدة تساؤلات حول هؤلاء الموظفين الذين يتم توظيفهم بدون أي مستوى دراسي بينما الحاصلين على شهادات عليا ومستوى لابأس به قابعين في بيوتهم دون عمل ما يجعلنا كمواطنين مضطرين إلى إيداع طلباتنا لدى العدالة لتصحيح مثل هذه الأخطاء والفترة التي تستغرقها للرد على الطلب وتصحيح الخطأ في الوقت الذي قلنا أننا تخلصنا من دوامة الوثائق المستخرجة في الملفات المعنية إلا أننا سندخل في دوامة الأخطاء المرتكبة من طرف أعوان الحالة المدنية.
استنكار!
وقد استنكر المواطن الجزائري الظاهرة وطالب بحلول فعالة تحد من تسيب بعض أعوان الحالة المدنية الذي يوقعهم في الكثير من الأخطاء وتضيع أوقاتهم الثمينة بين أروقة المحاكم لتصحيح الخطأ..