تواجه الصيدليات، في فالمة، ندرة حادة في دواء ''ليفوماد'' الموجه لمعالجة مرض الرعشة، وكذا ''الأسبيرين'' الموجه لفئة الكبار، والذي يتحكم في انتظام حركة الدم، ما أبقى العشرات من الوصفات في قائمة الانتظار إلى أجل غير محدد. وأرجع الصيادلة ذلك إلى السوق السوداء التي تتحكم في تسيير الدواء، وقالوا إن ما تتحدث عنه الوزارة من وفرة للدواء مجرد مغالطة. وذكر صيادلة، في تصريحهم ل''الخبر''، أمس، أن هذه الندرة في دواء ''ليفوماد'' أبقت العشرات من الوصفات على طاولة الانتظار، دون أن يتمكنوا من تحديد موعد للمرضى حتى يتم الإفراج عنها. وقالوا إن الدواء يتم جلبه من ولاية تبسة عن طريق تجار غير شرعيين، وهذا ما شجع المضاربة في سعره الذي يرتفع، حسبهم، أضعاف السعر الحقيقي، ولذلك تعمد هذه الجهات، حسب الصيادلة، إلى نزع ''الشريط'' الذي يحمل السعر. كما اشتكى الصيادلة من الضغوطات التي يمارسها عليهم الموزعون، وقالوا إن قبول توصيل طلبية لنوع محدد من الأدوية يفرض عليهم دفع أموال كبيرة، حيث يحتم عليهم الموزعون، في حال تمت تلبية طلباتهم، قبول أدوية أخرى لا يحتاجون إليها مطلقا ويرفقونها بالدواء محل الطلب. وقالوا إن هذا الأمر يجبرهم على دفع فاتورة تصل إلى 10 ملايين سنتيم لاقتناء نوع واحد من الأدوية، وتظل، حسبهم، في المخازن دون استخدام. ولذلك اعتبر المعنيون ما تروجه الوزارة من معلومات عن وفرة الأدوية مجرد مغالطة، حيث يواجه المرضى مشاكل وتعقيدات لا حصر لها بسبب هذه الندرة، كما أن دورها مغيب فيما يتعلق بعمل الموزعين والمضاربين للحد من سيطرتهم على سوق الدواء بالجزائر عموما.