إسقاط 15 عمودا كهربائيا بخط السكة الحديدية في الرغاية إغماءات وجرحى بعد تجدد المشادات بين الدرك والمحتجين تجددت، أمس، المواجهات بين سكان حي محمد الباي بالرغاية شرقي العاصمة، ومصالح الدرك، انتهت بتسجيل عشرات الجرحى في صفوف الطرفين، ناهيك عن حالة الرعب التي خلفها دوي القنابل المسيلة للدموع، كما أدت حالة غضب شباب الحي إلى تخريب أجزاء من خط السكة الحديدية وكذا إسقاط 15 عمودا كهربائيا بذات الخط، ما أحدث شللا في حركة القطارات بالجهة الشرقية للعاصمة. قضى سكان حي محمد الباي بالرغاية، ليلة أول أمس، أعنف ليلة مواجهات مع مصالح الدرك، منذ رفضهم لمشروع المركز الردم التقني للنفايات التي ستنجز على مسافة 20 مترا من مساكنهم، حيث قال السكان في حديثهم ل”الخبر” إن المشادات اندلعت في حدود الثامنة ليلا ودامت إلى غاية الثانية من صباح أمس، وخلفت هذه الأحداث التي استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع عشرات الجرحى وعديد الإغماءات وسط العائلات، التي اضطر غالبيتها لمغادرة مساكنهم والخروج إلى الساحات المجاورة خوفا من الاختناق بالغازات المسيلة للدموع. وفور وصول “الخبر”، أمس، إلى الحي الذي وجدناه مطوقا بعناصر الدرك، الذين منعوا شباب الحي من الخروج، أكد سكان الحي بأن هذا المركز الذي سيجسد على مساحة 25 هكتارا، سيضر بعدد من الأحياء على غرار حي جعفري وحي فعوصي وحي شبشب وحي الكروش وأولاد هداج وأولاد موسى وحتى بودواو، مشيرين إلى أن المنطقة عبارة عن مساحة خضراء كانت متنفسا لشباب الأحياء من أجل ممارسة النشاطات الرياضية. وقال السكان الرافضون للمشروع بأنهم رفعوا انشغالهم للعديد من الجهات المعنية، لكن هذه الأخيرة لا تزال تستعمل “لغة الخشب”، حسبهم، مشيرين إلى أن التزام السلطات المعنية الصمت أجج من الوضع، خاصة وأن لجنة عقلاء الحي عجزت عن احتواء الأمر الذي تحول إلى تخريب طال 15 عمود كهرباء من الضغط العالي، الأمر الذي حرم مسافري الجهة الشرقية من استعمال هذه الوسيلة، وجعل خدمة القطار تنتهي عند محطة الرغاية فقط لتبدأ بعدها معاناة المواطنين مع الحافلات. كما أضاف السكان الغاضبون بأن هذا المركز الذي تريد الجهات المعنية وعلى رأسها مديرية البيئة تجسيده بالرغم من توقفه سنة 2006، سيكون مجاورا لدار الشباب وكذا ابتدائية ومستشفى الأمراض العقلية، الأمر الذي سيزيد من معاناة المرضى والأطفال الذين يقصدون هذه المرافق، ناهيك عن الغابة والملعب المجاور للقطعة المخصصة للمشروع. واستنكر هؤلاء طريقة تعامل مصالح الدرك معهم، خاصة وأنهم يطلقون الغازات المسيلة للدموع في عز الليل منذ 25 يوما، حسبهم، حيث قال السكان إن أولادهم أصبحوا عرضة للأمراض التنفسية والربو، مؤكدين أن هدفهم إسماع صوتهم إلى الجهات المعنية، خاصة بعد الوعود التي أطلقتها المصالح المحلية للبلدية بخصوص شروع ولاية الجزائر في التحقيق بالمشروع ما اعتبره هؤلاء “حقنا المهدئة”. البلدية والدائرة لا تعرفان شيئا عن المشروع وما أثار غضب سكان المنطقة هو عدم اطلاعهم على مخطط المشروع منذ الانطلاق فيه، مشيرين إلى أنهم تقربوا من رئيس البلدية الذي أكد لهم بأنهم لا يملكون لا مخطط المشروع ولا الدراسة التمهيدية له، وكان رئيس البليدة قد صرح ل”الخبر” بأنه طلب من والي العاصمة زوخ فتح تحقيق في المشروع الذي أخذ أبعادا أخرى. وأضاف السكان بأن مديرية البيئة لولاية الجزائر هي من تضغط لإنجاز المركز. من جهته أكد أحد المسؤولين بالدائرة الإدارية للرويبة، بأن مشروع الردم ليس وليد اليوم، بل يعود إلى 2004 تاريخ اختيار القطعة الأرضية واقتطاعها من المصالح الفلاحية سنة 2007 من أجل إنشاء هذا المركز، كما أضاف ذات المسؤول بأن تاريخ انطلاق المشروع كان في 2011 من خلال الإعلان الرسمي عن الشركة المكلفة بالإنجاز (جزائرية – إسبانية)، وعن أسباب تأخر الإنجاز إلى غاية هذه السنة قال المتحدث إنها تعود إلى إعادة المخططات وكذا أمور تقنية كأنبوب الغاز الذي يمر بالقطعة.