تميزت انطلاقة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية مساء الأربعاء بمدينة باتنة بأجواء بهيجة وحضور مكثف للجمهور والمهتمين بعالم الخشبة من مختلف أنحاء الوطن.وإلى جانب ذلك حضر ضيوف باتنة من دول كل من العراق واليمن وفلسطين ومصر وتونس المغرب وليبيا والأردن من أدباء وشعراء الذين شاركوا في الطبعة السادسة من ملتقى أوراس للأدب والفكر الذي احتضنته باتنة في الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر الجاري وتنظمه سنويا جمعية "شروق الثقافية" والذي جاء هذه السنة لاستعراض أثر الثورة الجزائرية في أدب البلدان العربي، وكانت البداية بأنغام القصبة والبندير لفرقة نجوم الأوراس الشعبية الفلكلورية التي أضفت جوا احتفاليا على ساحة 8 ماي 1945" المقابلة للمسرح الجهوي حيث نصبت الخشبة المتنقلة واستمتعت جموع غفيرة من الجمهور ومن المارة بوصلات تراثية عريقة على الرغم من البرودة الشديدة والمطر الذي تهاطل في هذه الأثناء على عاصمة الأوراس قبل أن يتنقل أغلبهم إلى قاعة العروض بالمسرح .واعتبر محافظ المهرجان محمد يحياوي في كلمته بالمناسبة التظاهرة في طبعتها السادسة فضاء مفتوحا للشباب المبدع في عالم أب الفنون لاسيما وأن من بين أهداف المهرجان هو تكوين فرق مسرحية جديدة ناطقة بالأمازيغية بمختلف أنحاء الوطن، وما مشاركة فرق جديدة من أدرار وإيليزي وتمنراست في المهرجان هذه السنة -يضيف المتحدث- سوى تأكيد على نجاح الدورات السابقة التي تركت انطباعا جيدا في أوساط الشباب من عشاق المسرح. فالمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية بباتنة أصبح يستقطب الاهتمام من سنة لأخرى ولم تعد اللغة عائقا أمام متتبعي أب الفنون -يضيف يحياوي- مردفا بل المسعى الآن هو تطوير اللغة الأمازيغية وتوحيدها لاسيما وأن الدورات السابقة أثبتت بأن تعدد اللهجات في الأمازيغية لم يعد عائقا أمام المشاركين. وتخلل حفل الافتتاح كالعادة تكريم بعض الوجوه التي ساهمت في إثراء المسرح الناطق بالأمازيغية وهي الممثلة المسرحية باعلي وهيبة من تمنراست وهوش عبد الرحمان ممثل ومخرج مسرحي من تيزي وزو إلى جانب كلا من جمال النوي مهتم بالمسرح وبوشارب محمد كاتب نصوص مسرحية من باتنة، أما العرض الافتتاحي للتظاهرة الذي حمل عنوان "كرسي في المهرجان" فجاء حالما سافر من خلاله مصممه الكوريغرافي رياض بروال بالحضور إلى عوالم الرقص المعاصر مقدما بطريقة مبتكرة استعمالات هذه الأداة في الحياة اليومية بالاعتماد على انعكاسات الأضواء الملونة وكذا التعبير الجسدي للراقصين. وأكد الفنان بروال بأن فكرة هذا العرض هي وليدة ورشة الرقص المعاصر التي تم فتحها على هامش الدورة السابقة للمهرجان وقد تجسدت في هذه الطبعة بفضل إرادة مجموعة من الشباب بباتنة التي لها مؤهلات كبيرة جدا في مجال الرقص، وتشارك في الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية 15 فرقة مسرحية 3 منها من المسارح الجهوية حيث ستدخل 8 عروض المسابقة و7 تقدم عروضها في كبرى دوائر الولاية حسب المدير الفني لمسرح باتنة الجهوي سليم فروج . برمج على هامش التظاهرة ملتقي علمي حول فضاء العرض المسرحي إلى جانب ورشة خاصة بفن العرائس موجهة للمبدعين الشباب لاسيما المهتمين بمسرح الطفل، يذكر أن المشاركين سيتنافسون على 7 جوائز خاصة بأحسن إخراج ونص وأحسن أداء رجالي ونسائي وأحسن سينوغرافيا وإبداع موسيقي وجائزة لجنة التحكيم ستسلم في اختتام التظاهرة يوم 18 ديسمبر الجاري.