صنّفت هيئات ومنظمات دولية متخصصة الجزائر من بين أهم الدول المستهلكة للبيض في منطقة شمال إفريقيا إلى جانب مصر، حيث يستهلك الجزائريون ما بين 120 إلى 150 بيضة سنويا، أي بمعدل 10 إلى 12,5 بيضة في الشهر. يعتبر البيض إلى جانب اللحوم البيضاء من بين المواد الأكثر استهلاكا في الموائد الجزائرية، خاصة في فصل الصيف بالنسبة للبيض، حيث يلازم العديد من الأطباق من بينها البطاطا. ويشير الخبير في التغذية، كمال عمراني، إلى أن مستوى الاستهلاك في الجزائر لمادة البيض يرتفع في فصل الصيف بالأساس، وأن الطابع الصناعي لتربية الدجاج المنتج للبيض ساهم في ارتفاع المردود، وإن كانت هناك أحيانا ظروف مناخية مؤثّرة على مستويات الإنتاج والمردود، كما أن حصة القطاع الموازي لا يزال عنصرا مهما يتعين مراعاته. وعرف استهلاك البيض في الجزائر نموا متواصلا بمستويات عرفت تقلبات أحيانا بين السنوات، فقد لوحظ مثلا تسجيل مستويات استهلاك كبيرة سنوات التسعينيات، ثم تدنت لتعود إلى الارتفاع مع سنة 2005، وتنخفض في 2008، ثم ترتفع ابتداء من 2010. وتساهم تقلبات أسعار المواد الأولية والمدخلات في التأثير على الوفرة والإنتاج، إضافة إلى ظروف دولية، على غرار انتشار أنفلونزا الطيور التي أثّرت على مستويات الإنتاج والأسعار عبر العالم، فضلا عن الحرارة التي تؤثّر على الإنتاج محليا. وعرف فرع تربية الدواجن تطورا نتيجة التحفيزات المقدمة له خلال الثمانينيات والتسعينيات، بهدف سد النقص المسجل في السوق وتلبية الطلب المتزايد. وعهدت سياسة الفرع إلى الديوان الوطني لتغذية الأنعام، ثم إلى دواوين جهوية لتربية الدواجن وسط وغرب وشرق، ناتجة عن إعادة الهيكلة للدواوين الوطنية والجهوية، وحينها قامت الجزائر بتوقيف استيراد المادة النهائية، منها البيض، ولكنها رفعت وضاعفت اللجوء إلى الاستيراد لتزويد المؤسسات المنتجة بالمدخلات الصناعية الغذائية والمنتجات البيولوجية والمواد البيطرية والتجهيزات، ثم أُعيد هيكلة القطاع في التسعينيات، وتأثّر بسياسات التصحيح الهيكلي، وانتقل مركز الثقل من القطاع العمومي إلى الخاص، ومع ذلك استفاد خلال سنوات 2000 من تحفيزات جبائية ودعم، خاصة في المدخلات والمواد الغذائية، وهو ما ساهم في رفع مستويات الاستهلاك مع وفرة المنتوج، رغم أنه، في الأساس، لا يزال خاضعا للاستيراد. وتبقى الجزائر بعيدة عن مستوى الاستهلاك العالمي، خاصة لدى الدول الصناعية والصاعدة، التي يقدّر معدل الاستهلاك فيها ما بين 180 إلى 200 بيضة في السنة، بينما تبقى فوق المعدّل الخاص بالدول النامية الذي يتراوح ما بين 50 إلى 100 بيضة في السنة.