يلتقي، غدا، حوالي 20 مغنيا جزائريا بقاعة الأطلس في العاصمة، لتكريم ملك الأغنية الرومانسية الجزائرية، الفنان الراحل الشاب حسني، وذلك بالتزامن مع الذكرى ال20 لاغتياله، وسيتم بث الحفل الخاص على قناة “الخبر” “كاي بي سي”. تعيش الجزائر، غدا 29 سبتمبر، تكريما بمذاق خاص، لنجم غازل مشاعر وأحاسيس الجزائريين، فسطع عاليا بين النجوم، يتحدى الخوف ويغني للأمل. يعود الشاب حسني مساء غد، بصوت حوالي 20 مغنيا جزائريا، كبروا كما كبرت قلوب الشباب الجزائري على أحاسيسه، ليكون الموعد أسطوريا في قاعة الأطلس بباب الواد في العاصمة التي وقف عليها ابن حي “ڤمبيطة” الوهراني يوما ما وغنى “ما تبكيش.. قولي ذا مكتوبي”، هذا المكتوب الذي لم يرحم أحد وأبكى الجزائريين بعد أن وقع اغتيال الشاب حسني يوم 29 سبتمبر 1994، وهو في عمر الزهور، حيث لم يتجاوز الشاب حسني سن ال26، حين تحدى بصوته مشاريع التخريب التي تنافست على سفك دماء الجزائريين الأبرياء. ولاتزال الأيام تمضى على شوارع الجزائر وكلها شوق إليه وحنين إلى صوت القلب المغتال، على مدى 20 سنة. الشاب حسني الذي عاش في قلوب الملايين من الجزائريين، تأبى رحيله إلا الأبد، وما حمله هذا الفنان أكبر بكثير من أغانٍ صدحت على “أشرطة” وأجهزة راديو تمادت التكنولوجيا في محو آثارها اليوم، فهي دروس إنسانية تحدت وحوش الدم التي سعت لاغتيال “الحسني” الجميل في الإنسان الجزائري. جاءت المبادرة من طرف شركة “باديدو” للإنتاج الفني، بالتنسيق مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، تحت شعار “جيل حسني”، ينشطها نخبة من ألمع نجوم الغناء الجزائري على غرار “كادير الجابوني”، “الشاب حسان”، “محمد لمين”، “فلة”، “ندى الريحان” وغيرهم الذين سيجتمعون لقول “نعم كلنا حسني”، وما أحوجنا لجزائر بمشاعر وما أحوجنا أيضا لدروس في الأحاسيس كالتي ألفها الشاب حسني في ألحانه العديدة التي مازجت بين النكهة الشرقية، الغربية، الجزائرية الأصيلة وغيرها، وصل مداها إلى القارات الخمس، بعد أن سافر في حقائب المهاجرين الجزائريين الفارين من شبح “العشرية السوداء”. ولد حسني شقرون في الفاتح من فيفري بعد ست سنوات فقط من استقلال الجزائر، لكنه عاد “مغتالا” على يد حرب أعلنها الجزائريون على أنفسهم، وقد كان آخر حفل أحياه سنة 1994 بالملعب الأولمبي في الجزائر العاصمة، في إطار الاحتفالات بالذكرى 32 للاستقلال، أمام أزيد من 150 ألف متفرج، ليغني حسني طويلا من ألبومه “راني خلتهالك أمانة” الذي بيعت منه مليون نسخة في أسبوع، و”طال غيابك”، وقد غنى أيضا “قالو حسني مات” و”غدار” التي يبدو أن أعداء الإنسانية الذين انزعجوا من صوت حسني الأقوى والأعنف من صوت الرصاص لم يستمعوا إليها.